منتدى الفكر الأخضر


عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بالدخول إذا كنت عضو معنا أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك و في حالة عدم معرفتك لطريقة التسجيل اضغط هنا

إدارة المنتدي

القذافي يتكلم بقلم "الفصل الثالث" (( القذافي والكبائر العشر )) 2622214386 القذافي يتكلم بقلم "الفصل الثالث" (( القذافي والكبائر العشر )) 4247595835 lol!

منتدى الفكر الأخضر


عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بالدخول إذا كنت عضو معنا أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك و في حالة عدم معرفتك لطريقة التسجيل اضغط هنا

إدارة المنتدي

القذافي يتكلم بقلم "الفصل الثالث" (( القذافي والكبائر العشر )) 2622214386 القذافي يتكلم بقلم "الفصل الثالث" (( القذافي والكبائر العشر )) 4247595835 lol!

              " إن الطريق شاق و طويل و سوف يسقط كل من يدعي الثورية ، و لن يبقى في الميدان إلا الثوريون الحقيقيون الذين أمنوا بمبادئ الثورة و عقيدتها " .. قائد الثورة
               " إن عصر الجماهير وهو يزحف حثيثاً نحونا بعد عصر الجمهوريات يلهب المشاعر .. و يبهر الأبصار . و لكنه بقدر ما يبشر به من حرية حقيقية للجماهير ..و انعتاق سعيد من قيود أدوات الحكم .. فهو ينذر بمجئ عصر الفوضى و الغوغائية من بعده ، ان لم تنتكس الديمقراطية الجديدة التي هي سلطة الشعب .. و تعود سلطة الفرد أو الطبقة أو القبيلة أو الطائفة أو الحزب"  .. قائد الثورة
               " إلى الذين لم يفسدهم النفط .. الذين هم أغلى من أن يزج بهم في معارك ليست واجبة .. إلى الذين أصالتهم أعمق من جذور الإقليمية .. و إرادتهم أقوى من إرادة الإستعمار الذي يريد لهم الفساد و يريد لهم الإنكفاء .. الذين أقدموا على التطوع بوعي و إرادة و شجاعة .. و أدركوا أن هذه هي المواجهة الحقة .. و أن هذا هو الموقف الصحيح من التاريخ "  .. قائد الثورة

    القذافي يتكلم بقلم "الفصل الثالث" (( القذافي والكبائر العشر ))

    بنتك يامعمر
    بنتك يامعمر
    عضو مميز
    عضو مميز

    التسجيل التسجيل : 29/04/2013
    مساهمة مساهمة : 359
    التقييم التقييم : 21
    الجنس الجنس : انثى

    البلد البلد : ليبيا
    12052013

    Announcement القذافي يتكلم بقلم "الفصل الثالث" (( القذافي والكبائر العشر ))

    مُساهمة من طرف بنتك يامعمر

    القذّافي والكبائر العشر



    خمسة عقود أوردناها مُدركين مُسبقاً ومعترفين بأنّ الذي لم يقله القذّافي كان وسيبقى أكثر تعقيداً من الذي قاله، وربّما يحتاج إلى عقود أخرى لم تزل حبكاتها ضائعة، لكنّها لم تمت معه، وهو الذي قبل أنْ يموت وبعد أن استعاد المبادرة قال كلمته ومشى. لكن إلى أين مشى، وفي أي زنقة دخل، وهل استعاد المبادرة قبل خطاب «من أنتم» أم بعده، وهل استعاد ليبيا بالخطاب ـــــ المعركة أم بمعركة ما قبل الخطاب، أم بمعركة ما بعد الخطاب؟.

    لا يمكن ان أدّعي الإجابة، ولا أعتقد أن أحداً يملكها فيدّعيها، لكنّ الذي أدركته وأدركه معي العالم لحظة أدركته، أنّه لم تمض أكثر من أربع وعشرين ساعة على خطاب «من أنتم»، حتى استأنف القذّافي معركة تثبيت نفسه أولاً، وإعادة تثبيت ليبياه ثانياً، وتكبيد خصومه ثالثاً. ذلك أنّ الشيء الذي قد حصل في ليبيا في الأربع وعشرين ساعة التي سبقت خطاب «من أنتم»، والأربع وعشرين ساعة التي أعقبت ذلك الخطاب، كان أشبه بأعجوبة، ليس لأنّ ليبيا كانت ساقطة، لكن لأنّه هو معمّر القذّافي من سقط لأربع وعشرين ساعة من حسابات البشر. وهكذا، فإنّ ظهوره غير المحسوب، ما قرّره القذّافي يومها لأجل ليبيا، وإنّما لأجل نفسه، وكأنّه ما استعاد ليبيا في غفلة من العالم إلّا ليستعيد نفسه وليزرع جفلة في عقول العالم وقلوبهم، كانت بالنسبة إليه بــــ «مثابة» الرعشة ما قبل الأولى.

    ولأنّ المتعة مقابل ثمن، والرعشة مقابل أثمان، بعضها مُقدّم وبعضها مؤخّر، ولأنّ حسابات البيدر لم تتوافق مع نتائج الحصاد، كان يجب استبدال الهروب بما هو أبشع وأفتك وألعن، فمعمّر القذّافي يقتل شعبه ويقصف شعبه، وبالتالي يجب أن يُحاسب لتتخلّص البشرية من شروره ويتخلّص الليبيون والليبيات من وحشيته ودمويته. هي رسالة مقدّسة يجب أنْ يؤدّيها العالم الحر والإعلام بكل موضوعية ونزاهة وحيادية وقدسيّة!.

    وإذا كان العالم قد نسي، فتذكيره يُضحي واجباً أكثر من شرعي، ومن لا يعرف فعليه أنْ يعرف، بأنّ معمّر القذّافي هو السبب الأوّل في قتل مئات آلاف الأفغان، وهو السبب ما قبل الأول في قتل وذبح وتشريد ملايين العراقيين، وهو الذي خطّط ونظّم وحرّض لِما حصل في 11 أيلول / سبتمبر 2001.
    إنّ معمّر القذّافي هو الذي دفع الأميركيين لينهوا الحرب العالمية الثانية بقنبلتين على ناكازاكي وهيروشيما، وقبل كل ذلك فإنّ القذّافي هو من أقنع «بلفور» وحرّضه على إعطائه وعده اللعين للصهاينة في إقامة دولة لهم عام 1917، فمعمّر القذّافي إذن هو من سُلالة يهودية من جدّ جدّها.

    وإنّ معمّر القذّافي هو من خطّط ودبّر ووشى وأعطى الأمر بتسميم ياسر عرفات وقتل رفيق الحريري وعماد مغنية، وإنّه هو المنظّر الحقيقي لمنظومة الهلال الشيعي المخصّب لا الخصيب، وهو الأب الروحي «للحوثيين» وللثوار الفاطميين في البحرين، كما إنّه هو مدبر عملية الشقاق بين دولتين عربيتين شقيقتين هما قطر والسعودية، فهو وحده من اعتاد وأجاد اللعب على تناقضات القبائل لجرجرة بعضها إليه وإقصاء بعضها الآخر، فلقد اكتشفنا إذن السرّ الأكبر في العداء المستفحل بين قبيلتي آل ثاني وآل سعود.

    لأجل كل ذلك يجب أنْ نتحالف جميعاً ونتحد ونتفق ونرصّ الصفوف ونُحشّد الإمكانيات ونوفِّر التسليح والتدريب والتمويل وأنْ نوظِّف الدين بل الأديان إنْ أمكن، والمذاهب بالتأكيد يُمكن، فالفقه مُجمِع والإجتهاد مؤيد، والأئمة كلها مطيعة في هذا الصدد، فليُتخذ القرار إذن، لكن أيّ قرار؟. إنّه القرار السابقة؛ السابقة في الشكل والمضمون.

    أمّا في الشكل، فأنْ يتسابق العرب إلّا من استثنى نفسه منهم، على استصدار قرار من جامعة الدول العربية، الجامعة الأم، بيت العرب، فهذا يعني أنّك لأول مرة أمام استحقاق وتحدّ كبيرين، فالتهديد الأكثر من مباشر للأمن القومي العربي قد حصل، وهو ما يعني أنّ الأمر يتجاوز بكثير عدواناً أميركياً أو صهيونياً على دولة عربية ما، فعلينا أنْ نقتنع بأنّ المخاطر الناتجة عن فتك معمّر القذّافي بشعبه تتجاوز بكثير فتك إسرائيل الدائم والمستمر بالشعب الفلسطيني، ويتجاوز بكثير فتك إيران بالجزر الخليجية الأربع، ويتجاوز بكثير احتلال دولة إسرائيل للجولان السوري، ولمزراع لبنانية، واحتلال السلاجقة للواء الإسكندرون، واحتلال الأسبان لسبتة ومليلة، ويتجاوز ببشاعته جريمة الأمس المتمثّلة بإنسلاخ جنوب السودان عن أكبر دولة عربية لو أنجز القذّافي فيها ثورة اقتصادية تنموية لكان الأمن الغذائي العربي مؤمّناً ويفيض.

    حقّ للعرب إذن أنْ يُغيّبوا معمّر القذّافي طالما أنّه قرّر تغييب شعبه عن خارطة العرب الديموغرافية.

    تُقرّر جامعة الدول العربية تغييب عضوية ليبيا عن مؤسّساتها ومنظماتها ووكالاتها كافةً، وتناشد مجلس الأمن الدولي المسارعة إلى اتخاذ الإجراءات الردعية والقمعية اللازمة والمتوفرة لحماية المدنيين الليبيين وبتر يد معمّر القذّافي التي خطّت رسوماً هزلية تسخر من الوجدان الجمعي للإنسانية.
    لست بخبير قانوني كي أبحث في مدى مشروعية قرار العرب هذا، ولا يهمّني أنْ أعرف مدى قانونيته ومشروعيته مع الفارق الكبير بين القانونية والمشروعية، فلطالما قُلنا أنّ النظام الرسمي العربي برمته هو نظام غير مشروع، كونه يفتقد إلى المشروعية، التي تمنحها الجماهير وحدها، لكنّني اليوم، أؤكد لكم أنّ قرار الجامعة العربية كان مشروعاً، ليس لأنّ الأنظمة التي تتشكّل منها الجامعة العربية هي من أصدر هذا القرار، ولكن لأنّ الجماهير العربية تبنّته عندما منحته الشرعية؛ منحته الشرعية عندما لم تنتفض ولم تتظاهر ولم تثُر على العدوان الأميركي ـــــ الأطلسي ضدّ ليبيا وبحقّها وعليها. فلأوّل مرّة في التاريخ العربي تقف الشعوب العربية مع الولايات المتحدة الأميركية ضد دولة عربية، وقد سجّل التاريخ هذا ووثّقه. فهل سجّلتم أنتم ووثّقتم؟.

    وسجّل مجلس الأمن الدولي رغبة الشعوب العربية ولخّصها في بند لقرار كان كافياً لنصب علامة استفهام كبيرة حول مصطلح «المشروعية». هي المشروعية التي لها مفعول رجعي، له ما قبله وله ما بعده، ويصحّ الجزم بأنّ له ما بعد بعد بعده.

    وسوف لن يتحدثنّ بعد اليوم أحد عن انفصام وَسَمَ الشخصية العربية، فالعرب بمنحهم المشروعية للولايات المتحدة الأميركية في قصف ليبيا، منحوها عن سابق إصرار وتصميم صكّ براءة يشرعن عدواناتها على العراق، وشنقِها لقائد لطالما وضعوه وساماً مرصّعاً على الصدور والنهود وتاجاً على الرؤوس.
    «إنّها التقية العربية إذن!»، جملة لا يمكن أنْ أنساها، قصفني بها ذات يوم صديق عراقي مشهور بمعارضته البنّاءة والشريفة للرئيس الراحل صدّام حسين، وكان لم يزل ذلك الرئيس في السلطة.

    إنّها التقية، «لأنّنا كنّا ننافق صدّام حسين، فكل ما أراده بعضنا منه، يوم كان جبلاً تُستولد منه الرياح، هو بضعة «كوبونات نفطية»، يستأهل الحصول عليها إدراجهم في قائمة الإرهاب، ويستأهل نيلها النيل من كل من يبعث رسالة تشكّك في عبقرية البعث الذي كان يوماً عابراً للحدود وصادّاً لزحف قوميات أخرى»، جملة أخرى لا يمكنني أنْ أنساها، أدهشني بها صديق لبناني يعتنق البعث العراقي، يوم إعدام صدّام حسين مباشرة على الهواء وفي ظلّ شهادة الفضائيات العربية، دون أنْ يُحرّكن أحد ساكناً.

    من اليوم فصاعداً، يجب على كل عربي مسلم مذْ لحظة استيقاظه من سباته وقبل أنْ يغسل وجهه ويُوليه شطر الرزق الحلال، أن يرسل رسالة صارمة إلى الأمم المتحدة ومجلسها الأمني الموقّر تقول «هل ما زال معمّر القذّافي حيّاً؟».

    وتحت وطأة تلك الرسائل والبرقيات البريدية الحاسمة والمتجاوزة للرسل، يجد ذلك المجلس نفسه أمام حصار مطبق، والذي لأجل فكّه، لا خيار أمامه سوى الإستسلام ورفع الأيادي للتعبير عن الخضوع لإرادة الشعوب العربية المُسلمة واستصدار قرار تحت وطأة الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة هذه المرّة فعلاً ولأول مرة، يفتتحه مجازاً بعبارة: «بناء على رغبة الشعوب العربية الثائرة»، ويفتتحه نصاً بعبارتين مستفزتين، فالمجلس «وإذْ يُرحب بإدانة الجامعة العربية الإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي التي يجري ارتكابها في الجماهيرية العربية الليبية»، وإذ «يحيط علماً بالرسالة التي وجّهها الممثّل الدائم للجماهيرية العربية الليبية لدى الأمم المتحدة إلى رئيس مجلس الأمن بتاريخ 26 شباط / فبراير 2011».

    يبدو من خلال هاتين الفقرتين أكثر من واضح أنّ مجلس الأمن استند في قراره رقم 1970 في جملة ما انطلق منه، من إدانة الجامعة العربية لجرائم القذّافي وتالياً من إدانة الشعوب العربية لجرائم القذّافي، وانطلق أيضاً من رسالة مكتوبة بالدمع الذارف من عيني «سنيورة» الجماهيرية ومندوبها لدى الأمم المتحدة عبد الرحمن شلقم، المنشق حديثاً، بعد أربعين عاماً من الولاء المطلق والوفاء ما بعد المطلق، وهو الإنشقاق الذي رفض القذّافي في حديث جرى بيني وبينه أنْ يضعه في إطار الخيانة والعمالة، فشلقم بالنسبة للقذّافي كان وسيبقى بمثابة الإبن الذي لا يخون، فكلّ ما في الأمر أنّ الخوف شقّ طريقه إلى قلبه، مثله مثل غيره من المنشقّين الذين أبى القذّافي حتّى نفسه الأخير أنْ يضعهم في خانة الخيانة. فالخوف حقٌ من حقوق الإنسان التي يجب حمايتها ورعايتها، أمّا الخائف فيجب أنْ نقف إلى جانبه لنطرد من قلبه ثورة الخوف الدخيلة.

    لكنّ القذّافي لم يقنعني في حديثي معه، غير أنّ معرفتي به تجعلني واثقاً أنّه رجل من نوع آخر، يربط جأشه ويزين كلماته حتى وهو متأهّب لاستقبال الموت المحتّم.

    نعم لم يقنعني القذّافي، فأنا الذي لطالما أُعجبت بفنّه في الكلام المُقال والمكتوم، قرّرت في حديثي معه أنْ أستدرجه إلى مقارنة المصطلحات، فتنقّلت معه بين شخصين بقصد دفعه إلى استخدام مصطلحات مختلفة بشأنهما، فبعد أنْ اعتبر شلقم بمثابة الإبن، عاد ليعتبر نيكولا ساركوزي بمثابة الصديق، فما الفرق بين تداعيات الإبن وتداعيات الصديق؟.

    استخدم القذّافي في حديثه معي مصطلح «الصديق» في صدد الإجابة عن أسئلة ترتبط بالساركوزية، في حين تمسّك العقيد بالأبّوة والبُنوّة في حديثه عن عبد الرحمن شلقم. وكأنّه يقول إنّ ردّة فعلنا تجاه الإبن الضال تختلف عن ردّة فعلنا تجاه الصديق الذي ينقلب. ففي حين أنّنا نتفهم سلوك الإبن ونجد أنفسنا مجبرين على احتضانه وحمايته من نفسه أولاً فنعيده عن ضلاله، غير أنّ انقلاب الصديق يجرحنا ويؤلمنا ويزرع في أفئدتنا حقداً دفيناً قد لا يتكفّل به الزمن، لذلك نجد القذّافي يعبّر عن غضبه من سلوك أمير قطر بالقول «بارك الله بكم يا إخوتنا في قطر، بارك الله بكم يا إخوتنا في قطر»، رغم أنّه لم يقل «بارك الله فيك يا صديقي أمير قطر»، إنّه التبريك الذي يحمل في طيّاته ما يحمل من معان وأسرار.

    معمّر القذّافي وعلى غير عادته، أخطأ هذه المرة ايضاً، فمجلس الأمن ليس «مجلس الرعب» كما كان يقرّر ويكرّر، فأنْ تصف مجلس الأمن بمجلس الرعب، فهذا يعني أولاً أنّك تضعه في مواجهة مع حقوق وحريات وإرادات ورغبات الشعوب العربية، ويعني ثانياً أنّك تتهم المجلس بإرعاب وإرهاب هذه الشعوب، ويعني ثالثاً، أنّ الشعوب العربية تتهيّأ وتستعد وترصّ صفوفها لشنّ ثورة ما بعدها ثورة ضد مجلس الأمن والقيمين عليه والمُمسكين بعنق قراره وقراراته.

    لكن، أصلح معمّر القذّافي خطأه وكفّر عن خطيئته، ليس بذبح خراف ولا بدفع فِديات لطالما اعتاد الزعيم الليبي على دفعها طوعاً أو كرهاً أو تكرُّماً، وإنّما أصلحها بتمزيقه في ذات خطاب لميثاق الشرف بين مجلس الأمن والشعوب العربية، ألأجل ذلك مزّق معمّر القذّافي ميثاق الأمم المتحدة ورماه على وجوههم!. إنّها الإستقالة عن رئاسة جمهورية قضايا العرب، «فلو عندي منصب لاستقلت ورميت الإستقالة على وجوهكم»، ذات عبارة قالها يوماً ذلك المنتظر لتمزيق شخصيته. وقد مزقّوها بالفعل. لكن ماذا مزقوا فيها ومعها وكيف ومتى؟.

    لن نستعجل الإجابة عن هذين السؤالين، فلها في صفحات الكتاب متّسعٌ من الحروف والكلمات والسطور والفقرات بل والصفحات، لكنّ الذي نستعجله هنا هو التالي مقابلته ومقاربته ومفارقته:

    يوم اعتقل جيش الإحتلال الأميركي الرئيس العراقي الشهيد صدّام حسين في إحدى نواحي العراق وليس خارجه، ورمى بصورته على شاشات الفضائيات العربية قبل الغربية لتتقاذفه يُمنة ويُسرة، في ذلك اليوم كان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أكثر وسامة من الرئيس الأسير صدّام حسين، ففائض الوسامة التي اهتدى إليها وجه الحارس النووي ما كانت نابعة من سرور هستيري ناتج من ابتسامة، لتلقّيه هديته الأميركية المنتظرة، وإنّما كانت نابعة من إذلال لقائد عربي مُهدى إلى الشعوب العربية، فلقد كنّا في ذلك اليوم أمام صورة للكبير صدّام حسين ما كان يخطر ببال أحد أنْ يراها بالشكل والطريقة التي رآه فيها ذلك اليوم. ولقد سجّل التاريخ تلك الصورة بعدما خرجت من قاموس الثأر العربي، لنُدخلها في خبر إنّ دون أخواتها، لكنّ، ليت ولعلّ.

    ليسجّل التاريخ مرة أخرى ومن جديد إذن، أنّ معمّر القذّافي كان يجب إظهاره وتظهيره لحظة إلقاء القبض عليه كخارج من حفرة أفقية لا يخرج منها إلّا الجرذان. اليوم أبى القدر إلّا أنْ يُحدث المصالحة الكبرى بين صدّام حسين ومعمّر القذّافي يُمكن أنْ نسميها «وحدة المسار والمصير». واليوم أيضاً أبَتْ الشعوب العربية أنْ تُوقِف مسيرها قليلاً لتُحدِث وقفة تأملية مع الذات والثورة وبين مصيرين لأشهر رجلين في تاريخ العرب الحديث.

    هكذا فمنذ الآن وصاعداً، سيتجرأ أيُّ لاعربيُّ ما، ليخاطب أعرابياً ما، بل ولفيف العرب بجملة خاطفة، قالها القذّافي قبل أنْ يمشي ملكاً هلكاً: «من أنتم.. وأين كنتم؟».

    المصدر : http://alichendeb.blogspot.com
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    لا يوجد حالياً أي تعليق


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 9:33 pm