ما هكذا تُورد الإبل يا سيف
سوف يريهم القذّافي من هم إذن، وسيُريهم أين كانوا وأين أصبحوا وأين سيكونون، فاللعب على المكشوف أصبح، والكل لخياراته ولموقعه حدّد، والقذّافي بدوره اتخذ القرار بموقعته، لكنّه محتاج إلى استراحة مقاتل صغيرة، يستجمع فيها قواه وما تبقّى له من أوراق، هي استراحة وليست فراغاً، فسيف الإسلام الذي لطالما ملأ كل الفراغات حتى فاضت، واستحالت ويلاً، ها هو اليوم، يعود ليملأ بركة استراحة والده همّاً ودماً، فثمانية وأربعون ساعة كافية في حسابات سيف الإسلام لاسترجاع مدينة بنغازي ومن خلفها الشرق الليبي المسلوب في غفلة عن معمّر والده.
جملة قالها الجميع «ما هكذا تُورد الإبل يا سيف»؛ تلك الإبل التي شردتُ أنا معها قبيل لقاء أبيه وبعده في خيمة باب العزيزية؛ إبل، طوّقتني لحظتها بسؤال مفاده: هل تخون الإبل أيضاً؟.
بعد شهرين من بدء الحرب الأطلسية على ليبيا صادفت أحد الأصدقاء ممّن يفهمون لغة الإبل، في مكان ما، فسألته عن الإبل: هل خانت؟.
أجاب: «لم تهرب ولم تنشق، لكنها قُتلت بالقصف، فهي لم تخن لأنّها وفيّة كصاحبها الأول، إنّها مُهداة للقائد من البغدادي المحمودي، وهي لم تخن صاحبها الثاني، لأنّه أكثر من اهتمّ بها، وشرب حليبها، وجعلها مع الخيمة رفيقته في حلّه وترحاله، كيف لا، وهو العالِم والخبير بــــ «كيف تُورد الإبل»، بعكس ابنه «الثاني».
في حروب العرب الأوّلين، لطالما لعبت الإبل دوراً حاسماً في إحراز الإنتصارات، والمعيار كان ليس كثرة عددها وإنّما كيفية سَوْسِها، لكنّ سيف الإسلام تعاطى مع أهل بنغازي والمنطقة الشرقية كإبل، ليس لأنّه كان أسوأ سايس لأفضل الإبل، وإنّما لأنّه عرض ونشر وفضح مسار الإبل من قبل، وهو ما يعني في العلم العسكري الحديث، أنّ سيف الإسلام أفقد والده عناصر المبادرة والمفاجأة والمباغتة والإنقضاض، وهي العناصر التي إذا تمّ توظيفها واستمثارها بشكل أفضل من الشكل الذي ارتجله سيف الإسلام، فلربّما تمكّن الزعيم الليبي أنْ يُترجم لهم وبالليبية الفصحى معنى ومغزى ومقصود «من أنتم».
لكن سبق «السيف» العزل، واقتدر المتربّصون والمخطّطون بعد استثمارهم والتقاطهم شفرة سيف الإسلام، اقتدروا على أنْ يُحْكِموا العزل، فبنغازي والشرق الليبي ومنذ 17 مارس/آذار 2011، من المستحيل أنْ تكون كما توعّدها سيف الإسلام. ففي ذلك اليوم كان على مجلس الأمن أنْ يجتمع ليصدر قراره رقم 1973.
أصدر مجلس الأمن الدولي قراره الحربي على القذّافي إذن، في يوم يصادف مرور شهر على انطلاقة ثورة 17 فبراير/ شباط الليبية؛ فمعمّر القذّافي في وضع لا يُحسد عليه إذن. ومع اكتمال تلك المشهديّة عاد صدّام حسين مرّة أخرى، ليستحضر نفسه برفقة مأزقه حينها، مع معمّر القذّافي يومها، فالتاريخ يعيد نفسه، والناتو كماركة عسكرية مسجّلة، فقد حقوقه الحصرية، لا بل أصبح إسقاطاً للشركات المتعدّدة الجنسيات وإسقاطاً آخر لتنظيم القاعدة، ألهذه الدرجة تعلّم الغرب من بن لادن واستفاد منه ومن عبقريته!، فهناك تنظيم القاعدة المركزي، وهناك تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتنظيم القاعدة في بلاد الشام، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتنظيم القاعدة في أرض الكنانة، وتنظيم القاعدة في الصحراء الإفريقية..
فقد تنظيم القاعدة أيضاً كماركة مسجلة حقوقه الحصرية إذن، فأنت اليوم مع بزوغ فجر الثورات العربية أمام الناتو المركزي والناتو الإقليمي والناتو العربي والناتو الإسلاموي والناتو اليساري والناتو القومي والناتو الناصري والناتو الشيعي والناتو السنّي والناتو الدرزي والناتو العلوي والناتو الخليجي والناتو المعتدل والناتو المنفتح والناتو السلفي والناتو المتطرف والناتو البحري والناتو الجوي والناتو البري..
الآن إذن أدركت لماذا سأل مندوب سوريا في مجلس الأمن بشّار الجعفري وزير خارجية قطر: هل قطر عضو في حلف الناتو أم عضو في الجامعة العربية؟.
لم يُسقط الناتو الأب صدّام حسين اذن؛ كما لم يُسقط الناتو الأب معمّر القذّافي، فكلاهما سقط بالناتو الإبن، أو الأبناء؛ أبناء الجلدة والدين والهويّة؛ لكنّهم أبناء الظلم. فالذي أسقط صدّام حسين، هم عراقيون مدجّجون بمظلات الناتو الأب، لذلك لم يسقُط صدّام حسين بنيران «الأباتشي» وإنّما بالخنجر المسموم، ولم يسقُط معمّر القذّافي بنيران الميراج، وإنّما بالخنجر المسموم ذاته، وقبلهما لم يمُت ياسر عرفات بدبّابة الميركافا الإسرائيلية، وإنّما بطبق مسموم، وقبل كل هؤلاء وغيرهم، لم يُقتل «الحُسين» في معركة مع الفرس أو الروم، وإنّما بفتنة مسمومة تتفرّغ مطابخ سوداء لنبش سمومها وإعادة بثّها كل حين وعلى الدوام. الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، عبارة لم يتسلّح بها معمّر القذّافي، وإنّما استبدلها بعبارة أخرى هي عبارة «من أنتم؟».
المصدر : http://alichendeb.blogspot.com/
سوف يريهم القذّافي من هم إذن، وسيُريهم أين كانوا وأين أصبحوا وأين سيكونون، فاللعب على المكشوف أصبح، والكل لخياراته ولموقعه حدّد، والقذّافي بدوره اتخذ القرار بموقعته، لكنّه محتاج إلى استراحة مقاتل صغيرة، يستجمع فيها قواه وما تبقّى له من أوراق، هي استراحة وليست فراغاً، فسيف الإسلام الذي لطالما ملأ كل الفراغات حتى فاضت، واستحالت ويلاً، ها هو اليوم، يعود ليملأ بركة استراحة والده همّاً ودماً، فثمانية وأربعون ساعة كافية في حسابات سيف الإسلام لاسترجاع مدينة بنغازي ومن خلفها الشرق الليبي المسلوب في غفلة عن معمّر والده.
جملة قالها الجميع «ما هكذا تُورد الإبل يا سيف»؛ تلك الإبل التي شردتُ أنا معها قبيل لقاء أبيه وبعده في خيمة باب العزيزية؛ إبل، طوّقتني لحظتها بسؤال مفاده: هل تخون الإبل أيضاً؟.
بعد شهرين من بدء الحرب الأطلسية على ليبيا صادفت أحد الأصدقاء ممّن يفهمون لغة الإبل، في مكان ما، فسألته عن الإبل: هل خانت؟.
أجاب: «لم تهرب ولم تنشق، لكنها قُتلت بالقصف، فهي لم تخن لأنّها وفيّة كصاحبها الأول، إنّها مُهداة للقائد من البغدادي المحمودي، وهي لم تخن صاحبها الثاني، لأنّه أكثر من اهتمّ بها، وشرب حليبها، وجعلها مع الخيمة رفيقته في حلّه وترحاله، كيف لا، وهو العالِم والخبير بــــ «كيف تُورد الإبل»، بعكس ابنه «الثاني».
في حروب العرب الأوّلين، لطالما لعبت الإبل دوراً حاسماً في إحراز الإنتصارات، والمعيار كان ليس كثرة عددها وإنّما كيفية سَوْسِها، لكنّ سيف الإسلام تعاطى مع أهل بنغازي والمنطقة الشرقية كإبل، ليس لأنّه كان أسوأ سايس لأفضل الإبل، وإنّما لأنّه عرض ونشر وفضح مسار الإبل من قبل، وهو ما يعني في العلم العسكري الحديث، أنّ سيف الإسلام أفقد والده عناصر المبادرة والمفاجأة والمباغتة والإنقضاض، وهي العناصر التي إذا تمّ توظيفها واستمثارها بشكل أفضل من الشكل الذي ارتجله سيف الإسلام، فلربّما تمكّن الزعيم الليبي أنْ يُترجم لهم وبالليبية الفصحى معنى ومغزى ومقصود «من أنتم».
لكن سبق «السيف» العزل، واقتدر المتربّصون والمخطّطون بعد استثمارهم والتقاطهم شفرة سيف الإسلام، اقتدروا على أنْ يُحْكِموا العزل، فبنغازي والشرق الليبي ومنذ 17 مارس/آذار 2011، من المستحيل أنْ تكون كما توعّدها سيف الإسلام. ففي ذلك اليوم كان على مجلس الأمن أنْ يجتمع ليصدر قراره رقم 1973.
أصدر مجلس الأمن الدولي قراره الحربي على القذّافي إذن، في يوم يصادف مرور شهر على انطلاقة ثورة 17 فبراير/ شباط الليبية؛ فمعمّر القذّافي في وضع لا يُحسد عليه إذن. ومع اكتمال تلك المشهديّة عاد صدّام حسين مرّة أخرى، ليستحضر نفسه برفقة مأزقه حينها، مع معمّر القذّافي يومها، فالتاريخ يعيد نفسه، والناتو كماركة عسكرية مسجّلة، فقد حقوقه الحصرية، لا بل أصبح إسقاطاً للشركات المتعدّدة الجنسيات وإسقاطاً آخر لتنظيم القاعدة، ألهذه الدرجة تعلّم الغرب من بن لادن واستفاد منه ومن عبقريته!، فهناك تنظيم القاعدة المركزي، وهناك تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتنظيم القاعدة في بلاد الشام، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتنظيم القاعدة في أرض الكنانة، وتنظيم القاعدة في الصحراء الإفريقية..
فقد تنظيم القاعدة أيضاً كماركة مسجلة حقوقه الحصرية إذن، فأنت اليوم مع بزوغ فجر الثورات العربية أمام الناتو المركزي والناتو الإقليمي والناتو العربي والناتو الإسلاموي والناتو اليساري والناتو القومي والناتو الناصري والناتو الشيعي والناتو السنّي والناتو الدرزي والناتو العلوي والناتو الخليجي والناتو المعتدل والناتو المنفتح والناتو السلفي والناتو المتطرف والناتو البحري والناتو الجوي والناتو البري..
الآن إذن أدركت لماذا سأل مندوب سوريا في مجلس الأمن بشّار الجعفري وزير خارجية قطر: هل قطر عضو في حلف الناتو أم عضو في الجامعة العربية؟.
لم يُسقط الناتو الأب صدّام حسين اذن؛ كما لم يُسقط الناتو الأب معمّر القذّافي، فكلاهما سقط بالناتو الإبن، أو الأبناء؛ أبناء الجلدة والدين والهويّة؛ لكنّهم أبناء الظلم. فالذي أسقط صدّام حسين، هم عراقيون مدجّجون بمظلات الناتو الأب، لذلك لم يسقُط صدّام حسين بنيران «الأباتشي» وإنّما بالخنجر المسموم، ولم يسقُط معمّر القذّافي بنيران الميراج، وإنّما بالخنجر المسموم ذاته، وقبلهما لم يمُت ياسر عرفات بدبّابة الميركافا الإسرائيلية، وإنّما بطبق مسموم، وقبل كل هؤلاء وغيرهم، لم يُقتل «الحُسين» في معركة مع الفرس أو الروم، وإنّما بفتنة مسمومة تتفرّغ مطابخ سوداء لنبش سمومها وإعادة بثّها كل حين وعلى الدوام. الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، عبارة لم يتسلّح بها معمّر القذّافي، وإنّما استبدلها بعبارة أخرى هي عبارة «من أنتم؟».
المصدر : http://alichendeb.blogspot.com/
الأحد مايو 31, 2015 3:20 pm من طرف الفارس الفارس
» الإتحاد الأوربي و ليبيا
الأحد مايو 31, 2015 3:15 pm من طرف الفارس الفارس
» مدينة سرت الليبية و الجفرة و مناطق الوسط تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش )
الأحد مايو 31, 2015 3:02 pm من طرف الفارس الفارس
» سرت و نقص البنزين
السبت مايو 16, 2015 2:28 pm من طرف الفارس الفارس
» حديث اخضر اللثام للمنظمات الحقوقية عن مايحدث في طرابلس و ورشفانة
الخميس أبريل 30, 2015 8:24 am من طرف عائشة القذافي
» الدكتور مصطفى الزائدي - Dr.Mustafa El Zaidi
الأربعاء أبريل 29, 2015 7:54 am من طرف عائشة القذافي
» بقلم الأستاذ : هشام عراب .
الأربعاء مارس 18, 2015 10:43 am من طرف عائشة القذافي
» نبوءة القذافي يحقّقها آل فبراير، ويقرّ بها العالم ،،
الأربعاء مارس 04, 2015 8:53 pm من طرف عائشة القذافي
» توفيق عكاشة يهدد التنظيم و يطالب أهالي سرت بعدم الذهاب للجامعة
الثلاثاء مارس 03, 2015 10:34 pm من طرف عائشة القذافي
» منظمة ضحايا لحقوق الانسان Victims Organization for Human Rights
الأربعاء يناير 21, 2015 8:49 am من طرف عائشة القذافي
» الدكتور مصطفى الزائدي - Dr.Mustafa El Zaidi
الأربعاء يناير 21, 2015 8:30 am من طرف عائشة القذافي
» معمر القذافي علي قيد الحياة بالدليل القاطع
الإثنين ديسمبر 08, 2014 8:24 pm من طرف الفارس الفارس