سيف الإسلام في صلب المناورة
بات جلياً وواضحاً بأنّ سيف الإسلام القذّافي هو الممر ـــــ المناورة الإجباري، وليس المشروع الجدّي الستراتيجي الحقيقي الذي يريده الزعيم الليبي. ففيما كان سيف الإسلام بمثابة قطب الرحى في الحراك السياسي الداخلي المتابَع بالميكروسكوبات الديبلوماسية والأمنية والإعلامية الدقيقة من قبل شركاء ليبيا الجدد الدوليين، كان ثمّة قطبُ رحىً آخر ينمو ببطء وهدوء ودونما ضجيج ولا إعلام، ويتدرّج في سلّم الدولة الليبية.. ولا يظُنَّنَّ أحد أنّنا نقصد غير ذلك الرجل الذي أسماه أبوه «المعتصم بالله معمّر القذّافي»، فمن هو هذا الرجل وما هي السمات والصفات التي ارتداها كي تبوئه موقع القطبية الواقع على يمين العقيد في خيمة السيطرة والتحكّم؟.
يعرف الجميع أنّ المعتصم القذّافي هو الإبن الرابع للزعيم الليبي، لكن ربما لا يعرف الجميع أنّ المعتصم القذّافي هو رجل عسكري، وأنا بحكم خلفيتي العسكرية السابقة أسمح لنفسي ومن خلال معايشتي للحرب على ليبيا، القول أنّ المعتصم بالله القذّافي ومن خلال معارك مدينة البريقة كان قائداً عسكرياً من طراز رفيع، إذ تمكّن من قيادة الجبهة في هذه المدينة طيلة ثمانية أشهر من دون أنْ تتمكّن أساطيل الناتو البحريّة والجوية ومعها «قوات» الشرق من هزّ تحصيناتها أو التمكّن من اختراقها، وقد أثبتت قوات المعتصم في جبهة البريقة قدرة هائلة على المناورة والتكتيك، وزرع الأهداف التمويهية، إذْ أنّه من الصعب جداً القتال في جغرافيا صحراوية مفتوحة بدون غطاء جوي أو تضاريس وموانع طبيعية تمكّن القوات من الإختباء من القصف الجوي المركَّز، وبقيت البريقة صامدة وشاهدة على عجز الناتو وقواته طيلة ثمانية أشهر، ولم تسقط في الحرب؛ فالذي حصل هو أنّ القوات الليبية انسحبت منها إلى مدينتي سرت وسَبْها بعد سقوط طرابلس.
وإذا كان ما تقدَّم يعكس بعض الملامح المعروفة عن شخصية المتعصم إلّا أنّ الغالبية لا تعرف الملامح والسمات المخفية التي جعلت من هذا الرجل قائداً ميدانياً كان يُعد بإتقان لقيادة البلاد، فما هي أبرز محطّات وملامح المعتصم بالله هذا؟.
إنّه العقيد المعتصم بالله القذّافي الصاخب في حياته العسكرية، والذي وُضعت بإمرته قطعة عسكرية لطالما حرص على تسليحها الجيد، ولطالما اشتُهِر بشغفه برمايات الدبابات، وبلغ الأمر حد تلمّس الخطر من حماسة الشباب لديه، فأرسله والده إلى مصر ليتابع تدريبه وسط رعاية رئاسية مصرية خاصة، ثم فجأة ووسط صخب الحراك الذي أحدثه سيف الإسلام، استُحضر العقيد المعتصم إلى ليبيا ليرقّى إلى رتبة عميد، وليُسند إليه منصب «مستشار مجلس الأمن الوطني»؛ وهو المجلس الذي أُنشىء في القرار نفسه الذي عُيِّن فيه المعتصم مستشاراً له؛ إنّه المجلس الذي يضم في هيكليته التنظيمية إلى أمين اللجنة الشعبية العامة (أي رئيس الحكومة) والأمانات السيادية من داخلية وعدل، قادةَ الأجهزة الأمنية المختلفة.
وأصبح المعتصم بهذه الصفة بمثابة مسؤول رفيع في الدولة الليبية، فهو يشرف على المؤسسات الأمنية كافة، ولديه مراكز دراسات وخبرات مختلفة تضع التصورات والخطط لتطوير مشروعات الدولة الليبية ومختلف خططها بغض النظر عن مشروعات شقيقه سيف الإسلام التي تنفّذ من داخل الدولة ومن خارجها.
وهكذا أخذ دور المعتصم الصامت يتقدّم في هياكل وبنى وإدارات الدولة الليبية، وبات كرسيه محجوزاً في القمم الدولية والإقليمية إلى جانب والده إنّما بحكم موقعه السياسي الأمني.
ومن خلال الدور المتطوِّر الذي أدّاه المعتصم تظهّر التوازن الجديد في ليبيا ليصبح للصراع أشكال ومسميات أخرى، فهو بين سيف الإسلام وشقيقه المعتصم ليعود العقيد إلى دوره الأساس في ضبط إيقاع التوازنات بين المدن والقبائل، فضلاً عن ضبطها داخل خيمته.
وهنا وقع الشارع الليبي في حيرة القذّافي الأب من جديد، وبات السؤال الذي يتندّر به الليبيون كلهم هو: من يريد العقيد؟.
أجزم الآن أنّ القذّافي كان يتطلّع إلى المعتصم ذي القوة الخشنة والسيف لا إلى سيف، كي يكون خير خلف، والــــ «خير» هنا لا ترِد لأنّ الذي يلحق بها هو «خير سلف»، وإنّما لأنّ الزعيم الأب استشعر أخطاراً ما من الدائرة الأمنية المقرّبة والمزكّاة بسلطات أمنية فاعلة، فضبط قُطْر هذه الدوائر لا يمكن أنْ يكون مُحكماً إلّا إذا كانت يومياً تحت رقابة المستشار الأعلى والمرجعية الأسمى المعتصم بالله. يمكننا الآن اذن أنْ نقول أنّ المعتصم اقتدر على إفشال الكثير من الخطط التآمرية التي كان يخطط لها قبل الثورة ربّما بسنوات. إذن كان العقيد ومنذ سنوات حاسماً في اتخاذ القرارات القاضية بإكثار صمّامات الأمان من حوله، فالمخاطر وصلت إلى درجة تستوجب وتقتضي وتقضي بأنْ يتبوأ أبناؤه المناصب الحسّاسة والعليا في الدولة وخصوصاً في القوّات المسلّحة والأجهزة الأمنية، ما يفسّر بروز الشكوك وفقدان الثقة في المسؤولين ضمن الدائرة الأولى أيضاً.
لم يتوقّف البروز عند المعتصم، فبالتوازي مع بروز هذا الرجل كان ثمة إسم آخر آخذ في التبلور التدرُّجي، وهو إسم النقيب خميس معمّر القذّافي الابن السادس للزعيم الليبي، والذي أسّس بعيد تخرجه من أكاديمية الأركان الروسية قوة عسكرية خاصة سميت بــــ «جحفل الشهيد خميس بومنيار القذّافي» وهو الجحفل الذي تحوّل إلى قوّة تدخل بالغة الفاعلية والتنظيم والتسليح والتدريب.
بروز جحفل خميس والذي تحوّل إسمه لاحقاً إلى «اللواء 32 معزز» ـــــ وهي تسمية تنطلق في مغزاها من ذكرى إعلان سلطة الشعب في الثاني من مارس 1977 ـــــ وعلى رأسه النقيب خميس، أرخى بظلاله على المسرح السياسي الليبي وأيضاً على لعبة التوازنات داخل خيمة العقيد خصوصاً مع تصاعد الجدل حول موقع خميس من التجاذبات والإستقطابات الثنائية بين شقيقيه سيف الإسلام والمعتصم، ليُحسم النقاش باستنتاجات متسرِّبة من أروقة الخيمة بأنّ خميس والمعتصم أقرب إلى بعضهما بفعل خلفيتهما العسكرية، لتنطلق التساؤلات من جديد بشأن أيّ من أبناء القذّافي سيخلفه، ومن يريد القذّافي في قرارة نفسه؟.
لكنّ هناك أمراً أسرّ لي به أحد المقربين من المعتصم العاملين معه في «مجلس الأمن الوطني»، مفاده أنّ تشريعاً سرياً أقرّه مؤتمر الشعب العام في ليبيا وحُظِّر نشره أو تداوله، «يقضي بتولّي مستشار الأمن الوطني قيادة البلاد عند غياب الأخ القائد»، طبعاً ليس المقصود بالغياب هنا السفر. وللأمانة فالحرص على صديقي الذي خصّني بهذا السر منعني من التنقيب عن هذا السرّ والتأكّد منه، وفي الوقت نفسه لم يصدر ما يؤكده، لكنّ المؤشرات على أنّ المعتصم خيار أبيه ازدادت لتشكل قناعة الكثيرين.
المعتصم هو الإبن الذي يشبه أباه شكلاً ومضموناً وهو ما أكدته أمور عدة لها أبعادها الرمزية، وهي أنّ أدبيات المعتصم على ندرتها كانت تؤكد التزامه خيار سلطة الشعب والجماهيرية بعكس سيف الإسلام، وأنّ المعتصم هو خريج الكلية العسكرية مثل أبيه وبعكس سيف الإسلام أيضاً، وأنّ المعتصم لازم أباه ولم يفترق عنه وقاتل معه حتى آخر لحظة، وأنّ المعتصم استشهد مع والده في المكان ذاته والزمان، وعلى أيدي القتلة ذاتهم وبالأسلوب ذاته من التعذيب، خلافاً لسيف الإسلام الذي كان في مدينة بني وليد وليس في سرت، وأنّ سيف الإسلام انتهى أسيراً لدى الزنتان فيما المعتصم انتهى أسيراً قتيلاً ظلّ وهو بين أيدي سجّانيه يقاوم بكلام أقوى من الرصاص في مشهد سوريالي بليغ، دفع بالدكتور يوسف شاكير إطلاق تسمية «جيفارا العرب» على الشهيد المعتصم وهي العبارة التي أصبحت كالشفرة السرّية التي ساهمت في رسم وتكريس صورة المعتصم كقائد بطل لم يترك الساح ولم يلقِ السلاح حتى انقطاع النفس.
وهكذا فإنّه من المهم إعادة التأكيد بأنّه من رحم مشروع سيف الإسلام ولدت حقيقتان:
أمّا الحقيقة الأولى فهي أنّ مشروع سيف الإسلام كان مشروع المناورة الضرورة والمناورة الممر الإجباري، والإسفنجة التي تمتص النقمات وتكشف التسوس والإختراق في بنية المجتمع والدولة.
وأمّا الحقيقة الثانية، فهي أنّ المعتصم بالله هو المشروع الحقيقي لمعمّر القذّافي، فهو المشروع الذي يشبهه شكلاً ومضموناً، ويحمل في شخصيته عناصر استمراره وتطوره وديمومته من وجهة نظر القائد الأب.
غير أن هناك مخاطر حقيقية قد كشف عنها مشروع سيف الإسلام، فما هي هذه المخاطر وما هي أبعادها ودلالاتها؟.
المصدر : http://alichendeb.blogspot.com/2013/03/1969_31.html
بات جلياً وواضحاً بأنّ سيف الإسلام القذّافي هو الممر ـــــ المناورة الإجباري، وليس المشروع الجدّي الستراتيجي الحقيقي الذي يريده الزعيم الليبي. ففيما كان سيف الإسلام بمثابة قطب الرحى في الحراك السياسي الداخلي المتابَع بالميكروسكوبات الديبلوماسية والأمنية والإعلامية الدقيقة من قبل شركاء ليبيا الجدد الدوليين، كان ثمّة قطبُ رحىً آخر ينمو ببطء وهدوء ودونما ضجيج ولا إعلام، ويتدرّج في سلّم الدولة الليبية.. ولا يظُنَّنَّ أحد أنّنا نقصد غير ذلك الرجل الذي أسماه أبوه «المعتصم بالله معمّر القذّافي»، فمن هو هذا الرجل وما هي السمات والصفات التي ارتداها كي تبوئه موقع القطبية الواقع على يمين العقيد في خيمة السيطرة والتحكّم؟.
يعرف الجميع أنّ المعتصم القذّافي هو الإبن الرابع للزعيم الليبي، لكن ربما لا يعرف الجميع أنّ المعتصم القذّافي هو رجل عسكري، وأنا بحكم خلفيتي العسكرية السابقة أسمح لنفسي ومن خلال معايشتي للحرب على ليبيا، القول أنّ المعتصم بالله القذّافي ومن خلال معارك مدينة البريقة كان قائداً عسكرياً من طراز رفيع، إذ تمكّن من قيادة الجبهة في هذه المدينة طيلة ثمانية أشهر من دون أنْ تتمكّن أساطيل الناتو البحريّة والجوية ومعها «قوات» الشرق من هزّ تحصيناتها أو التمكّن من اختراقها، وقد أثبتت قوات المعتصم في جبهة البريقة قدرة هائلة على المناورة والتكتيك، وزرع الأهداف التمويهية، إذْ أنّه من الصعب جداً القتال في جغرافيا صحراوية مفتوحة بدون غطاء جوي أو تضاريس وموانع طبيعية تمكّن القوات من الإختباء من القصف الجوي المركَّز، وبقيت البريقة صامدة وشاهدة على عجز الناتو وقواته طيلة ثمانية أشهر، ولم تسقط في الحرب؛ فالذي حصل هو أنّ القوات الليبية انسحبت منها إلى مدينتي سرت وسَبْها بعد سقوط طرابلس.
وإذا كان ما تقدَّم يعكس بعض الملامح المعروفة عن شخصية المتعصم إلّا أنّ الغالبية لا تعرف الملامح والسمات المخفية التي جعلت من هذا الرجل قائداً ميدانياً كان يُعد بإتقان لقيادة البلاد، فما هي أبرز محطّات وملامح المعتصم بالله هذا؟.
إنّه العقيد المعتصم بالله القذّافي الصاخب في حياته العسكرية، والذي وُضعت بإمرته قطعة عسكرية لطالما حرص على تسليحها الجيد، ولطالما اشتُهِر بشغفه برمايات الدبابات، وبلغ الأمر حد تلمّس الخطر من حماسة الشباب لديه، فأرسله والده إلى مصر ليتابع تدريبه وسط رعاية رئاسية مصرية خاصة، ثم فجأة ووسط صخب الحراك الذي أحدثه سيف الإسلام، استُحضر العقيد المعتصم إلى ليبيا ليرقّى إلى رتبة عميد، وليُسند إليه منصب «مستشار مجلس الأمن الوطني»؛ وهو المجلس الذي أُنشىء في القرار نفسه الذي عُيِّن فيه المعتصم مستشاراً له؛ إنّه المجلس الذي يضم في هيكليته التنظيمية إلى أمين اللجنة الشعبية العامة (أي رئيس الحكومة) والأمانات السيادية من داخلية وعدل، قادةَ الأجهزة الأمنية المختلفة.
وأصبح المعتصم بهذه الصفة بمثابة مسؤول رفيع في الدولة الليبية، فهو يشرف على المؤسسات الأمنية كافة، ولديه مراكز دراسات وخبرات مختلفة تضع التصورات والخطط لتطوير مشروعات الدولة الليبية ومختلف خططها بغض النظر عن مشروعات شقيقه سيف الإسلام التي تنفّذ من داخل الدولة ومن خارجها.
وهكذا أخذ دور المعتصم الصامت يتقدّم في هياكل وبنى وإدارات الدولة الليبية، وبات كرسيه محجوزاً في القمم الدولية والإقليمية إلى جانب والده إنّما بحكم موقعه السياسي الأمني.
ومن خلال الدور المتطوِّر الذي أدّاه المعتصم تظهّر التوازن الجديد في ليبيا ليصبح للصراع أشكال ومسميات أخرى، فهو بين سيف الإسلام وشقيقه المعتصم ليعود العقيد إلى دوره الأساس في ضبط إيقاع التوازنات بين المدن والقبائل، فضلاً عن ضبطها داخل خيمته.
وهنا وقع الشارع الليبي في حيرة القذّافي الأب من جديد، وبات السؤال الذي يتندّر به الليبيون كلهم هو: من يريد العقيد؟.
أجزم الآن أنّ القذّافي كان يتطلّع إلى المعتصم ذي القوة الخشنة والسيف لا إلى سيف، كي يكون خير خلف، والــــ «خير» هنا لا ترِد لأنّ الذي يلحق بها هو «خير سلف»، وإنّما لأنّ الزعيم الأب استشعر أخطاراً ما من الدائرة الأمنية المقرّبة والمزكّاة بسلطات أمنية فاعلة، فضبط قُطْر هذه الدوائر لا يمكن أنْ يكون مُحكماً إلّا إذا كانت يومياً تحت رقابة المستشار الأعلى والمرجعية الأسمى المعتصم بالله. يمكننا الآن اذن أنْ نقول أنّ المعتصم اقتدر على إفشال الكثير من الخطط التآمرية التي كان يخطط لها قبل الثورة ربّما بسنوات. إذن كان العقيد ومنذ سنوات حاسماً في اتخاذ القرارات القاضية بإكثار صمّامات الأمان من حوله، فالمخاطر وصلت إلى درجة تستوجب وتقتضي وتقضي بأنْ يتبوأ أبناؤه المناصب الحسّاسة والعليا في الدولة وخصوصاً في القوّات المسلّحة والأجهزة الأمنية، ما يفسّر بروز الشكوك وفقدان الثقة في المسؤولين ضمن الدائرة الأولى أيضاً.
لم يتوقّف البروز عند المعتصم، فبالتوازي مع بروز هذا الرجل كان ثمة إسم آخر آخذ في التبلور التدرُّجي، وهو إسم النقيب خميس معمّر القذّافي الابن السادس للزعيم الليبي، والذي أسّس بعيد تخرجه من أكاديمية الأركان الروسية قوة عسكرية خاصة سميت بــــ «جحفل الشهيد خميس بومنيار القذّافي» وهو الجحفل الذي تحوّل إلى قوّة تدخل بالغة الفاعلية والتنظيم والتسليح والتدريب.
بروز جحفل خميس والذي تحوّل إسمه لاحقاً إلى «اللواء 32 معزز» ـــــ وهي تسمية تنطلق في مغزاها من ذكرى إعلان سلطة الشعب في الثاني من مارس 1977 ـــــ وعلى رأسه النقيب خميس، أرخى بظلاله على المسرح السياسي الليبي وأيضاً على لعبة التوازنات داخل خيمة العقيد خصوصاً مع تصاعد الجدل حول موقع خميس من التجاذبات والإستقطابات الثنائية بين شقيقيه سيف الإسلام والمعتصم، ليُحسم النقاش باستنتاجات متسرِّبة من أروقة الخيمة بأنّ خميس والمعتصم أقرب إلى بعضهما بفعل خلفيتهما العسكرية، لتنطلق التساؤلات من جديد بشأن أيّ من أبناء القذّافي سيخلفه، ومن يريد القذّافي في قرارة نفسه؟.
لكنّ هناك أمراً أسرّ لي به أحد المقربين من المعتصم العاملين معه في «مجلس الأمن الوطني»، مفاده أنّ تشريعاً سرياً أقرّه مؤتمر الشعب العام في ليبيا وحُظِّر نشره أو تداوله، «يقضي بتولّي مستشار الأمن الوطني قيادة البلاد عند غياب الأخ القائد»، طبعاً ليس المقصود بالغياب هنا السفر. وللأمانة فالحرص على صديقي الذي خصّني بهذا السر منعني من التنقيب عن هذا السرّ والتأكّد منه، وفي الوقت نفسه لم يصدر ما يؤكده، لكنّ المؤشرات على أنّ المعتصم خيار أبيه ازدادت لتشكل قناعة الكثيرين.
المعتصم هو الإبن الذي يشبه أباه شكلاً ومضموناً وهو ما أكدته أمور عدة لها أبعادها الرمزية، وهي أنّ أدبيات المعتصم على ندرتها كانت تؤكد التزامه خيار سلطة الشعب والجماهيرية بعكس سيف الإسلام، وأنّ المعتصم هو خريج الكلية العسكرية مثل أبيه وبعكس سيف الإسلام أيضاً، وأنّ المعتصم لازم أباه ولم يفترق عنه وقاتل معه حتى آخر لحظة، وأنّ المعتصم استشهد مع والده في المكان ذاته والزمان، وعلى أيدي القتلة ذاتهم وبالأسلوب ذاته من التعذيب، خلافاً لسيف الإسلام الذي كان في مدينة بني وليد وليس في سرت، وأنّ سيف الإسلام انتهى أسيراً لدى الزنتان فيما المعتصم انتهى أسيراً قتيلاً ظلّ وهو بين أيدي سجّانيه يقاوم بكلام أقوى من الرصاص في مشهد سوريالي بليغ، دفع بالدكتور يوسف شاكير إطلاق تسمية «جيفارا العرب» على الشهيد المعتصم وهي العبارة التي أصبحت كالشفرة السرّية التي ساهمت في رسم وتكريس صورة المعتصم كقائد بطل لم يترك الساح ولم يلقِ السلاح حتى انقطاع النفس.
وهكذا فإنّه من المهم إعادة التأكيد بأنّه من رحم مشروع سيف الإسلام ولدت حقيقتان:
أمّا الحقيقة الأولى فهي أنّ مشروع سيف الإسلام كان مشروع المناورة الضرورة والمناورة الممر الإجباري، والإسفنجة التي تمتص النقمات وتكشف التسوس والإختراق في بنية المجتمع والدولة.
وأمّا الحقيقة الثانية، فهي أنّ المعتصم بالله هو المشروع الحقيقي لمعمّر القذّافي، فهو المشروع الذي يشبهه شكلاً ومضموناً، ويحمل في شخصيته عناصر استمراره وتطوره وديمومته من وجهة نظر القائد الأب.
غير أن هناك مخاطر حقيقية قد كشف عنها مشروع سيف الإسلام، فما هي هذه المخاطر وما هي أبعادها ودلالاتها؟.
المصدر : http://alichendeb.blogspot.com/2013/03/1969_31.html
الأحد مايو 31, 2015 3:20 pm من طرف الفارس الفارس
» الإتحاد الأوربي و ليبيا
الأحد مايو 31, 2015 3:15 pm من طرف الفارس الفارس
» مدينة سرت الليبية و الجفرة و مناطق الوسط تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش )
الأحد مايو 31, 2015 3:02 pm من طرف الفارس الفارس
» سرت و نقص البنزين
السبت مايو 16, 2015 2:28 pm من طرف الفارس الفارس
» حديث اخضر اللثام للمنظمات الحقوقية عن مايحدث في طرابلس و ورشفانة
الخميس أبريل 30, 2015 8:24 am من طرف عائشة القذافي
» الدكتور مصطفى الزائدي - Dr.Mustafa El Zaidi
الأربعاء أبريل 29, 2015 7:54 am من طرف عائشة القذافي
» بقلم الأستاذ : هشام عراب .
الأربعاء مارس 18, 2015 10:43 am من طرف عائشة القذافي
» نبوءة القذافي يحقّقها آل فبراير، ويقرّ بها العالم ،،
الأربعاء مارس 04, 2015 8:53 pm من طرف عائشة القذافي
» توفيق عكاشة يهدد التنظيم و يطالب أهالي سرت بعدم الذهاب للجامعة
الثلاثاء مارس 03, 2015 10:34 pm من طرف عائشة القذافي
» منظمة ضحايا لحقوق الانسان Victims Organization for Human Rights
الأربعاء يناير 21, 2015 8:49 am من طرف عائشة القذافي
» الدكتور مصطفى الزائدي - Dr.Mustafa El Zaidi
الأربعاء يناير 21, 2015 8:30 am من طرف عائشة القذافي
» معمر القذافي علي قيد الحياة بالدليل القاطع
الإثنين ديسمبر 08, 2014 8:24 pm من طرف الفارس الفارس