كُنت أتابع عن كثب خلال الايام الماضية الحملة الشرسة التي يقودها البعض على الدكتور محمد القشاط عقب إصداره لمجموعة من الكتب التي تدافع عن النظام السابق في ليبيا وتفند في الشائعات والأكاذيب التي ألصقت بالنظام وبقيادته وتفضح الممارسات الخاطئة التي وقع فيها اتباع برنارد ليفي وقطر، و لأنني لم اطلع على هذه الكتب إلتزمت الصمت والمتابعة فقط بالرغم من معرفتي الجيدة بالدكتور وبقناعاته الا انني فضلت القراءة اولاً .

واليوم بعد ان اطلعت على الكتاب الذي يعتبره البعض خيانة وتزوير للحقائق وما الى ذلك من النعوت التي لا يتصف بها الا من كتبها أقول .

ان الكتاب وكما جاء في مقدمته هو رواية عن ضابط عاصر مرحلة هامة من تاريخ ليبيا إبان الحرب الأطلسية والاقتتال الداخلي وان الراوي يتحمل مسؤولية كل ما جاء في هذه الرواية من احداث وتفاصيل، وكذلك لم اجد الداعي لكل الغضب والشتم الذي وجدته عند البعض على ما ورد في هذا الكتاب، وكما لاحظت ان المنتقدين يقولون ان المعلومات غير صحيحة وان الدكتور لم يكن حاضر في هذه المواقع وجلهم أعرفهم معرفة شخصية لم يدخلوا اي جبهة قتالية فلا اعلم ما ادراهم إن كانت المعلومات صحيحة او خاطئة مع العلم ان الكاتب لم يدعي حضور هذه الوقائع إنما هي رواية لمن حضر وقائع هامة احب ان يدونها لتطلع عليها الأجيال القادمة .

كما ان الكتاب يحمل توصيف رائع لملاحم بطولية قام بها أفراد الشعب المسلح ومعارك حققوا فيها انتصارات وكذلك نهايات مجيدة لمن اختار الجنة والذود بالنفس في سبيل الوطن وان اي معلومة غير صحيحة وسط هذا ألكم من الإنصاف لمرحلة هامة من تاريخ وطننا، و الذي لم يتجرأ عليه احد قبل الدكتور القشاط، لا ينبغي ان ينسف هذا العمل المضني و الجيد والصادق والذي يقبل التعديل والزيادة والنقصان والكاتب أوضح هذا صراحة وطلب من اي مطلع له معلومات مغايره او إضافية ان يرسلها له لتدارك الامر في الطبعة الثانية كما تم في حالة الشيخ الجليل خالد تنتوش فك الله اسره، فقد أوضح الكاتب انه تواصل مع أسرته وتم الاتفاق على توضيح الامر في الطبعة الثانية .

ان حملة السب والشتم والتي أرى إنها موجهة من فئة بعينها ترمي بظلال من الشك في نوايا هذه الفئة ومبتغاها، وان سبب انزعاجهم الحقيقي لم يكن ( فزعة ) لاجل الشيخ خالد تنتوش فك الله اسره وإنما لانزعاجهم لفضح الخونة الحقيقيين الذين لا يستطيعون الدفاع عنهم بشكل علني فاختاروا الشيخ الجليل ستار لتفريغ سمومهم وتصفية حساباتهم مع الكاتب الذي عُرف عنه صلابة الموقف حيال القضية الوطنية التي تعاني منها ليبيا ولإيمانه بان ليبيا لن تكون الا حرة يديرها ابنائها من كل القبائل التي دفعت الغالي والنفيس لنصرة ليبيا وحمايتها من المستعمر العائد بعد مئة عام وان الشهيد معمر القذافي مشروع حضاري وفكري لا ترثه قبيلة او عائلة وإنما ترثه جموع الليبيين وأنصاره في كل أنحاء العالم .

كما ان في هذا الكتاب زوايا كثيرة لبطولات الأبطال و ثبات المواقف والتضحية بالنفس لأجل ليبيا، تُركت جميعها وكأن المنتقدين لم يطلعوا عليها وأطلعوا فقط على ثلاثة اسطر لنسف هذا العمل الجاد الذي ينبغي ان يؤسس عليه لتسجيل تاريخ هام من حياة وطننا وشعبنا الليبي البطل، كما انه صدر مع هذا الكتاب ستة كتب كلها تبرز بطولات الليبيين وقيادتهم الحكيمة في موجهة حلف شمال الأطلسي وقوى الظلم والبغي من كل ارجاء العالم والرد على الخونة والعملاء الذين حاولوا عبثا تشويه صورتنا وصورة قائدنا وثورتنا امام العالم من أمثال شلقم وعقيل وغيرهم والذي لم نشاهد هذه الضجة والانزعاج مما كتبوا كذباً وافتراء .

وارفق لكم مقتطفات من كتاب الدكتور محمد القشاط ( اليوم الأخير ، القذافي والرتل والأباتشي ) والتي لم ينقلها لكم المشككين

بقلم/ أسعد محسن زهيو