إنه المعتصم بالله يا سادة
كل ما سبق من معطيات واستطرادات لا تدخل ضمن إطار الحشو، إنّما تدخل في بطونٍ وأحشاء
لم تنفجر بعد، ليس لأنَّ ميزان القوى غير مُكتمل وإنّما لأنّ الثورة العربية
الحقيقية لم تتفجّر بعد.
إنّ ثورة لا تُعيد العرب إلى معادلات الشرق الأوسط، صغيراً كان أمْ كبيراً، قديماً كان
أمْ جديداً، ولا تفرض على الجميع مشروعاً عربياً نديّاً ومتكاملاً بوجه الثلاثية
الإيرانية الإسرائيلية التركية، هي ثورة وُلدت ميّتة، ولا يمكن إتهام أحد بإجهاضها
سوى نحن العرب وما ملكت أيدينا.
إنّ ثورةً لا تلعب لعبة الموت المطلق، أيّ لا تثور على الكلّ وفي وجه الكل، وإنّ ثورة
لا يقودها الوجدان العربي الحقيقي وحده دون غيره، هي لعبة وليست ثورة.
لكنّ معمّر القذّافي، ولأنّه أدرك كل هذه الحقائق واستشاط غضباً وغيظاً وقرفاً من دنس
التحريف والتأويل والتبشير، وجد أنّ الموت أشرف بألف مرّة، فسجّلوا واعلموا أنّ القذّافي
لم يهرب، لم يتنحّ، لم يتنازل وكان بإمكانه أن يفعل أقل من ذلك وأكثر، لكنّه عاد
ببداوته الفطرية إلى مسقط رأسه ليقرّر حتى مكان موته.
باقتدار وثقة لعب القذّافي لعبة الموت بكل مُتعها وتفاصيلها، مقدّما سلفاً أبناءه الثلاثة
سيف العرب والخميس والمعتصم بالله، عربون تصديق لعقده مع الموت.
إنّهما الخميس والمعتصم بالله اللذين استحالا أو حُوِّلا إلى ما يشبه أسطورة عسكرية أصبح
معها رومل ألمانيا وقصصه وخططه وانتصاراته من مخلّفات التاريخ، رغم أنّ الجغرافيا
ذاتها، فثعلب الصحراء أضحى في عين الحرب والخدع والخطط والتواري والتباري، أضحى
يُسمى المعتصم بالله معمّر القذّافي الذي برق نجمه خصوصاً في مدينة البريقة، تلك
المدينة التي لحظة دخلها هذا الرجل بقدميه الــــ «ما بعد» ثابتتين، غدت في عين
الأكاديميات العسكرية الغربية؛ أكاديمية جديدة، وحده المعتصم بالله من يحاضر فيها،
وقد حاضر بالفعل.
وحتى الإعلام قرّر ولأوّل مرّة التحدث باللهجة العسكرية عندما عمد وصمّم وقرّر التقزيم
والتقليل من شأن الدهاء العسكري للمعتصم بالله القذّافي، حيث اختصرت الفضائيات
العربية والغربية شجاعة وبطولة هذا الرجل فقط بحؤوله دون السماح للقوات المسلّحة
التابعة للثوار بالتقدّم باتجاه مدينة أجدابيا وهي أول مدينة تقع شرق مدينة
البريقة التي كانت عاصمة النفط الليبي وأضحت عاصمة الموت لكل من يقترب منها.
وفي الحقيقة، نبعت أسطورة البريقة ببطلها المعتصم بالله من «تجنين» هذا القائد العسكري
الشاب والمجنون لحلف الناتو بأكمله، إذْ لمْ يستطعْ هذا الحلفْ بكلّ تكنولوجيته
وأسلحته ما بعد الذكية والغبية أنْ يفتح الطريق أمام الثوار باتجاه ما بعد
البريقة، تلك المدينة التي أبقاها المعتصم بالله صادّة وصامدة حتى إلى مرحلة ما
بعد سقوط العاصمة طرابلس.
عكست البطولات والملاحم التي حدثت في مدينة البريقة قراراً من المراجع العليا السياسية
والعسكرية للدولة الليبية مفاده أنّ هذه المدينة هي بمثابة الخطّ الأحمر الذي يجب
أنْ لا يُسمح للثوار الزاحفين من الشرق الليبي بتجاوزه، فما هي الخلفيات
الستراتيجية لهذا القرار؟ وما هي الخطط التي رسمها المعتصم بالله القذّافي لتحويل
هذا القرار إلى نيران تُشعل كل من يقترب من الحدود الشرقية لا الغربية للبريقة؟.
وهل أنّ نجاح المعتصم في منع هؤلاء الثوار من الإقتراب باتجاه البريقة كان مبنياً
ومدعوماً بأسلحة متطوّرة جداً أم كان مبنياً ومدعوماً بقدرات خاصة مبنيّة بدورها على
عصارة فكر عسكري ما كان متوقّعاً من أعداء المعتصم في الداخل والخارج؟.
من المفيد أنْ نعود لنكرِّر القول والتأكيد والتذكير أنّ البريقة هي عاصمة النفط
الليبي، وهو ما يمنحها قوتّين مترابطتين، قوّة معنويّة تسمح لمن يملك البريقة
وتكون تحت قبضته بأنْ يرفع من معنوياته من خلال القول أنّ ليبيا الإقتصاد
والحيويّة وذات العماد الستراتيجي قد أضحت في متناول اليد وبأنّ العدو إن استمرّ
في السيطرة على شيء فهو يسيطر على جغرافيا خالية من عوامل قوة يحتاجها ويقاتل
لأجلها وتالياً بها يستمر في معركته.
وإلى جانب القوة المعنويّة تتربّع القوة السياسية العليا، ففي الجغرافيا الليبية تقع
مدينة سرت على مرمى فوّهة مدفع من الحدود الغربية لمدينة البريقة وهو ما يعني أنّ
دخول الثوار إلى البريقة سيُسهّل كثيراً عليهم الدخول السياسي ومن ثم الدخول
العسكري لمسقط رأس العقيد. وهكذا، ففي مفهوم معمّر القذّافي وابنه المعتصم تمّ
حساب البريقة على أنّها ضاحية من ضواحي سرت ممنوع الإقتراب منها. ويبقى السؤال كيف
تمّت عملية منع الإقتراب هذه؟.
حتى ما قبل كتابة هذه الأسطر، كان الجميع المشكّل والمؤلّف من وسائل الإعلام على
اختلاف ميولها وأجنداتها ومن الخبراء العسكريين بإستثناء أولئك الذين كانوا
يقاتلون في الميدان مع المعتصم وبالطبع من الرأي العام العالمي سيّما العربي منه،
جاهلين جهلاً مطبقاً ومطلقاً لأسرار وخفايا ملحمة البريقة وتشيكلاتها المقاتلة،
فما هي هذه الاسرار وما هي تلك الخفايا؟
المصدر http://alichendeb.blogspot.com/[/center]
الأحد مايو 31, 2015 3:20 pm من طرف الفارس الفارس
» الإتحاد الأوربي و ليبيا
الأحد مايو 31, 2015 3:15 pm من طرف الفارس الفارس
» مدينة سرت الليبية و الجفرة و مناطق الوسط تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش )
الأحد مايو 31, 2015 3:02 pm من طرف الفارس الفارس
» سرت و نقص البنزين
السبت مايو 16, 2015 2:28 pm من طرف الفارس الفارس
» حديث اخضر اللثام للمنظمات الحقوقية عن مايحدث في طرابلس و ورشفانة
الخميس أبريل 30, 2015 8:24 am من طرف عائشة القذافي
» الدكتور مصطفى الزائدي - Dr.Mustafa El Zaidi
الأربعاء أبريل 29, 2015 7:54 am من طرف عائشة القذافي
» بقلم الأستاذ : هشام عراب .
الأربعاء مارس 18, 2015 10:43 am من طرف عائشة القذافي
» نبوءة القذافي يحقّقها آل فبراير، ويقرّ بها العالم ،،
الأربعاء مارس 04, 2015 8:53 pm من طرف عائشة القذافي
» توفيق عكاشة يهدد التنظيم و يطالب أهالي سرت بعدم الذهاب للجامعة
الثلاثاء مارس 03, 2015 10:34 pm من طرف عائشة القذافي
» منظمة ضحايا لحقوق الانسان Victims Organization for Human Rights
الأربعاء يناير 21, 2015 8:49 am من طرف عائشة القذافي
» الدكتور مصطفى الزائدي - Dr.Mustafa El Zaidi
الأربعاء يناير 21, 2015 8:30 am من طرف عائشة القذافي
» معمر القذافي علي قيد الحياة بالدليل القاطع
الإثنين ديسمبر 08, 2014 8:24 pm من طرف الفارس الفارس