هكذا تُورد الخيانة يا بروتس
منذ البداية كان التنحّي هو البند الوحيد على جدول أعمال الأطلسي؛ ومنذ البداية كانت المحاكمة هي المصير الوحيد في جدول أعمال ثوّار الأطلسي؛ ومنذ البداية، قال لهم المطلوب تنحيه: «من أنتم».
إنّ حاكماً مطلوب تنحيه بوضعية معمّر القذّافي، الحدّ الأقصى الذي يفاوض عليه يتمثّل بشروط التنحّي، أو بدائل التنحّي، أو كيفية التنحّي، كما حصل مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، لكنّ معمّر القذّافي نحّى مسبقاً كل العروضات جانباً ليجيب الجميع قبل أنْ يُسأل التنحي، «أنا سأقاتل حتى آخر قطرة من دمي، أنا صخرة صمّاء». لم يكذب هذا الرجل.
لم يكذب، فأفعل وأمضى وأقوى كتائبه العسكرية والأمنية كانت جحفل الثقة والشجاعة والمشي إلى الموت بقدمين ثابتتين.
إنّ رجلاً يهجم على الموت.. لا يموت، بل يخسر جسده، وبالفعل انتصر القذّافي ثمانية أشهر ليموت جسده في الدقيقة الأخيرة.
ثمانية أشهر، ما ظنّ الناتو وأخواته أنّ معمّر القذّافي سيقاتل بها، فالمخطّط المرسوم قضى بأنّ القذّافي سيسقط في الأسبوع الأوّل من الحرب، لكنّه صمد إثنين وثلاثين أسبوعاً. ولولا الخيانة لربّما نحّى الناتو حربه جانباً ليتفاوض مع القذّافي.
تلك الخيانة، كانت الخيانة الوحيدة التي أقرّ القذّافي بها في قرارة نفسه، ليس لأنّ مرتكبها هو آمر كتيبة «امحمد المقريف»، وباللغة العسكرية التقليدية قائد الحرس الرئاسي أو الجمهوري وقائد حماية العاصمة طرابلس، ولا لأنّ مرتكبها هو إبن عمّ القذّافي وإبن قبيلته ومدينته ومسقط رأسه سرت، وإنّما لأنّه على هكذا خيانة يتوقّف إلتقاء الثوّار بعضهم ببعض أمام أسوار باب العزيزية. لذلك لم يتوقّف القذّافي عند كل الإنشقاقات التي سبقت تلك الخيانة، فحتى شَلُّ يده الديبلوماسية اليُمنى المتمثّلة بإبن عمّه الآخر ومبعوثه الشخصي المُدلّل فوق العادة أحمد قذّاف الدّم، لم يتوقّف عنده القذّافي، ناهيكم عن انشقاقات وزير خارجيته موسى كوسى، ووزير النفط شكري غانم، ووزير الصحة محمد حجازي، وموفده الجديد إلى الأمم المتحدة علي التريكي، وغيرهم من السفراء والضبّاط الكبار والصغار، لم يتوقف القذّافي عند انشقاقهم وانضمامهم إلى الناتو، فهو لم يتوقف عند كل هؤلاء، لأنّ السير في هذه المعركة ليس بهم، وإنّما بيمناه المعتصم وخميس ويسراه أبو بكر يونس ومنصور ضو، وبعينيه أبو زيد دوردة وعبد الله السّنوسي، وبلسانه المتمثل بالثالوث الذي نهضت على أكتافه أعباء المواجهة والإدارة الإعلامية السياسية والتعبوية للداخل والخارج وهم: الدكتور خالد كعيم والدكتور يوسف شاكير والدكتور موسى ابراهيم.
هي الركائز الخمس التي بنى عليها القذّافي ثقته وقوته الأمنية والعسكرية والسياسية ـــــ الإعلامية، فاستنهضها واستنهضته.
لكنّ جماهير القذّافي هي الركيزة ما قبل الأولى؛ إنّها البحر الشعبي الذي غُرست فيه كل الركائز الأخرى، فليبيُّو القذّافي المنتشرون في شتّى المدن لولاهم لما اقتدرت القوات العسكرية الموالية للقذّافي والتي لم يشقّها إلّا الموت أو الشهادة (أترك التوصيف لفقهاء الشرع)، على الهجوم والصدّ براً وبحراً وجواً لأكثر من ثمانية أشهر، ولمَا اقتدرت زمجرات القذّافي أنْ تجد صداها.
يجب «جرذنة» جماهير القذّافي إذن، لكن ليس على طريقته وإنّما على طريقة الناتويين، فاستخدام الناتو وأخواته لمصطلح الجرذان وإسقاطه على مناصري ومؤيدي ومُفدي القذّافي من شأنه أنْ يُقلّل ويقزِّم قيمة ثوار ليبيا الناتويين، ومن شأنه أنْ يمنح القذّافي حقّ رفع دعاوى على الناتو وأتباعه لاعتدائهم على «ماركة» القذّافي المسجّلة في خطاب «من أنتم».
المصدر : http://alichendeb.blogspot.com
منذ البداية كان التنحّي هو البند الوحيد على جدول أعمال الأطلسي؛ ومنذ البداية كانت المحاكمة هي المصير الوحيد في جدول أعمال ثوّار الأطلسي؛ ومنذ البداية، قال لهم المطلوب تنحيه: «من أنتم».
إنّ حاكماً مطلوب تنحيه بوضعية معمّر القذّافي، الحدّ الأقصى الذي يفاوض عليه يتمثّل بشروط التنحّي، أو بدائل التنحّي، أو كيفية التنحّي، كما حصل مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، لكنّ معمّر القذّافي نحّى مسبقاً كل العروضات جانباً ليجيب الجميع قبل أنْ يُسأل التنحي، «أنا سأقاتل حتى آخر قطرة من دمي، أنا صخرة صمّاء». لم يكذب هذا الرجل.
لم يكذب، فأفعل وأمضى وأقوى كتائبه العسكرية والأمنية كانت جحفل الثقة والشجاعة والمشي إلى الموت بقدمين ثابتتين.
إنّ رجلاً يهجم على الموت.. لا يموت، بل يخسر جسده، وبالفعل انتصر القذّافي ثمانية أشهر ليموت جسده في الدقيقة الأخيرة.
ثمانية أشهر، ما ظنّ الناتو وأخواته أنّ معمّر القذّافي سيقاتل بها، فالمخطّط المرسوم قضى بأنّ القذّافي سيسقط في الأسبوع الأوّل من الحرب، لكنّه صمد إثنين وثلاثين أسبوعاً. ولولا الخيانة لربّما نحّى الناتو حربه جانباً ليتفاوض مع القذّافي.
تلك الخيانة، كانت الخيانة الوحيدة التي أقرّ القذّافي بها في قرارة نفسه، ليس لأنّ مرتكبها هو آمر كتيبة «امحمد المقريف»، وباللغة العسكرية التقليدية قائد الحرس الرئاسي أو الجمهوري وقائد حماية العاصمة طرابلس، ولا لأنّ مرتكبها هو إبن عمّ القذّافي وإبن قبيلته ومدينته ومسقط رأسه سرت، وإنّما لأنّه على هكذا خيانة يتوقّف إلتقاء الثوّار بعضهم ببعض أمام أسوار باب العزيزية. لذلك لم يتوقّف القذّافي عند كل الإنشقاقات التي سبقت تلك الخيانة، فحتى شَلُّ يده الديبلوماسية اليُمنى المتمثّلة بإبن عمّه الآخر ومبعوثه الشخصي المُدلّل فوق العادة أحمد قذّاف الدّم، لم يتوقّف عنده القذّافي، ناهيكم عن انشقاقات وزير خارجيته موسى كوسى، ووزير النفط شكري غانم، ووزير الصحة محمد حجازي، وموفده الجديد إلى الأمم المتحدة علي التريكي، وغيرهم من السفراء والضبّاط الكبار والصغار، لم يتوقف القذّافي عند انشقاقهم وانضمامهم إلى الناتو، فهو لم يتوقف عند كل هؤلاء، لأنّ السير في هذه المعركة ليس بهم، وإنّما بيمناه المعتصم وخميس ويسراه أبو بكر يونس ومنصور ضو، وبعينيه أبو زيد دوردة وعبد الله السّنوسي، وبلسانه المتمثل بالثالوث الذي نهضت على أكتافه أعباء المواجهة والإدارة الإعلامية السياسية والتعبوية للداخل والخارج وهم: الدكتور خالد كعيم والدكتور يوسف شاكير والدكتور موسى ابراهيم.
هي الركائز الخمس التي بنى عليها القذّافي ثقته وقوته الأمنية والعسكرية والسياسية ـــــ الإعلامية، فاستنهضها واستنهضته.
لكنّ جماهير القذّافي هي الركيزة ما قبل الأولى؛ إنّها البحر الشعبي الذي غُرست فيه كل الركائز الأخرى، فليبيُّو القذّافي المنتشرون في شتّى المدن لولاهم لما اقتدرت القوات العسكرية الموالية للقذّافي والتي لم يشقّها إلّا الموت أو الشهادة (أترك التوصيف لفقهاء الشرع)، على الهجوم والصدّ براً وبحراً وجواً لأكثر من ثمانية أشهر، ولمَا اقتدرت زمجرات القذّافي أنْ تجد صداها.
يجب «جرذنة» جماهير القذّافي إذن، لكن ليس على طريقته وإنّما على طريقة الناتويين، فاستخدام الناتو وأخواته لمصطلح الجرذان وإسقاطه على مناصري ومؤيدي ومُفدي القذّافي من شأنه أنْ يُقلّل ويقزِّم قيمة ثوار ليبيا الناتويين، ومن شأنه أنْ يمنح القذّافي حقّ رفع دعاوى على الناتو وأتباعه لاعتدائهم على «ماركة» القذّافي المسجّلة في خطاب «من أنتم».
المصدر : http://alichendeb.blogspot.com
الأحد مايو 31, 2015 3:20 pm من طرف الفارس الفارس
» الإتحاد الأوربي و ليبيا
الأحد مايو 31, 2015 3:15 pm من طرف الفارس الفارس
» مدينة سرت الليبية و الجفرة و مناطق الوسط تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش )
الأحد مايو 31, 2015 3:02 pm من طرف الفارس الفارس
» سرت و نقص البنزين
السبت مايو 16, 2015 2:28 pm من طرف الفارس الفارس
» حديث اخضر اللثام للمنظمات الحقوقية عن مايحدث في طرابلس و ورشفانة
الخميس أبريل 30, 2015 8:24 am من طرف عائشة القذافي
» الدكتور مصطفى الزائدي - Dr.Mustafa El Zaidi
الأربعاء أبريل 29, 2015 7:54 am من طرف عائشة القذافي
» بقلم الأستاذ : هشام عراب .
الأربعاء مارس 18, 2015 10:43 am من طرف عائشة القذافي
» نبوءة القذافي يحقّقها آل فبراير، ويقرّ بها العالم ،،
الأربعاء مارس 04, 2015 8:53 pm من طرف عائشة القذافي
» توفيق عكاشة يهدد التنظيم و يطالب أهالي سرت بعدم الذهاب للجامعة
الثلاثاء مارس 03, 2015 10:34 pm من طرف عائشة القذافي
» منظمة ضحايا لحقوق الانسان Victims Organization for Human Rights
الأربعاء يناير 21, 2015 8:49 am من طرف عائشة القذافي
» الدكتور مصطفى الزائدي - Dr.Mustafa El Zaidi
الأربعاء يناير 21, 2015 8:30 am من طرف عائشة القذافي
» معمر القذافي علي قيد الحياة بالدليل القاطع
الإثنين ديسمبر 08, 2014 8:24 pm من طرف الفارس الفارس