القذّافي: أحترم نبيه بري
لم ينتظر السوريون كثيراً حتى يضعوا الإيرانيين أمام موقف أكثر من محرج، فالثوار السوريون أو المجموعات المسلّحة السورية، برؤيتها وقراءتها للموقف الإيراني من ليبيا ومن الثوار الليبيين ومن المجموعات المسلّحة الليبية، اعتقدوا أنّ الإيرانيين قد وقعوا في الفخّ ولن يكون في مقدورهم التفريق والتمييز بينهم وبين ثوار ليبيا، فمن وجهة نظرهم، النظام السوري يقتل شعبه تماماً كما قتل القذّافي شعبه، والنظام السوري مستبدٌ تماماً كما النظام الليبي.
الإنسانية الإيرانية والأخلاق الإيرانية المتحدِّرة من ثورة إسلاميّة كان الإسلام مرشدها ودليلها وعمقها وشعارها ستُسقِط نفسها إذن على الميدان السوري، لكنّ رهانات مسلّحي وثوّار سوريا ذهبت أدراج الرياح.
فها هم الإيرانيون يرفضون أيّة مقارنة بين النظامين الليبي والسوري، وها هم يضعون المشهد السوري الجديد في إطار المؤامرة الكبرى على سوريا، وها هو الحرس الثوري الإيراني في أقصى استعداداته لمنع أيّ تهديد قد يصل إلى دمشق.
أريد أنْ أتوقّف هنا، ليس لأنّه لا داعي للإستطراد وإبراز أوجه المقارنة بين المشهدين الليبي والسوري، وإنّما لأعود ولو بجملة واحدة لخلاف نشب بيني وبين العقيد معمّر القذّافي يوم التقيته؛ يومها كنت مصرّا على فكرتي القائلة بأنّ إيران عامة والشيعة خاصة لطالما مارسوا إزدواجية المعايير في مقارباتهم للتحديات العربية، ويومها كان القذّافي مصرّاً على أنّ المسألة لها علاقة بالمعتقدات الإيرانية والشيعية التي تستحوذ وتقود تفكيرهم؛ إنّهاالتقيّة كما لفظها الراحل معمّر القذّافي.
ويومها لم يكن للوقت متّسع كي أستمر في مجادلة القذّافي، وهي المجادلة التي كانت جزئية من حوار قصدت يومها أنْ لا أضمِّنه للمقابلة التلفزيونية التي أجريتها معه وكانت آخر مقابلة يجريها القذّافي، لكنني سأنشر اليوم الحديث الذي دار بيني وبين الزعيم الليبي الراحل في آخر الكتاب، لأعود الآن وحدي ودون معمّر القذّافي فأتابع البحث في الإشكالية الإيرانية الشيعية ولأطرح السؤال من جديد، هل هي إزدواجية معايير نابعة من مخطّط استراتيجي متكامل، أم أنّها كما قال القذّافي مجرّد تقيّة لا تمت للستراتيجية بصلة.
دعونا نَسْتعِن هذه المرّة بالسيّد حسن نصرالله لنتحاور معه في غيابه وحضوره، أيّ من خلال نصوص خطاباته، علّنا نصل معه إلى نتيجة، فهل هو معنا ومع وجهة نظرنا، أم أنّه ضدّ القذّافي ومع وجهة نظره.
ودعونا ولو من باب الإستطراد، لكنّه الإستطراد المهم، أنْ نُشرِك معنا في النقاش رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، سيّما أن الرئيس بري لن يستحوذ موقفه من العدوان على ليبيا الكثير من الجهد التحليلي الذي يجب صبه في هذا الإطار.
وللأمانة.. فعبر الكرة الأرضية كلّها، وحده الرئيس نبيه بري كان متصالحاً مع نفسه عندما بارك الثورتين الليبية والأطلسية على القذّافي، فلم يُغير مِسطرته ولم يناور ولم يدوِّر الزاويا وهو المشهور بالبراعة والحنكة السياسية، وأشهر من يعرَّف في عبقرية تدوير الزوايا، خصوصاً عندما يكون الهيكل الرياضي هو مثلّث الأضلاع.
وفي ليبيا كانت المسألة على هذا المنوال، وهذا ما أكّده لي القذّافي في حديثه الخاص معي وغير المنشور، حيث كان سؤالي الأخير معه في هذه المقابلة أو الحديث ما حرفيته «الأخ القائد: من تحترم في لبنان؟، أجاب القذافي: نبيه بري».. ومشى.
وننطلق من إشكالية الإحترام التي أنهى القذّافي بها حديثه معي، لنستعيرها ونتابع الحوار مع سيّد المقاومة وزعيم حزب الله حسن نصر الله.
«إنّ كل يد تمتد إلى سلاح المقاومة سنقطعها»، تلك هي العبارة الشهيرة التي قالها يوماً سيّد المقاومة في لبنان، ليردِّدها بعد ذلك كلما رأى أنّ هناك لبنانيين يتآمرون على سلاح المقاومة، وبالفعل قام زعيم حزب الله في السابع من أيار المجيد من ذات عام بقطع أصابع وليس أيادٍ حاولت الإقتراب من سلاح حزب الله ممثّلاً بشبكته السلكية، فأقرن القول بالفعل.
ويوم قال السيّد نصر الله تلك الجملة المتقاطعة، كان تفكيره وقصده يتجه إلى لبنانيين وصل صراعهم مع حزب الله إلى درجة وضعها نصر الله في إطار العمالة للإسرائيليين والأميركيين.
ويوم قالها، وضعها خصومه اللبنانيون في إطار لجوء السيّد نصر الله إلى الإرهاب والسلاح لقمع خصومه من اللبنانيين وتصفية قضيتهم بيدهم من خلال زرع الخوف في أفئدتهم خصوصاً أنّ زعيم حزب الله قد نفّذ تهديده ووعيده.
وبغض النظر عمّن بيده الصواب، سواء أكان السيّد نصر الله أم خصومه في تكتل 14 آذار، إلّا أنّ الحقيقة التي لا تقبل الشكّ ويستحيل له التسلُّل إليها، هي أنّ لبنان كان منقسماً انقساماً نصفياَ بين حزب الله وعبارته «كل يد تمتد إلى سلاح المقاومة سنقطعها» من جهة، وبين لبنانيي 14 آذار وعبارتهم «نزع سلاح حزب الله»، لا بل إنّ لبنان وإلى لحظة كتابة هذه الأسطر لا يزال يعيش هذَيْن الإنقسام والشرخ الكبيرين.
وهكذا، فإنّ لبنان ومنذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري يعيش حالتين متناقضتين: فمن جهة هناك طرف قوي ويملك سلاحاً لم يمتلكه لبنان في تاريخه ويعلن صراحة أنّه سيستخدم هذا السلاح للقضاء على الطرف الآخر في حال تآمر ضده مع الصهاينة والأميركيين، وهناك طرف ضعيف عسكرياً يشكِّك في مصداقية قضية الطرف الأوّل ويعتبره مهدِّداً له وللبنانه ويحق له أنْ يتحالف مع من يريد لإحداث توازنٍ ما مع الطرف القوي.
وفي التفاصيل، فإنّ حزب الله عندما استخدم السلاح في 7 أيّار ضد خصومه المتآمرين مع الأميركيين والصهاينة كما يقول ويستمر في الترداد، إنّما استخدمه ضد من اعتبرهم يومهاكتائب بريّة وإستخباراتية ولوجستية للأميركيين والصهاينة.
وما يؤكد ذلك ويوافقه هو أّنّ حزب الله لم يقبل يومها إنهاء معركة الجبل مع مقاتلي الحزب التقدمي الإشتراكي إلّا بتسليم قوات وليد جنبلاط أسلحتهم الثقيلة والمتوسِّطة، وهو ما حصل فعلاً. فالذي كان يدور في الذهن الأمني والعسكري وما بعد السياسي للسيّد نصر الله هو أنّ هؤلاء المقاتلين الجنبلاطيين مع غيرهم من مقاتلين آخرين حلفاء بحكم الضرورة والظروف لجنبلاط، قد يكوِّنون فكّ الكماشة الآخر في حرب مقبلة بين حزب الله وإسرائيل، وإذا ما حصل ذلك وتمّ واكتمل، فالسيّد نصر الله يدرك بامتياز أنّ «تموز» لن يعيد نفسه، وهو الذي يدرك أنّ العدو الداخلي هو أخطر بعشرات المرّات من العدوّ الخارجي، فكيف إذا ما التقى العدوّان ليُطبقا على العدو المشترك؟.
هذا بالضبط ما حصل في ليبيا، ولم يتنبَّه له نصر الله. لكن رفيق نصر الله تنبَّه له وقاله على الملأ وفي الإذاعات، حيث قال حرفياً: «منجي لليبيا، من الذي يقاتل في شرق ليبيا اليوم، ثوار؟ ثوار شو؟ شو بدي من معمّر القذّافي، ثوار شو، هول طالبان العرب، لما بلاقي مساعد عبد الجليل هوي اللي كان بغوانتانامو، سنة ونص سنتين محبوس بغوانتانامو، والآن يقاتل في بنغازي ويذهب إلى أوروبا ليفاوض، والقوات الأطلسية إلى جانبن، أيّ ثورة؟ قوات أطلسية تغتال بلد. مدينة مصراتة 300 ألف لم يبق فيها بيت، اليوم اليوم 400 مليار لحدّ الآن حجم الأضرار».
كان موقف السيّد نصر الله إذن يوم أمر بــــ 7 أيار، نفس موقف الزعيم الليبي في 17 فبراير، مع فارق بسيط أنّ سيف حسن نصر الله يوم امتشقه كان أمضى من الوقت بخلاف معمّر القذافي الذي كان الوقت أمضى من سيفه، فلو أنّ القذّافي اقتدر على الإنهاء والحسم العسكريين على 14آذار الليبية، لما اقتدر السيّد نصر الله أنْ يدلي بمقارباته الليبية التي لم تتّسم بالتوازن.
وسنعود بالتفصيل إلى عيوب اللاتوازن هذا، لنبقى الآن مع قائل قد يقول كيف لك أنْ تشبّه الطاغية القذّافي مع سيّد المقاومة؟ وكيف لك أنْ تضع الواقعين اللبناني والليبي في مقاربة واحدة؟ وكيف لك أنْ تختلق عدواً صهيونياً كان الزعيم الليبي في مواجهته؟.
بعض هذه الأسئلة أترك الإجابة عليها للسيّد نصر الله نفسه، غير أنّ السؤال المتعلّق بوضع الواقعين اللبناني والليبي في مقاربة واحدة، فأعلن قدرتي المتواضعة على التصدّي له والإجابة عليه مستعيناً أيضاً بالسيّد نصر الله.
المصدرhttps://www.facebook.com/chendeb.ali?fref=ts
لم ينتظر السوريون كثيراً حتى يضعوا الإيرانيين أمام موقف أكثر من محرج، فالثوار السوريون أو المجموعات المسلّحة السورية، برؤيتها وقراءتها للموقف الإيراني من ليبيا ومن الثوار الليبيين ومن المجموعات المسلّحة الليبية، اعتقدوا أنّ الإيرانيين قد وقعوا في الفخّ ولن يكون في مقدورهم التفريق والتمييز بينهم وبين ثوار ليبيا، فمن وجهة نظرهم، النظام السوري يقتل شعبه تماماً كما قتل القذّافي شعبه، والنظام السوري مستبدٌ تماماً كما النظام الليبي.
الإنسانية الإيرانية والأخلاق الإيرانية المتحدِّرة من ثورة إسلاميّة كان الإسلام مرشدها ودليلها وعمقها وشعارها ستُسقِط نفسها إذن على الميدان السوري، لكنّ رهانات مسلّحي وثوّار سوريا ذهبت أدراج الرياح.
فها هم الإيرانيون يرفضون أيّة مقارنة بين النظامين الليبي والسوري، وها هم يضعون المشهد السوري الجديد في إطار المؤامرة الكبرى على سوريا، وها هو الحرس الثوري الإيراني في أقصى استعداداته لمنع أيّ تهديد قد يصل إلى دمشق.
أريد أنْ أتوقّف هنا، ليس لأنّه لا داعي للإستطراد وإبراز أوجه المقارنة بين المشهدين الليبي والسوري، وإنّما لأعود ولو بجملة واحدة لخلاف نشب بيني وبين العقيد معمّر القذّافي يوم التقيته؛ يومها كنت مصرّا على فكرتي القائلة بأنّ إيران عامة والشيعة خاصة لطالما مارسوا إزدواجية المعايير في مقارباتهم للتحديات العربية، ويومها كان القذّافي مصرّاً على أنّ المسألة لها علاقة بالمعتقدات الإيرانية والشيعية التي تستحوذ وتقود تفكيرهم؛ إنّهاالتقيّة كما لفظها الراحل معمّر القذّافي.
ويومها لم يكن للوقت متّسع كي أستمر في مجادلة القذّافي، وهي المجادلة التي كانت جزئية من حوار قصدت يومها أنْ لا أضمِّنه للمقابلة التلفزيونية التي أجريتها معه وكانت آخر مقابلة يجريها القذّافي، لكنني سأنشر اليوم الحديث الذي دار بيني وبين الزعيم الليبي الراحل في آخر الكتاب، لأعود الآن وحدي ودون معمّر القذّافي فأتابع البحث في الإشكالية الإيرانية الشيعية ولأطرح السؤال من جديد، هل هي إزدواجية معايير نابعة من مخطّط استراتيجي متكامل، أم أنّها كما قال القذّافي مجرّد تقيّة لا تمت للستراتيجية بصلة.
دعونا نَسْتعِن هذه المرّة بالسيّد حسن نصرالله لنتحاور معه في غيابه وحضوره، أيّ من خلال نصوص خطاباته، علّنا نصل معه إلى نتيجة، فهل هو معنا ومع وجهة نظرنا، أم أنّه ضدّ القذّافي ومع وجهة نظره.
ودعونا ولو من باب الإستطراد، لكنّه الإستطراد المهم، أنْ نُشرِك معنا في النقاش رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، سيّما أن الرئيس بري لن يستحوذ موقفه من العدوان على ليبيا الكثير من الجهد التحليلي الذي يجب صبه في هذا الإطار.
وللأمانة.. فعبر الكرة الأرضية كلّها، وحده الرئيس نبيه بري كان متصالحاً مع نفسه عندما بارك الثورتين الليبية والأطلسية على القذّافي، فلم يُغير مِسطرته ولم يناور ولم يدوِّر الزاويا وهو المشهور بالبراعة والحنكة السياسية، وأشهر من يعرَّف في عبقرية تدوير الزوايا، خصوصاً عندما يكون الهيكل الرياضي هو مثلّث الأضلاع.
وفي ليبيا كانت المسألة على هذا المنوال، وهذا ما أكّده لي القذّافي في حديثه الخاص معي وغير المنشور، حيث كان سؤالي الأخير معه في هذه المقابلة أو الحديث ما حرفيته «الأخ القائد: من تحترم في لبنان؟، أجاب القذافي: نبيه بري».. ومشى.
وننطلق من إشكالية الإحترام التي أنهى القذّافي بها حديثه معي، لنستعيرها ونتابع الحوار مع سيّد المقاومة وزعيم حزب الله حسن نصر الله.
«إنّ كل يد تمتد إلى سلاح المقاومة سنقطعها»، تلك هي العبارة الشهيرة التي قالها يوماً سيّد المقاومة في لبنان، ليردِّدها بعد ذلك كلما رأى أنّ هناك لبنانيين يتآمرون على سلاح المقاومة، وبالفعل قام زعيم حزب الله في السابع من أيار المجيد من ذات عام بقطع أصابع وليس أيادٍ حاولت الإقتراب من سلاح حزب الله ممثّلاً بشبكته السلكية، فأقرن القول بالفعل.
ويوم قال السيّد نصر الله تلك الجملة المتقاطعة، كان تفكيره وقصده يتجه إلى لبنانيين وصل صراعهم مع حزب الله إلى درجة وضعها نصر الله في إطار العمالة للإسرائيليين والأميركيين.
ويوم قالها، وضعها خصومه اللبنانيون في إطار لجوء السيّد نصر الله إلى الإرهاب والسلاح لقمع خصومه من اللبنانيين وتصفية قضيتهم بيدهم من خلال زرع الخوف في أفئدتهم خصوصاً أنّ زعيم حزب الله قد نفّذ تهديده ووعيده.
وبغض النظر عمّن بيده الصواب، سواء أكان السيّد نصر الله أم خصومه في تكتل 14 آذار، إلّا أنّ الحقيقة التي لا تقبل الشكّ ويستحيل له التسلُّل إليها، هي أنّ لبنان كان منقسماً انقساماً نصفياَ بين حزب الله وعبارته «كل يد تمتد إلى سلاح المقاومة سنقطعها» من جهة، وبين لبنانيي 14 آذار وعبارتهم «نزع سلاح حزب الله»، لا بل إنّ لبنان وإلى لحظة كتابة هذه الأسطر لا يزال يعيش هذَيْن الإنقسام والشرخ الكبيرين.
وهكذا، فإنّ لبنان ومنذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري يعيش حالتين متناقضتين: فمن جهة هناك طرف قوي ويملك سلاحاً لم يمتلكه لبنان في تاريخه ويعلن صراحة أنّه سيستخدم هذا السلاح للقضاء على الطرف الآخر في حال تآمر ضده مع الصهاينة والأميركيين، وهناك طرف ضعيف عسكرياً يشكِّك في مصداقية قضية الطرف الأوّل ويعتبره مهدِّداً له وللبنانه ويحق له أنْ يتحالف مع من يريد لإحداث توازنٍ ما مع الطرف القوي.
وفي التفاصيل، فإنّ حزب الله عندما استخدم السلاح في 7 أيّار ضد خصومه المتآمرين مع الأميركيين والصهاينة كما يقول ويستمر في الترداد، إنّما استخدمه ضد من اعتبرهم يومهاكتائب بريّة وإستخباراتية ولوجستية للأميركيين والصهاينة.
وما يؤكد ذلك ويوافقه هو أّنّ حزب الله لم يقبل يومها إنهاء معركة الجبل مع مقاتلي الحزب التقدمي الإشتراكي إلّا بتسليم قوات وليد جنبلاط أسلحتهم الثقيلة والمتوسِّطة، وهو ما حصل فعلاً. فالذي كان يدور في الذهن الأمني والعسكري وما بعد السياسي للسيّد نصر الله هو أنّ هؤلاء المقاتلين الجنبلاطيين مع غيرهم من مقاتلين آخرين حلفاء بحكم الضرورة والظروف لجنبلاط، قد يكوِّنون فكّ الكماشة الآخر في حرب مقبلة بين حزب الله وإسرائيل، وإذا ما حصل ذلك وتمّ واكتمل، فالسيّد نصر الله يدرك بامتياز أنّ «تموز» لن يعيد نفسه، وهو الذي يدرك أنّ العدو الداخلي هو أخطر بعشرات المرّات من العدوّ الخارجي، فكيف إذا ما التقى العدوّان ليُطبقا على العدو المشترك؟.
هذا بالضبط ما حصل في ليبيا، ولم يتنبَّه له نصر الله. لكن رفيق نصر الله تنبَّه له وقاله على الملأ وفي الإذاعات، حيث قال حرفياً: «منجي لليبيا، من الذي يقاتل في شرق ليبيا اليوم، ثوار؟ ثوار شو؟ شو بدي من معمّر القذّافي، ثوار شو، هول طالبان العرب، لما بلاقي مساعد عبد الجليل هوي اللي كان بغوانتانامو، سنة ونص سنتين محبوس بغوانتانامو، والآن يقاتل في بنغازي ويذهب إلى أوروبا ليفاوض، والقوات الأطلسية إلى جانبن، أيّ ثورة؟ قوات أطلسية تغتال بلد. مدينة مصراتة 300 ألف لم يبق فيها بيت، اليوم اليوم 400 مليار لحدّ الآن حجم الأضرار».
كان موقف السيّد نصر الله إذن يوم أمر بــــ 7 أيار، نفس موقف الزعيم الليبي في 17 فبراير، مع فارق بسيط أنّ سيف حسن نصر الله يوم امتشقه كان أمضى من الوقت بخلاف معمّر القذافي الذي كان الوقت أمضى من سيفه، فلو أنّ القذّافي اقتدر على الإنهاء والحسم العسكريين على 14آذار الليبية، لما اقتدر السيّد نصر الله أنْ يدلي بمقارباته الليبية التي لم تتّسم بالتوازن.
وسنعود بالتفصيل إلى عيوب اللاتوازن هذا، لنبقى الآن مع قائل قد يقول كيف لك أنْ تشبّه الطاغية القذّافي مع سيّد المقاومة؟ وكيف لك أنْ تضع الواقعين اللبناني والليبي في مقاربة واحدة؟ وكيف لك أنْ تختلق عدواً صهيونياً كان الزعيم الليبي في مواجهته؟.
بعض هذه الأسئلة أترك الإجابة عليها للسيّد نصر الله نفسه، غير أنّ السؤال المتعلّق بوضع الواقعين اللبناني والليبي في مقاربة واحدة، فأعلن قدرتي المتواضعة على التصدّي له والإجابة عليه مستعيناً أيضاً بالسيّد نصر الله.
المصدرhttps://www.facebook.com/chendeb.ali?fref=ts
الأحد مايو 31, 2015 3:20 pm من طرف الفارس الفارس
» الإتحاد الأوربي و ليبيا
الأحد مايو 31, 2015 3:15 pm من طرف الفارس الفارس
» مدينة سرت الليبية و الجفرة و مناطق الوسط تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش )
الأحد مايو 31, 2015 3:02 pm من طرف الفارس الفارس
» سرت و نقص البنزين
السبت مايو 16, 2015 2:28 pm من طرف الفارس الفارس
» حديث اخضر اللثام للمنظمات الحقوقية عن مايحدث في طرابلس و ورشفانة
الخميس أبريل 30, 2015 8:24 am من طرف عائشة القذافي
» الدكتور مصطفى الزائدي - Dr.Mustafa El Zaidi
الأربعاء أبريل 29, 2015 7:54 am من طرف عائشة القذافي
» بقلم الأستاذ : هشام عراب .
الأربعاء مارس 18, 2015 10:43 am من طرف عائشة القذافي
» نبوءة القذافي يحقّقها آل فبراير، ويقرّ بها العالم ،،
الأربعاء مارس 04, 2015 8:53 pm من طرف عائشة القذافي
» توفيق عكاشة يهدد التنظيم و يطالب أهالي سرت بعدم الذهاب للجامعة
الثلاثاء مارس 03, 2015 10:34 pm من طرف عائشة القذافي
» منظمة ضحايا لحقوق الانسان Victims Organization for Human Rights
الأربعاء يناير 21, 2015 8:49 am من طرف عائشة القذافي
» الدكتور مصطفى الزائدي - Dr.Mustafa El Zaidi
الأربعاء يناير 21, 2015 8:30 am من طرف عائشة القذافي
» معمر القذافي علي قيد الحياة بالدليل القاطع
الإثنين ديسمبر 08, 2014 8:24 pm من طرف الفارس الفارس