المهندس عمران ابو كراع أمين لجنة شعبية عامة سابقاً و رئيس مجلس ادارة الشركة العامة للكهرباء سابقا يخص الحوار السياسي الليبي بمقال عن أزمة الكهرباء الخانقة في ليبيا
كهرباء ليبيا الي اين ؟
بقلم المهندس عمران ابو كراع
من خلال متابعتي لصفحات التواصل الاجتماعي ضجة وغضب عارم نتيجة انقطاع التيار الكهربائي علي المدن الليبية ولساعات طويلة رغم الجهود المخلصة التي بذلت خلال العقدين الماضيين لتطويرهذا القطاع ماديا وبشريا وبكلفة محدودة للغاية مقارنة بالارقام الفلكية التي نسمع بها الان عن ميزانيات الحكومة الليبية الحالية والتي تنفق ولا نري شئ علي الارض يعكس هذا الإنفاق.
بلغت الطاقة المركبة في 31/12/2010 (11000 ميجاوات) وبها يمكن انتاج (9000 ميجاو ات ) في أسواء الظروف بالنسبة للمحطات الغازية ومشاكل التشغيل والصيانة
لكامل المحطات الاخري.
بينما بلغ اقصي معدل للطلب هذا الصيف من ( 5500 الي 5700 )اي ان ألشبكة يفترض ان لها احتياطي تشغيل يقارب 40 بالمائة وهذا معدل عالي جداً يوفر أمان للتشغيل وتلبية الطلب بشكل امن
كما انه تم إنجازمعظم خطوط شبكة الجهد الفائق 40 كيلوفولت وفرت مرونة تشغيل عالية تمكن من الاستفادة من الطاقة المتاحة في اى محطة في ليبيا لتغطية العجزفي جزء من الشبكة مهما بعدعن هذه المحطة.
كما ان منظومة التحكم المتطورة تمكن خبراء التشغيل من أدارة الشبكة بكل سلاسة كما ان التدمير والشلل الكامل لكل المرافق الانتاجية والخدمية وهجرة اكثر من ثلث السكان خارج ليبيا وداخلها كل ذلك ساهم في انخفاض الطلب علي الطاقة الكهربائية بشكل كبير ولو بقيت معدلات الطلب علي حالها خلال العقد الاخيرلكانت الحالة أسواء بكثيروالتي بناء عليها تم اعداد وتنفيد مخطط تطويرالانتاج وشبكات نقل الطاقة وقد نفد هذا المخطط بشكل جيد حيث ان المحطات نفدت وفق الاجال بما في ذلك محطة الخليج التي كانت الوحدة الأولي جاهزة للاستلام والتشغيل منذ اواخر 2010. مما تقدم يتبين ان الوضع العام لمنظومة الكهرباء بليبيا مقاًرنة بالمؤشرات الدولية والاقليمية من حيث التجهيزات وجودتها انها مجهزة باحدث التجهيزات بسوق صناعة الكهرباء كما ان مؤشرات الطلب مقارنة بالطاقات المركبة توضح ان هناك فائض يتجاوز 50٪ وان هذا الفائض يوفراعتمادية عالية في التزويد ولامبررأبدا لضهور اي عجز في تلبية الطلب علي الطاقة لذلك هناك تساؤل يطرح من كافة الأوساط الشعبية بليبيا لماذا هذه الحالة البائسة التي عليها قطاع الكهرباء بليبيا ؟
وللإجابة علي هذا السؤال رغم بعدي عن ارض الوطن وشح المعلومات الفنية التي ربما تؤثرعلي رصانة الآراء والتحليلات التي ساقدمها ولكني بحكم خبرتي الطويلة في ادارة هذا القطاع والذي يم ربظروف غيرمسبوقة حتي في ظل الإمكانيات المتواضعة في عقد التمانينات والتسعينات كان اداء القطاع افضل بكثير من الوضع الراهن
ملخص اسباب تدني اداء قطاع الكهرباء تتلخص من وجهة نظري الشخصية في الآتي:-
1- حالة الفوضي العامة التي تجتاح الوطن والتي أدت للقضاء على وجود للدولة التي كانت قائمة قبل 17 فبراير فكان اول ضحاياها قطاع الكهرباء حيث تم العبث بالتجهيزات من شبكات ومحطات وتجهيزات خدمية في ظل حالة من الانهيار الأمني وفتاوي مختلفة من شيوخ الفتنة الذين افتوا للمجرمين بنهب وسلب كل شئ
2- قطاع الكهرباء من القطاعات التي تتسم عملية إدارتها بالتعقيد مما يتطلب أدارة حازمة وشفافة قادرة علي وضع المخططات الاستراتيجية لتطوير القطاع وإدارة مكوناته المنتشرة علي كامل مساحة الوطن ناهيك عن حجم العمالة التي تعد بعشرات اللاف وهي خليط من المستويات الثقافية ومن كافة المدن الليبية ولتحقيق معدلات اداء معقولة كان القطاع يدار بروح وطنية تحفز العاملين علي تحقيق اعلي معدلات الأداء انعكس علي جودة الخدمات المقدمه رغم ضعف االامكانيات الفنيه لكن بعد الاحداث الاخيرة تم اتخاذ جملة من الإجراءات كطرد بعض الخبراء لأسباب واهيه اهمها انتماءهم الاجتماعي مما اذكي الروح القبلية والجهوية بالقطاع التي كان يتميز بخلوه منها طيلة العقود الماضية كما كان ايضا لا شان له بالتجادبات السياسية المختلفة لكن تصدر بعض العناصر لاداره القطاع اليوم بخلفيات حزبية وجهوية مع عدم إلمام كافي بمتطلبات العمل إدي للانهيار الذي عليه القطاع اليوم
3- من خلال اطلاعي علي الحلول الفنية التي اتخدت لمعالجة مشكلة الانتاج كتوريد محطات عائمة وتوريد محطات صغيرة وترك طاقات مركبة دون صيانة وهي لازالت في عمر زمني جيد كما القصور في بعض المشروعات الجديدة كالامداد بالوقود واستكمال بعض التجهيزات واللجوء لهذه الحلول المضحكة يحمل في طياته بعض الشبهات وان لم يكن ذلك فان صانعي القرار في هذا القطاع يفتقدون للمقدرة الفنية لمعالجة مشاكله علي الرغم من ان قطاع الكهرباء لديه من الكوادر الفنية المدربة علي اعلي المستويات.
4- مخطط تطوير طاقات الانتاج وشبكات النقل والتوزيع والذي نفذ وفق االاجال الزمنية المخطط لها وذلك لتلبية الطلب لمشروعات المخطط التنموي الضخم التي بلغ حجم مشروعاته 150مليار دولار في كافة المجالات والذي أضحي بعد 17 فبراير في ذمة التاريخ بينما الجزء الاكبر من مشروعات الكهرباء قد تم تنفيدها كما ان عملية انهيار المؤسسات الخدمية والانتاجية وهجرة ثلث السكان عوامل كلها ادت الي انخفاض الطلب علي الطاقه وبالتالي لا مبرر لظهور هذا العجز.
5- ألازمة في اعتقادي اسبابها قصور في الادارة من جهة وانعكاسات حالة الفوضي التي تسود البلاد نتيجة انهيارالدولة من جهة اخري وما صاحبها من استشراء للفساد كما ان عملية اقصاء وطرد بعض خبراء القطاع ساهم في تفاقم للمشكلة وعملية الاصلاح لا يمكن ان تتم بمعزل عن الظروف وفي الختام ليبيا تعيش ازمة خانقه في كافة المجالات الآمنية والسياسية والاقتصادية وأزمة الكهرباء هي الظاهر من هذه الازمة بحكم طبيعتها الخدمية وحساسيتها للمواطن فعيوبها ظاهره للعيان لا يمكن إخفائها.
اخيرا ان الازمة الحقيقية في ليبيا هي انهيار الدولة ومؤسساتها وافلاس نظام فبراير علي كافة الصعد وإصرار اصحاب هذا النظام ان الخير جاي في الوقت الذي دمركل شئ والبلد تقترب من حرب أهلية حقيقية بين شركاء الأمس في نظام فبراير.
م/ عمران ابو كراع
كهرباء ليبيا الي اين ؟
بقلم المهندس عمران ابو كراع
من خلال متابعتي لصفحات التواصل الاجتماعي ضجة وغضب عارم نتيجة انقطاع التيار الكهربائي علي المدن الليبية ولساعات طويلة رغم الجهود المخلصة التي بذلت خلال العقدين الماضيين لتطويرهذا القطاع ماديا وبشريا وبكلفة محدودة للغاية مقارنة بالارقام الفلكية التي نسمع بها الان عن ميزانيات الحكومة الليبية الحالية والتي تنفق ولا نري شئ علي الارض يعكس هذا الإنفاق.
بلغت الطاقة المركبة في 31/12/2010 (11000 ميجاوات) وبها يمكن انتاج (9000 ميجاو ات ) في أسواء الظروف بالنسبة للمحطات الغازية ومشاكل التشغيل والصيانة
لكامل المحطات الاخري.
بينما بلغ اقصي معدل للطلب هذا الصيف من ( 5500 الي 5700 )اي ان ألشبكة يفترض ان لها احتياطي تشغيل يقارب 40 بالمائة وهذا معدل عالي جداً يوفر أمان للتشغيل وتلبية الطلب بشكل امن
كما انه تم إنجازمعظم خطوط شبكة الجهد الفائق 40 كيلوفولت وفرت مرونة تشغيل عالية تمكن من الاستفادة من الطاقة المتاحة في اى محطة في ليبيا لتغطية العجزفي جزء من الشبكة مهما بعدعن هذه المحطة.
كما ان منظومة التحكم المتطورة تمكن خبراء التشغيل من أدارة الشبكة بكل سلاسة كما ان التدمير والشلل الكامل لكل المرافق الانتاجية والخدمية وهجرة اكثر من ثلث السكان خارج ليبيا وداخلها كل ذلك ساهم في انخفاض الطلب علي الطاقة الكهربائية بشكل كبير ولو بقيت معدلات الطلب علي حالها خلال العقد الاخيرلكانت الحالة أسواء بكثيروالتي بناء عليها تم اعداد وتنفيد مخطط تطويرالانتاج وشبكات نقل الطاقة وقد نفد هذا المخطط بشكل جيد حيث ان المحطات نفدت وفق الاجال بما في ذلك محطة الخليج التي كانت الوحدة الأولي جاهزة للاستلام والتشغيل منذ اواخر 2010. مما تقدم يتبين ان الوضع العام لمنظومة الكهرباء بليبيا مقاًرنة بالمؤشرات الدولية والاقليمية من حيث التجهيزات وجودتها انها مجهزة باحدث التجهيزات بسوق صناعة الكهرباء كما ان مؤشرات الطلب مقارنة بالطاقات المركبة توضح ان هناك فائض يتجاوز 50٪ وان هذا الفائض يوفراعتمادية عالية في التزويد ولامبررأبدا لضهور اي عجز في تلبية الطلب علي الطاقة لذلك هناك تساؤل يطرح من كافة الأوساط الشعبية بليبيا لماذا هذه الحالة البائسة التي عليها قطاع الكهرباء بليبيا ؟
وللإجابة علي هذا السؤال رغم بعدي عن ارض الوطن وشح المعلومات الفنية التي ربما تؤثرعلي رصانة الآراء والتحليلات التي ساقدمها ولكني بحكم خبرتي الطويلة في ادارة هذا القطاع والذي يم ربظروف غيرمسبوقة حتي في ظل الإمكانيات المتواضعة في عقد التمانينات والتسعينات كان اداء القطاع افضل بكثير من الوضع الراهن
ملخص اسباب تدني اداء قطاع الكهرباء تتلخص من وجهة نظري الشخصية في الآتي:-
1- حالة الفوضي العامة التي تجتاح الوطن والتي أدت للقضاء على وجود للدولة التي كانت قائمة قبل 17 فبراير فكان اول ضحاياها قطاع الكهرباء حيث تم العبث بالتجهيزات من شبكات ومحطات وتجهيزات خدمية في ظل حالة من الانهيار الأمني وفتاوي مختلفة من شيوخ الفتنة الذين افتوا للمجرمين بنهب وسلب كل شئ
2- قطاع الكهرباء من القطاعات التي تتسم عملية إدارتها بالتعقيد مما يتطلب أدارة حازمة وشفافة قادرة علي وضع المخططات الاستراتيجية لتطوير القطاع وإدارة مكوناته المنتشرة علي كامل مساحة الوطن ناهيك عن حجم العمالة التي تعد بعشرات اللاف وهي خليط من المستويات الثقافية ومن كافة المدن الليبية ولتحقيق معدلات اداء معقولة كان القطاع يدار بروح وطنية تحفز العاملين علي تحقيق اعلي معدلات الأداء انعكس علي جودة الخدمات المقدمه رغم ضعف االامكانيات الفنيه لكن بعد الاحداث الاخيرة تم اتخاذ جملة من الإجراءات كطرد بعض الخبراء لأسباب واهيه اهمها انتماءهم الاجتماعي مما اذكي الروح القبلية والجهوية بالقطاع التي كان يتميز بخلوه منها طيلة العقود الماضية كما كان ايضا لا شان له بالتجادبات السياسية المختلفة لكن تصدر بعض العناصر لاداره القطاع اليوم بخلفيات حزبية وجهوية مع عدم إلمام كافي بمتطلبات العمل إدي للانهيار الذي عليه القطاع اليوم
3- من خلال اطلاعي علي الحلول الفنية التي اتخدت لمعالجة مشكلة الانتاج كتوريد محطات عائمة وتوريد محطات صغيرة وترك طاقات مركبة دون صيانة وهي لازالت في عمر زمني جيد كما القصور في بعض المشروعات الجديدة كالامداد بالوقود واستكمال بعض التجهيزات واللجوء لهذه الحلول المضحكة يحمل في طياته بعض الشبهات وان لم يكن ذلك فان صانعي القرار في هذا القطاع يفتقدون للمقدرة الفنية لمعالجة مشاكله علي الرغم من ان قطاع الكهرباء لديه من الكوادر الفنية المدربة علي اعلي المستويات.
4- مخطط تطوير طاقات الانتاج وشبكات النقل والتوزيع والذي نفذ وفق االاجال الزمنية المخطط لها وذلك لتلبية الطلب لمشروعات المخطط التنموي الضخم التي بلغ حجم مشروعاته 150مليار دولار في كافة المجالات والذي أضحي بعد 17 فبراير في ذمة التاريخ بينما الجزء الاكبر من مشروعات الكهرباء قد تم تنفيدها كما ان عملية انهيار المؤسسات الخدمية والانتاجية وهجرة ثلث السكان عوامل كلها ادت الي انخفاض الطلب علي الطاقه وبالتالي لا مبرر لظهور هذا العجز.
5- ألازمة في اعتقادي اسبابها قصور في الادارة من جهة وانعكاسات حالة الفوضي التي تسود البلاد نتيجة انهيارالدولة من جهة اخري وما صاحبها من استشراء للفساد كما ان عملية اقصاء وطرد بعض خبراء القطاع ساهم في تفاقم للمشكلة وعملية الاصلاح لا يمكن ان تتم بمعزل عن الظروف وفي الختام ليبيا تعيش ازمة خانقه في كافة المجالات الآمنية والسياسية والاقتصادية وأزمة الكهرباء هي الظاهر من هذه الازمة بحكم طبيعتها الخدمية وحساسيتها للمواطن فعيوبها ظاهره للعيان لا يمكن إخفائها.
اخيرا ان الازمة الحقيقية في ليبيا هي انهيار الدولة ومؤسساتها وافلاس نظام فبراير علي كافة الصعد وإصرار اصحاب هذا النظام ان الخير جاي في الوقت الذي دمركل شئ والبلد تقترب من حرب أهلية حقيقية بين شركاء الأمس في نظام فبراير.
م/ عمران ابو كراع
تم نقل الموضوع لقسم المقالات من قبل إدارة المنتدى .. كما ان الكلمات باللون الأخضر هي تعديل من الإدارة
الأحد مايو 31, 2015 3:20 pm من طرف الفارس الفارس
» الإتحاد الأوربي و ليبيا
الأحد مايو 31, 2015 3:15 pm من طرف الفارس الفارس
» مدينة سرت الليبية و الجفرة و مناطق الوسط تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش )
الأحد مايو 31, 2015 3:02 pm من طرف الفارس الفارس
» سرت و نقص البنزين
السبت مايو 16, 2015 2:28 pm من طرف الفارس الفارس
» حديث اخضر اللثام للمنظمات الحقوقية عن مايحدث في طرابلس و ورشفانة
الخميس أبريل 30, 2015 8:24 am من طرف عائشة القذافي
» الدكتور مصطفى الزائدي - Dr.Mustafa El Zaidi
الأربعاء أبريل 29, 2015 7:54 am من طرف عائشة القذافي
» بقلم الأستاذ : هشام عراب .
الأربعاء مارس 18, 2015 10:43 am من طرف عائشة القذافي
» نبوءة القذافي يحقّقها آل فبراير، ويقرّ بها العالم ،،
الأربعاء مارس 04, 2015 8:53 pm من طرف عائشة القذافي
» توفيق عكاشة يهدد التنظيم و يطالب أهالي سرت بعدم الذهاب للجامعة
الثلاثاء مارس 03, 2015 10:34 pm من طرف عائشة القذافي
» منظمة ضحايا لحقوق الانسان Victims Organization for Human Rights
الأربعاء يناير 21, 2015 8:49 am من طرف عائشة القذافي
» الدكتور مصطفى الزائدي - Dr.Mustafa El Zaidi
الأربعاء يناير 21, 2015 8:30 am من طرف عائشة القذافي
» معمر القذافي علي قيد الحياة بالدليل القاطع
الإثنين ديسمبر 08, 2014 8:24 pm من طرف الفارس الفارس