إفريقيا في حاجة ماسة للإستقرار و المرجعية
المرحلة الأولى لإفريقيا: هي مرحلة التحرر من الاستعمار المباشر ، وتحققت على يد القادة المؤسسين لإفريقيا الحديثة.. وقد أدى استمرارهم في القيادة إلى تثبيت استقلال الدول الإفريقية .. وإلى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية. وقد حققوا تلك الإنجازات لأنهم لم يأتوا بالانتخابات .. ولم يستمروا في القيادة بالانتخابات أي أن قيادتهم لم تكن دورية مؤقتة بفترة انتخابية؛ إذ إن استمرارهم في القيادة كان نتيجة شرعية نضالية مدى الحياة .
وقد تآمر الاستعمارـ الذي حرروا شعوبهم من سيطرته ـ وأعوانه على أولئك القادة لينهي استمرارهم في القيادة ، لكي يجهض برنامجهم التحرري.. وهكذا أطيح بكوامي نكروما، وموديبو كيتا وغيرهما وقتل لومومبا على سبيل المثال .
المرحلة الثانية: هي دخول القارة في مسلسل الانقلابات العسكرية.. وفقد الاستقرار في إفريقيا.. وأصبح البرنامج الوطني الأهم هو البرنامج الأمني لنظام الحكم العسكري . وأهملت بطبيعة الحال الجوانب الاقتصادية، والاجتماعية .
المرحلة الثالثة: هي التحول إلى التعددية الحزبية ونظام الانتخابات .
وهو الأسلوب المستورد من الغرب الاستعماري.. الذي فرض على الأفارقة كشرط للمساعدات الاقتصادية . وهكذا دخلت إفريقيا مرة أخرى في مرحلة عدم الاستقرار ، حيث صارت الانتخابات مثل الانقلابات .. الفرق الوحيد هو أن الانقلابات عسكرية .. والانتخابات مدنية بسبب عدم استمرار القيادة السياسية وبحكم نظرية تداول السلطة لم ولن تتمكن أي قيادة سياسية من إتمام برنامجها التنموي الاقتصادي والاجتماعي .. وصارت تمشية للوقت حتى نهاية الولاية المحتومة بأي شكل هي ديدان القيادات السياسية الإفريقية المنتخبة.
المرحلة الحالية الناتجة عن الانتخابات: هي التمرد.. وبداية الإطاحة مرة أخرى بالقيادات المنتخبة قبل إتمام مدتها الدستورية، وعدم القبول بنتائج الانتخابات مصحوبة بإثارة قبلية وجهوية وديمغرافية الحدود، ومذهبية أحيانا. من أمثلة ذلك: ليبيريا، ساحل العاج، غينيا بيساو، ساتومي وبرانسيب وإفريقيا الوسطى وتشاد والسودان والجزائر حتى الآن .
ثمة قيادات جاءت بسبب ثورات داخلية ، أو حرب تحريرية مدفوعة برغبات تقدمية، هذه القيادات تفترض أن لها برامج ثورية لتغيير واقع المجتمعات الإفريقية، ولكنها ورطت نفسها وفرض عليها أن تدخل في لعبة التعددية الحزبية ولعبة الانتخابات وبالتالي حرمت تلك المجتمعات من تحقيق تلك البرامج الثورية لأن تلك القيادات تفقد موقعها القيادي بحكم تداول السلطة .
مثال على ذلك : زمبابوي.. موزمبيق.. جنوب إفريقيا.. ناميبيا.. أوغندا.. أثيوبيا.. إرتريا.. بوركينا فاسو .. السنغال إلى آخر القيادات الجادة التي لها الإرادة في تحقيق التقدم .
إذن إفريقيا في حاجة ماسة إلى الاستقرار السياسي الذي تأكد أن نظام تداول السلطة لم ولن يحققه.. وبدون استقرار سياسي لا يمكن إنجاز أي برامج اقتصادية تحولية استراتيجية .
ومن عوامل الاستقرار استمرار القيادة السياسية ، ووجود المرجعية السياسية والاجتماعية والقانونية .
إن العالم الغربي يتمتع بهذه المزايا. وإفريقيا تقلده دون أن تكون لها هذه المزايا .
إن الملكيات الغربية لاتحكم ولكنها تشكل مرجعية لا غنى عنها ، خاصة عند الأزمات . وفي حالة عدم وجود هذه الملكيات ثمة مرجعية دستورية تحل محلها، يفرض القانون احترامها، والخضوع لأحكامها، مثل المحاكم الدستورية.. المحاكم العليا على مستوى الدولة .. وهذه لا تتوفر في الدول الإفريقية ، وإن وجدت فهي شكلية .
على إفريقيا أن تفكر وتتدبّر على أي مستوى من المستويات حالاً لتحل معضلة الاستقرار والمرجعية .
بقلم : العقيد معمر القذافي
بتاريخ : 24-06-2004 إفرنجي
المرحلة الأولى لإفريقيا: هي مرحلة التحرر من الاستعمار المباشر ، وتحققت على يد القادة المؤسسين لإفريقيا الحديثة.. وقد أدى استمرارهم في القيادة إلى تثبيت استقلال الدول الإفريقية .. وإلى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية. وقد حققوا تلك الإنجازات لأنهم لم يأتوا بالانتخابات .. ولم يستمروا في القيادة بالانتخابات أي أن قيادتهم لم تكن دورية مؤقتة بفترة انتخابية؛ إذ إن استمرارهم في القيادة كان نتيجة شرعية نضالية مدى الحياة .
وقد تآمر الاستعمارـ الذي حرروا شعوبهم من سيطرته ـ وأعوانه على أولئك القادة لينهي استمرارهم في القيادة ، لكي يجهض برنامجهم التحرري.. وهكذا أطيح بكوامي نكروما، وموديبو كيتا وغيرهما وقتل لومومبا على سبيل المثال .
المرحلة الثانية: هي دخول القارة في مسلسل الانقلابات العسكرية.. وفقد الاستقرار في إفريقيا.. وأصبح البرنامج الوطني الأهم هو البرنامج الأمني لنظام الحكم العسكري . وأهملت بطبيعة الحال الجوانب الاقتصادية، والاجتماعية .
المرحلة الثالثة: هي التحول إلى التعددية الحزبية ونظام الانتخابات .
وهو الأسلوب المستورد من الغرب الاستعماري.. الذي فرض على الأفارقة كشرط للمساعدات الاقتصادية . وهكذا دخلت إفريقيا مرة أخرى في مرحلة عدم الاستقرار ، حيث صارت الانتخابات مثل الانقلابات .. الفرق الوحيد هو أن الانقلابات عسكرية .. والانتخابات مدنية بسبب عدم استمرار القيادة السياسية وبحكم نظرية تداول السلطة لم ولن تتمكن أي قيادة سياسية من إتمام برنامجها التنموي الاقتصادي والاجتماعي .. وصارت تمشية للوقت حتى نهاية الولاية المحتومة بأي شكل هي ديدان القيادات السياسية الإفريقية المنتخبة.
المرحلة الحالية الناتجة عن الانتخابات: هي التمرد.. وبداية الإطاحة مرة أخرى بالقيادات المنتخبة قبل إتمام مدتها الدستورية، وعدم القبول بنتائج الانتخابات مصحوبة بإثارة قبلية وجهوية وديمغرافية الحدود، ومذهبية أحيانا. من أمثلة ذلك: ليبيريا، ساحل العاج، غينيا بيساو، ساتومي وبرانسيب وإفريقيا الوسطى وتشاد والسودان والجزائر حتى الآن .
ثمة قيادات جاءت بسبب ثورات داخلية ، أو حرب تحريرية مدفوعة برغبات تقدمية، هذه القيادات تفترض أن لها برامج ثورية لتغيير واقع المجتمعات الإفريقية، ولكنها ورطت نفسها وفرض عليها أن تدخل في لعبة التعددية الحزبية ولعبة الانتخابات وبالتالي حرمت تلك المجتمعات من تحقيق تلك البرامج الثورية لأن تلك القيادات تفقد موقعها القيادي بحكم تداول السلطة .
مثال على ذلك : زمبابوي.. موزمبيق.. جنوب إفريقيا.. ناميبيا.. أوغندا.. أثيوبيا.. إرتريا.. بوركينا فاسو .. السنغال إلى آخر القيادات الجادة التي لها الإرادة في تحقيق التقدم .
إذن إفريقيا في حاجة ماسة إلى الاستقرار السياسي الذي تأكد أن نظام تداول السلطة لم ولن يحققه.. وبدون استقرار سياسي لا يمكن إنجاز أي برامج اقتصادية تحولية استراتيجية .
ومن عوامل الاستقرار استمرار القيادة السياسية ، ووجود المرجعية السياسية والاجتماعية والقانونية .
إن العالم الغربي يتمتع بهذه المزايا. وإفريقيا تقلده دون أن تكون لها هذه المزايا .
إن الملكيات الغربية لاتحكم ولكنها تشكل مرجعية لا غنى عنها ، خاصة عند الأزمات . وفي حالة عدم وجود هذه الملكيات ثمة مرجعية دستورية تحل محلها، يفرض القانون احترامها، والخضوع لأحكامها، مثل المحاكم الدستورية.. المحاكم العليا على مستوى الدولة .. وهذه لا تتوفر في الدول الإفريقية ، وإن وجدت فهي شكلية .
على إفريقيا أن تفكر وتتدبّر على أي مستوى من المستويات حالاً لتحل معضلة الاستقرار والمرجعية .
بقلم : العقيد معمر القذافي
بتاريخ : 24-06-2004 إفرنجي
الأحد مايو 31, 2015 3:20 pm من طرف الفارس الفارس
» الإتحاد الأوربي و ليبيا
الأحد مايو 31, 2015 3:15 pm من طرف الفارس الفارس
» مدينة سرت الليبية و الجفرة و مناطق الوسط تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش )
الأحد مايو 31, 2015 3:02 pm من طرف الفارس الفارس
» سرت و نقص البنزين
السبت مايو 16, 2015 2:28 pm من طرف الفارس الفارس
» حديث اخضر اللثام للمنظمات الحقوقية عن مايحدث في طرابلس و ورشفانة
الخميس أبريل 30, 2015 8:24 am من طرف عائشة القذافي
» الدكتور مصطفى الزائدي - Dr.Mustafa El Zaidi
الأربعاء أبريل 29, 2015 7:54 am من طرف عائشة القذافي
» بقلم الأستاذ : هشام عراب .
الأربعاء مارس 18, 2015 10:43 am من طرف عائشة القذافي
» نبوءة القذافي يحقّقها آل فبراير، ويقرّ بها العالم ،،
الأربعاء مارس 04, 2015 8:53 pm من طرف عائشة القذافي
» توفيق عكاشة يهدد التنظيم و يطالب أهالي سرت بعدم الذهاب للجامعة
الثلاثاء مارس 03, 2015 10:34 pm من طرف عائشة القذافي
» منظمة ضحايا لحقوق الانسان Victims Organization for Human Rights
الأربعاء يناير 21, 2015 8:49 am من طرف عائشة القذافي
» الدكتور مصطفى الزائدي - Dr.Mustafa El Zaidi
الأربعاء يناير 21, 2015 8:30 am من طرف عائشة القذافي
» معمر القذافي علي قيد الحياة بالدليل القاطع
الإثنين ديسمبر 08, 2014 8:24 pm من طرف الفارس الفارس