الإستفتــــــــــــــــــاء

الإستفتــــــــــاء



الاستفتاء تدجيل على الديمقراطية . ان الذين يقولون (نعم) و الذين يقولون (لا) لم يعبروا في الحقيقة عن ارادتهم ، بل الجموا بحكم مفهوم الديمقراطية الحديثة ولم يسمح لهم بالتفوه إلا بكلمة وحدة وهي اما (نعم) و اما (لا) !! إن ذلك أقسى و أقصى نظام دكتاتوري كبحي . ان الذي يقول (لا) يجب أن يعبر عن سبب ذلك . و لماذا لم يقول (نعم) يجب أن يعال هذه الموافقة ، ولماذا لم يقال (لا) وماذا يريد كل واحد ، و ما سبب الموافقة أو الرفض !!

إذاً ماهو الطريق الذي ينبغي أن تسلكه الجماعات البشرية لتتخلص نهائياً من عصور الاستبداد و الدكتاتورية ؟.

بما أن المشكل المستعصي في قضية الديمقراطية هو أداة الحكم الذي عبرت عنه الصراعات الحزبية و الطبقية و الفردية ، و ما ابتداع وسائل الانتخابات و الاستفتاء الا تغطية لفشل تلك التجارب الناقصة في حل هذه المشكلة - إذاً الحل يكمن في ايجاد أداة حكم ليست واحدة في كل تلك الأدوات محل الصراع ، و التي لا تمثل الا جانباً واحداً من المجتمع ، أي ايجاد أداة حكم ليست حزبا و لا طبقة و لا طائفة ولا قبيلة ، بل أداة حكم هي الشعب كله .. و ليست ممثلة عنه و لا نائبة . ( فلا نيابة عن الشعب ) و ( التمثيل تدجيل ). و إذا أمكن إيجاد تلك الأداة ، إذاً انحلت المشكلة و تحققت الديمقراطية الشعبية . و تكون الجماعات البشرية قد انهت عصور الاستبداد و النظم الدكتاتورية و حلت محلها سلطة الشعب .

إن الكتاب الأخضر يقدم الحل النهائي لمشكلة أدة الحكم ، و يرسم الطريق أمام الشعوب ، لتعبر عصر الدكتاتوريات إلى عصور الديمقراطية الحقيقية .

إن هذه النظرية الجديدة تقوم على أساس سلطة الشعب دون نيابة أو تمثيل .. و تحقق ديمقراطية مباشرة بشكل منظم و فعال ، غير تلك المحاولات القديمة للديمقراطية المباشرة المفتقرة إلى إمكانية التطبيق على أرض الواقع و الخالية من الجدية لفقدانها للتنظيم الشعبي على المستويات الدنيا .


alfkr.alaghther
المدير العام

http://alfkr-alaghther.montadarabi.com