لقد تابعنا جميعا الأحداث المتسارعه في الفترة الأخيرة .. و كان هناك الكثير من التعتيم تارة و الخلط تارة أخرى .. حول ما حقيقه هذه الأحداث و من المستفيد منها .. و هل فعلا مصراته بهذه الدرجه من الغباء لكي تهجم على طرابلس بكل هذه القوة العسكرية الثقيلة منها و الخفيفه خاصه في هذا الجو المحتقن في الشارع الطرابلسي من المليشيات المسلحة و جرائمها ؟؟ هل فعلاً قررت الخروج من مصراته عسكريا و سياسياً ؟ هل أخيرا شبعوا رؤسها من سرقه المال العام و الميزانيات ؟ هل يوجد لديهم مصدر دخل أخر كمدينه تريد الإستقلاليه بمصاردها الإقتصاديه ؟؟ هذه الأسئلة و غيرها تطرق لدى المتابع الكثير من النواقيس .. لكن لماذا هذا الصمت المطبق على رئيس ما يسمى المؤتمر الوطني ؟؟ لماذا هذا الصمت من حكومه المستوردين و وزرائها ؟؟ .. 

لكي نستطيع تحليل كل هذه المعطيات المتشابكه و المتقاطعه و المتوازيه في أحيان أخرى علينا الرجوع عدة خطوات للخلف و نعيد مشاهده المشهد من زاويه المحلل و بشكل عقلاني و بعيداً عن العاطفيه و الحماس .. لكن قبل ذلك علينا ان ندرك حقيقه علميه هي ان الجموع عندما تغضب تصبح مثل سيل الوادي يصعب إيقافه او الوقوف في وجه لكن يمكن توجيهه من قبل من لديه الخبره و الدرايه المسبقه بحركته .. عليه سوف نبدأ في تحليل ماذا حدث .

قامت مصراته بإستفزاز الشارع و فتحت أبواب جهنم عليها و على باقي المليشيات .. فوضعت مجموعه من المليشيات المستهدفه أولها مليشيات مصراته في غرور ثم مليشيات القعقاع الزنتانيه و تأتي باقي القائمه .. بعد هذه الأحداث قررت مصراته سحب جميع قواتها من طرابلس و حل محلها قوات درع ليبيا المنطقه الوسطى ( 90% من مكوناتها من مصراته و أتباعها ) و بعد خروج كتيبة مصراته فوجئنا بأن لدينا جيش كان محتبئ في مكان ما لمدة ثلاث أعوام و الملفت ان أغلب أفراد هذا الجيش عليهم ملامح الجماعات الإسلاميه و هذا ما لاحظه الجميع .. و كانت عمليه الإنسحاب و ظهور الجيش عباره عن سيناريو معد مسبقاً .. الذي حدث انه خرجت هذه المجموعه غيرت ملابسها و سياراتها و رجعت بإسم الجيش ( الجيش الذي كان يجهز فيه المنقوش ) و شاهدنا جميعا مسرحية إستقبال مصراته لأبنائها و ما خرج من تهديدات على شبكة المعلومات الدوليه من أناس مصاريت كل هذا كأنه لإثبات أننا خرجنا و لم نعود موجودين ..

الأن جاء الدور على كتيبه القعقاع الزنتانيه الشعب يريد إخراجها كما أخرج المصاريت .. لكن الغريب لم نسمع أي شي عن النواصي او عن عبد الحكيم بالحاج .. هل هم جيش نظامي ؟؟ بل هم من ضمن الخطة المعدة مسبقا .. سوف يتم الخروج في مضاهرات و إخراج الزنتان بعد ان يسقط عدد من القتلى أثناء المظاهرات و سوف يأتي الجيش الأخير ليبسط الأمن (( جيش مصراته )) و هكذا يتم إخراج الزنتان و السيطره على طرابلس من قبل الجماعات الإسلاميه المصراتيه و أتباعها و يتم إضاف العاصمه لمجموعه المدن الموضوعه تحت سيطرت الإخوان و ما يتبعها .. من شرق ليبيا الحبيب إلى ترهونه و سرت و أغلب الوسط و الجنوب .. لنجد أن مصراته التي كانت تسيطر على 75% من طرابلس أصبحت تسيطر على 99.9% منها .

لكن لماذا هذا الإستهداف لقوات الزنتان في العاصمه و لماذا هذا التوقيت ؟؟

إن الزنتان ليست مثل مصراته التي تحكمها أديلوجيا و عقيده و لديها اهداف محدده مسبقة و هي إقامة الإماره الإسلاميه لذلك نلاحظ دعم قطر و تركيا لها . بينما الزنتان هي قوة مأسسه على أساس قبلي من دون أي إنتماء عقائدي و هي القوه الوحيده التي تستطيع الوقوف في وجه مخطط مصراته في العاصمه .. و فيما يخص هذا التوقيت فمن الصدفه أن تم كل هذا بعد كلام أمر كتيبه أبوبكر الصديق التي تقوم بحراسه سيف الإسلام في لقاء قناه العاصمه معه على إثر لقاء سيف الإسلام .. عندما قال اننا نراقب و أن مصلحة الوطن هي فوق مصالحنا الشخصيه و نحن نرى مخططات خارجيه و سوف تأتي اللحظه التي سوف نضطر للتدخل لوقفها .. لذلك على الأحرار الإنتباه و التمعن و التفكير لكي لا تقوموا بمساعدة مخططاتهم من دون ان تشعروا و بحسن نيه .. هذا من وجهة نظري الشخصية المتواضعه و رأيت أن من واجبي وضعها بين أيديكم و مشاركتكم بها ..

بقلم : الجندي المجهول