20 /8 ذكرى سقوط العاصمة الليبية طرابلس، او "فتح مكة" بحسب ساركوزي، وللمناسبة نعيد نشر فقرتين من "القذافي يتكلم"...
-------------------------------------------------------
عندما يقاتل القذّافي بأسلحة رمادية
إنّه الخميس قائد «اللواء 32 المعزّز»؛ إنّه الرجل الذي أسماه المخرج إياه بــــ «جلّاد مصراتة» وردّدها خلفه من اعتبرهم العقيد «جزذانا»، كتعبير عن قساوته في تعامله مع تلك المدينة اللغز، مصراتة التي قال عنها الطليان بأنّها رأس الأفعى كلّما كانت ليبيا أفعى. الخميس هو جلّاد مصراتة أم قاتل رأس الأفعى، وكيف يمكن التعاطي مع رأس الأفعى؟، لا بل كيف سبق للمستعمر الطلياني أنْ تعامل معها؟.
لكنّ السؤال الأبرز هو: هل واجهت وقاتلت مصراتة المستعمر الطلياني بالقوة والحقد نفسيهما اللذَيْن قاتلت بهما خميس معمّر القذّافي؟.
بالتأكيد لا يمكن لأحد أن يعطي الجواب على هذا السؤال إلّا معمّر القذّافي الذي ولحظة أسره كان أشبه بإسفنجة إمتصّت كلّ مكبوتات المصارتة، فكما هو معلوم، فإنّ ثوار مصراتة هم الذين تسلّموا جثة معمّر القذّافي الحيّة من الأميركيين. إنّ ما فعله الخميس في مصراتة كان بنظر الخبراء العسكريين ضرورياً لمنع ثوار هذه المدينة من الزحف غرباً باتجاه طرابلس، وقد اقتدر الخميس على ذلك، فمصراتة بقيت في مصراتة حتى لحظة سقوط طرابلس، والأميركيون ومعهم كلّ العالم يدركون جيداً أنّه لو كان هدف القذّافي وخميسه إبادة مصراتة لحدث ذلك في الأسابيع الأولى ولأصبح أيّ ذكر لمصراتة بعد ذلك كمن يذكر ميتاً.
هذا الكلام يجرُّنا إلى مجموعة من الأسئلة، الإجابة عنها تُبرز وبشكل موضوعي وربما للمرّة الأولى صورة وعقل وقلب معمّر القذّافي:
ــــــ لماذا لم يتّبع القذّافي سياسة الأرض المحروقة مع مصراتة؟
ــــــ لماذا لم يتّبع هذه السياسة مع كل المدن والواحات الليبية «الثائرة»؟
ــــــ لماذا لم يحرُق القذّافي النفط الليبي ويفجِّر أنابيبه ومنابعه ومصبّاته ومرافئه؟
ــــــ لماذا لمْ يفجّر القذّافي النهر الصناعي العظيم بأنابيبه الضخمة وشبكته الممتدة آلافاً من الكيلومترات على امتداد القارة الليبية؟
ــــــ لماذا لم يُصفِّ القذّافي كلّ من توجَّس منهم خيانة أو شكّاً؟
ــــــ لماذا لم يَحُلْ القذّافي دون هروب الرائد عبد السلام جلّود مثلاً وكان بإمكانه أنْ يفعل؟
ــــــ لماذا لم يقُمْ القذّافي، وهو في زمن تلقّي الطعنات الطعنة تلو الأخرى من أقرب الأقربين، بنقل البرّاني اشكال من رئاسة كتيبته الخاصة إلى موقع آخر حتى لا نقول اعتقاله، وهو الذي، أيّ القذّافي، يعي تمام الوعي أنّ لهذا الأخير أكثر من باعث يدفعه لطعنه بخنجر قذّافي السمّ؟.
القذّافي لم يقُمْ بأيّ واحدة من تلك الإجراءات وغيرها لمجموعة من الأسباب الأكثر من مهمة، وهي:
أولاً، أدار القذّافي معركته بمنطق القائد المسؤول الذاهب إلى النصر، فتفوّقه العسكري الكبير على الثوار رغم حصول هؤلاء على أسلحة متطوِّرة أمدَّهم بها الناتو عبر المعابر البرية والبحرية وعبر الطائرات العمودية من جهة، ورهانه على قِصر نَفس الدول الغربية في الإستمرار في القتال والقصف من جهة أخرى، عاملان جدّ مهمين دفعا القذّافي إلى منح نفسه جرعات مُضافة من الثقة ليس فقط بقرار الحرب وإنّما بخوضها وفق الرؤية التي رسمها.
ثانياً، كان القذّافي مدركاً أنّ قسماً كبيراً من الشعب الليبي ما زال مؤيّداً له وسائراً معه في معركته بوجه القسم الآخر وبوجه الحلف الأطلسي، وهو ما يعني أنّ القذّافي كان يعدِل ويثني نفسه عن أيّ إجراء من الإجراءات المذكورة أعلاه، لأنّ مثل هكذا إجراء سيصيب مؤيديه قبل معارضيه، وهو ما يعني أيضاً أنّ القذّافي بذلك نحّى لعبة «عليَّ وعلى أعدائي» جانباً، لأنّ الــــ «عليّ»، تعني الــــ «علينا».
ثالثاً، لعبة المناورة القبلية لعبها القذّافي حتى ما قبل لحظات لفظ أنفاسه الأخيرة، فالتخلّص من بعض الأشخاص والشخصيّات ذوي التأثير السلبي في المعركة لم يستخدمه القذّافي لإدراكه العميق أنّ تغييب أيّ شخصية يستدعي بالضرورة تشيُّع شرائح قبلية ضده يحتاجها أكثر من أيّ وقت مضى، فعدم إحراج عبد الله السنوسي مثلاً أمام قبيلته «المقارحة» دَفَعَ القذّافي إلى دَفْعِ ثمن طعنة عبد السلام جلّود الأخيرة، وهو الثمن الذي ربّما سيحيله السّنوسي رصيداً كبيراً في لحظات يُريد بها دفْع الأمور نحو استعادة الشرعيّة المُطاح بها بقوّةِ اللاشرعية.
ولأجل الإعتبارات القبلية ذاتها، قبض القذّافي على الجمر، فغامر بإبقاء «ابن عمّه اللواء البرّاني اشكال» المشكوك فيه بشدة، في منصبه شديد الحساسية وذلك تحاشياً لفرط عقد القذاذفة كقبيلة ظلّت في سوادها الأعظم وحتى اللحظات السرتاوية الأخيرة، مقاتلاً شرساً إلى جانب القذّافي ضد الحلف الأطلسي وأتباعه، وهو التحاشي الذي قوَّى من قريرة البرّاني اشكال في ارتكاب فعلته في اللحظة الحاسمة التي معها أصبح سقوط طرابلس قاب قوسين أو أدنى، لكن ما هي المحرّضات والوقائع التي كان عليها أنْ تدفع بالزعيم الليبي لعزل ابن عمّه اللواء البرّاني اشكال عن منصبه الحسّاس المتمثّل في قيادة قوّة حماية باب العزيزية وطرابلس؟.
عندما يقاتل القذّافي بأسلحة سوداء
الإجابة عن السؤال أعلاه لا تحتمل التحليلات والتنبؤات؛ وهي الإجابة التي قيل وأثير حولها الكثير من الكلام وكان هناك شبه إجماع على أنّ البرّاني اشكال كان ينتظر اللحظة القاتلة لرفع يده عن حماية ابن عمّه العقيد ثأراً لــــ «الحسن اشكال»، فالإجابة الشافية هي فقط تلك النابعة والمتسرّبة والمتولّدة من معلومات الأيام الأخيرة التي دارت بين القذّافي وقياداته العسكرية حيث أخبرني أحد الأصدقاء المقرّبين من الدائرة القذّافية الضيّقة بما يلي:
«بعدما أصبح الثوار على مشارف مدينة الزاوية، أي على مرمى قنبلة يدوية من طرابلس، عُقد اجتماع حضره إلى العقيد القذّافي ونجليه سيف الإسلام وخميس كل من: اللواء الهادي امبيريش، اللواء البرّاني اشكال، اللواء سعد مسعود، اللواء منصور ضوّ، اللواء ناجي حرير، اللواء عبد الله السّنوسي وأغلبية القيادات العسكرية الموجودة في مدينة طرابلس يومذاك.
ويقول أحد كبار العسكريين المشاركين في اللقاء، أنّه وقبل سقوط طرابلس:
تركّز النقاش في الإجتماع المذكور على التطورات الميدانية العسكرية وأهمية وضع خطة دفاعية لحماية طرابلس والدفاع عنها، وقام القائد القذّافي بتكليف اللواء البرّاني اشكال بوضع الخطّة، لكنّ هذا الأخير أجاب ما حرفيته: «لا توجد لدي قوّات كافية لمثل هذه الخطّة، والقوّات الموجودة لدي عددها بسيط 250 عنصر، ويا دوب تكفي لحماية باب العزيزية، وإنّ معظم القوّات موجودة على الجبهات، فاعطوني جيشاً وزوِّدوا لي العناصر، وأنا حاضر».
عندها كلّف القائد القذّافي، (إبن عمّه الآخر) اللواء «ناجي مسعود حرير القذّافي» بوضع الخطّة الدفاعية لطرابلس، طبعاً (يُضيف صديقي عن لسان أحد كبار العسكريين المشاركين في الإجتماع)، الخطّة لم توضع، والمدينة سقطت وهي بدون خطة دفاعية».
أمام هذا الكلام الأكثر من خطير والأكثر من مهم لن نكتفي بوضع عبارة (لا تعليق) وإنّما من المفيد والأهمّ أنْ نطرح التساؤلات التالية:
1 ــــــ لماذا سارع البرّاني اشكال إلى القول لسيّده وقائده الأعلى بأنّه لا يحوز على العناصر العسكرية اللازمة لجعل الخطّة الدفاعية التي أمره بها القذّافي موضع التطبيق، وبأنّ المتوّفر لديه وتحت إمرته فقط هو 250 عنصراً، وهل أنّ الرقم الذي ذكره اشكال هذا هو رقم صحيح أمْ غير صحيح ويهدف من خلال عدم صحته إلى الهروب من إنجاز الخطّة المأمور بها؟.
2 ــــــ عندما عزل القائد الأعلى اللواء البرّاني اشكال ضمنياً من خلال تجيير التكليف للواء ناجي مسعود حرير القذّافي، لماذا لم يضع هذا الأخير الخطّة المأمور بها بدوره، ولماذا بالتالي لم تُبصر تلك الخطّة النور؟.
3 ــــــ هل أنّ إدارة حرير هذا ظهره للخطّة كان نابعاً من المصدر نفسه والسبب الذي أدلى به صديقه الإشكال، أي أنّ حرير بدوره لا يرأس العناصر التي تتطلّبها الخطّة أم أنّ هناك أمراً آخر دعاه إلى إدارة الظهر؟.
4 ــــــ من يمكنه أنْ يثبت بأنّ هناك تنسيقاً مسبقاً بين حرير ـــــ اشكال، حال دون تشكيل القوة الدفاعية لطرابلس تحت إطار الخطة التي أمر القذّافي كِلا المرؤوسين بإنجازها، وهل أنّ المأمور حرير قد قال لقائده يومها أمرك سيّدي، بما يشي بأنّه سينفّذ موضوع التكليف ومن ثم تلكّأ، أمْ أنّ هناك أمراً آخر قد حصل أثناء الإجتماع لم يُرِد صديق صديقنا الإفصاح عنه؟.
-------------------------------------------------------
عندما يقاتل القذّافي بأسلحة رمادية
إنّه الخميس قائد «اللواء 32 المعزّز»؛ إنّه الرجل الذي أسماه المخرج إياه بــــ «جلّاد مصراتة» وردّدها خلفه من اعتبرهم العقيد «جزذانا»، كتعبير عن قساوته في تعامله مع تلك المدينة اللغز، مصراتة التي قال عنها الطليان بأنّها رأس الأفعى كلّما كانت ليبيا أفعى. الخميس هو جلّاد مصراتة أم قاتل رأس الأفعى، وكيف يمكن التعاطي مع رأس الأفعى؟، لا بل كيف سبق للمستعمر الطلياني أنْ تعامل معها؟.
لكنّ السؤال الأبرز هو: هل واجهت وقاتلت مصراتة المستعمر الطلياني بالقوة والحقد نفسيهما اللذَيْن قاتلت بهما خميس معمّر القذّافي؟.
بالتأكيد لا يمكن لأحد أن يعطي الجواب على هذا السؤال إلّا معمّر القذّافي الذي ولحظة أسره كان أشبه بإسفنجة إمتصّت كلّ مكبوتات المصارتة، فكما هو معلوم، فإنّ ثوار مصراتة هم الذين تسلّموا جثة معمّر القذّافي الحيّة من الأميركيين. إنّ ما فعله الخميس في مصراتة كان بنظر الخبراء العسكريين ضرورياً لمنع ثوار هذه المدينة من الزحف غرباً باتجاه طرابلس، وقد اقتدر الخميس على ذلك، فمصراتة بقيت في مصراتة حتى لحظة سقوط طرابلس، والأميركيون ومعهم كلّ العالم يدركون جيداً أنّه لو كان هدف القذّافي وخميسه إبادة مصراتة لحدث ذلك في الأسابيع الأولى ولأصبح أيّ ذكر لمصراتة بعد ذلك كمن يذكر ميتاً.
هذا الكلام يجرُّنا إلى مجموعة من الأسئلة، الإجابة عنها تُبرز وبشكل موضوعي وربما للمرّة الأولى صورة وعقل وقلب معمّر القذّافي:
ــــــ لماذا لم يتّبع القذّافي سياسة الأرض المحروقة مع مصراتة؟
ــــــ لماذا لم يتّبع هذه السياسة مع كل المدن والواحات الليبية «الثائرة»؟
ــــــ لماذا لم يحرُق القذّافي النفط الليبي ويفجِّر أنابيبه ومنابعه ومصبّاته ومرافئه؟
ــــــ لماذا لمْ يفجّر القذّافي النهر الصناعي العظيم بأنابيبه الضخمة وشبكته الممتدة آلافاً من الكيلومترات على امتداد القارة الليبية؟
ــــــ لماذا لم يُصفِّ القذّافي كلّ من توجَّس منهم خيانة أو شكّاً؟
ــــــ لماذا لم يَحُلْ القذّافي دون هروب الرائد عبد السلام جلّود مثلاً وكان بإمكانه أنْ يفعل؟
ــــــ لماذا لم يقُمْ القذّافي، وهو في زمن تلقّي الطعنات الطعنة تلو الأخرى من أقرب الأقربين، بنقل البرّاني اشكال من رئاسة كتيبته الخاصة إلى موقع آخر حتى لا نقول اعتقاله، وهو الذي، أيّ القذّافي، يعي تمام الوعي أنّ لهذا الأخير أكثر من باعث يدفعه لطعنه بخنجر قذّافي السمّ؟.
القذّافي لم يقُمْ بأيّ واحدة من تلك الإجراءات وغيرها لمجموعة من الأسباب الأكثر من مهمة، وهي:
أولاً، أدار القذّافي معركته بمنطق القائد المسؤول الذاهب إلى النصر، فتفوّقه العسكري الكبير على الثوار رغم حصول هؤلاء على أسلحة متطوِّرة أمدَّهم بها الناتو عبر المعابر البرية والبحرية وعبر الطائرات العمودية من جهة، ورهانه على قِصر نَفس الدول الغربية في الإستمرار في القتال والقصف من جهة أخرى، عاملان جدّ مهمين دفعا القذّافي إلى منح نفسه جرعات مُضافة من الثقة ليس فقط بقرار الحرب وإنّما بخوضها وفق الرؤية التي رسمها.
ثانياً، كان القذّافي مدركاً أنّ قسماً كبيراً من الشعب الليبي ما زال مؤيّداً له وسائراً معه في معركته بوجه القسم الآخر وبوجه الحلف الأطلسي، وهو ما يعني أنّ القذّافي كان يعدِل ويثني نفسه عن أيّ إجراء من الإجراءات المذكورة أعلاه، لأنّ مثل هكذا إجراء سيصيب مؤيديه قبل معارضيه، وهو ما يعني أيضاً أنّ القذّافي بذلك نحّى لعبة «عليَّ وعلى أعدائي» جانباً، لأنّ الــــ «عليّ»، تعني الــــ «علينا».
ثالثاً، لعبة المناورة القبلية لعبها القذّافي حتى ما قبل لحظات لفظ أنفاسه الأخيرة، فالتخلّص من بعض الأشخاص والشخصيّات ذوي التأثير السلبي في المعركة لم يستخدمه القذّافي لإدراكه العميق أنّ تغييب أيّ شخصية يستدعي بالضرورة تشيُّع شرائح قبلية ضده يحتاجها أكثر من أيّ وقت مضى، فعدم إحراج عبد الله السنوسي مثلاً أمام قبيلته «المقارحة» دَفَعَ القذّافي إلى دَفْعِ ثمن طعنة عبد السلام جلّود الأخيرة، وهو الثمن الذي ربّما سيحيله السّنوسي رصيداً كبيراً في لحظات يُريد بها دفْع الأمور نحو استعادة الشرعيّة المُطاح بها بقوّةِ اللاشرعية.
ولأجل الإعتبارات القبلية ذاتها، قبض القذّافي على الجمر، فغامر بإبقاء «ابن عمّه اللواء البرّاني اشكال» المشكوك فيه بشدة، في منصبه شديد الحساسية وذلك تحاشياً لفرط عقد القذاذفة كقبيلة ظلّت في سوادها الأعظم وحتى اللحظات السرتاوية الأخيرة، مقاتلاً شرساً إلى جانب القذّافي ضد الحلف الأطلسي وأتباعه، وهو التحاشي الذي قوَّى من قريرة البرّاني اشكال في ارتكاب فعلته في اللحظة الحاسمة التي معها أصبح سقوط طرابلس قاب قوسين أو أدنى، لكن ما هي المحرّضات والوقائع التي كان عليها أنْ تدفع بالزعيم الليبي لعزل ابن عمّه اللواء البرّاني اشكال عن منصبه الحسّاس المتمثّل في قيادة قوّة حماية باب العزيزية وطرابلس؟.
عندما يقاتل القذّافي بأسلحة سوداء
الإجابة عن السؤال أعلاه لا تحتمل التحليلات والتنبؤات؛ وهي الإجابة التي قيل وأثير حولها الكثير من الكلام وكان هناك شبه إجماع على أنّ البرّاني اشكال كان ينتظر اللحظة القاتلة لرفع يده عن حماية ابن عمّه العقيد ثأراً لــــ «الحسن اشكال»، فالإجابة الشافية هي فقط تلك النابعة والمتسرّبة والمتولّدة من معلومات الأيام الأخيرة التي دارت بين القذّافي وقياداته العسكرية حيث أخبرني أحد الأصدقاء المقرّبين من الدائرة القذّافية الضيّقة بما يلي:
«بعدما أصبح الثوار على مشارف مدينة الزاوية، أي على مرمى قنبلة يدوية من طرابلس، عُقد اجتماع حضره إلى العقيد القذّافي ونجليه سيف الإسلام وخميس كل من: اللواء الهادي امبيريش، اللواء البرّاني اشكال، اللواء سعد مسعود، اللواء منصور ضوّ، اللواء ناجي حرير، اللواء عبد الله السّنوسي وأغلبية القيادات العسكرية الموجودة في مدينة طرابلس يومذاك.
ويقول أحد كبار العسكريين المشاركين في اللقاء، أنّه وقبل سقوط طرابلس:
تركّز النقاش في الإجتماع المذكور على التطورات الميدانية العسكرية وأهمية وضع خطة دفاعية لحماية طرابلس والدفاع عنها، وقام القائد القذّافي بتكليف اللواء البرّاني اشكال بوضع الخطّة، لكنّ هذا الأخير أجاب ما حرفيته: «لا توجد لدي قوّات كافية لمثل هذه الخطّة، والقوّات الموجودة لدي عددها بسيط 250 عنصر، ويا دوب تكفي لحماية باب العزيزية، وإنّ معظم القوّات موجودة على الجبهات، فاعطوني جيشاً وزوِّدوا لي العناصر، وأنا حاضر».
عندها كلّف القائد القذّافي، (إبن عمّه الآخر) اللواء «ناجي مسعود حرير القذّافي» بوضع الخطّة الدفاعية لطرابلس، طبعاً (يُضيف صديقي عن لسان أحد كبار العسكريين المشاركين في الإجتماع)، الخطّة لم توضع، والمدينة سقطت وهي بدون خطة دفاعية».
أمام هذا الكلام الأكثر من خطير والأكثر من مهم لن نكتفي بوضع عبارة (لا تعليق) وإنّما من المفيد والأهمّ أنْ نطرح التساؤلات التالية:
1 ــــــ لماذا سارع البرّاني اشكال إلى القول لسيّده وقائده الأعلى بأنّه لا يحوز على العناصر العسكرية اللازمة لجعل الخطّة الدفاعية التي أمره بها القذّافي موضع التطبيق، وبأنّ المتوّفر لديه وتحت إمرته فقط هو 250 عنصراً، وهل أنّ الرقم الذي ذكره اشكال هذا هو رقم صحيح أمْ غير صحيح ويهدف من خلال عدم صحته إلى الهروب من إنجاز الخطّة المأمور بها؟.
2 ــــــ عندما عزل القائد الأعلى اللواء البرّاني اشكال ضمنياً من خلال تجيير التكليف للواء ناجي مسعود حرير القذّافي، لماذا لم يضع هذا الأخير الخطّة المأمور بها بدوره، ولماذا بالتالي لم تُبصر تلك الخطّة النور؟.
3 ــــــ هل أنّ إدارة حرير هذا ظهره للخطّة كان نابعاً من المصدر نفسه والسبب الذي أدلى به صديقه الإشكال، أي أنّ حرير بدوره لا يرأس العناصر التي تتطلّبها الخطّة أم أنّ هناك أمراً آخر دعاه إلى إدارة الظهر؟.
4 ــــــ من يمكنه أنْ يثبت بأنّ هناك تنسيقاً مسبقاً بين حرير ـــــ اشكال، حال دون تشكيل القوة الدفاعية لطرابلس تحت إطار الخطة التي أمر القذّافي كِلا المرؤوسين بإنجازها، وهل أنّ المأمور حرير قد قال لقائده يومها أمرك سيّدي، بما يشي بأنّه سينفّذ موضوع التكليف ومن ثم تلكّأ، أمْ أنّ هناك أمراً آخر قد حصل أثناء الإجتماع لم يُرِد صديق صديقنا الإفصاح عنه؟.
الأحد مايو 31, 2015 3:20 pm من طرف الفارس الفارس
» الإتحاد الأوربي و ليبيا
الأحد مايو 31, 2015 3:15 pm من طرف الفارس الفارس
» مدينة سرت الليبية و الجفرة و مناطق الوسط تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش )
الأحد مايو 31, 2015 3:02 pm من طرف الفارس الفارس
» سرت و نقص البنزين
السبت مايو 16, 2015 2:28 pm من طرف الفارس الفارس
» حديث اخضر اللثام للمنظمات الحقوقية عن مايحدث في طرابلس و ورشفانة
الخميس أبريل 30, 2015 8:24 am من طرف عائشة القذافي
» الدكتور مصطفى الزائدي - Dr.Mustafa El Zaidi
الأربعاء أبريل 29, 2015 7:54 am من طرف عائشة القذافي
» بقلم الأستاذ : هشام عراب .
الأربعاء مارس 18, 2015 10:43 am من طرف عائشة القذافي
» نبوءة القذافي يحقّقها آل فبراير، ويقرّ بها العالم ،،
الأربعاء مارس 04, 2015 8:53 pm من طرف عائشة القذافي
» توفيق عكاشة يهدد التنظيم و يطالب أهالي سرت بعدم الذهاب للجامعة
الثلاثاء مارس 03, 2015 10:34 pm من طرف عائشة القذافي
» منظمة ضحايا لحقوق الانسان Victims Organization for Human Rights
الأربعاء يناير 21, 2015 8:49 am من طرف عائشة القذافي
» الدكتور مصطفى الزائدي - Dr.Mustafa El Zaidi
الأربعاء يناير 21, 2015 8:30 am من طرف عائشة القذافي
» معمر القذافي علي قيد الحياة بالدليل القاطع
الإثنين ديسمبر 08, 2014 8:24 pm من طرف الفارس الفارس