منتدى الفكر الأخضر


عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بالدخول إذا كنت عضو معنا أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك و في حالة عدم معرفتك لطريقة التسجيل اضغط هنا

إدارة المنتدي

مقدمة الكتاب 2622214386 مقدمة الكتاب 4247595835 lol!

منتدى الفكر الأخضر


عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بالدخول إذا كنت عضو معنا أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك و في حالة عدم معرفتك لطريقة التسجيل اضغط هنا

إدارة المنتدي

مقدمة الكتاب 2622214386 مقدمة الكتاب 4247595835 lol!

              " إن الطريق شاق و طويل و سوف يسقط كل من يدعي الثورية ، و لن يبقى في الميدان إلا الثوريون الحقيقيون الذين أمنوا بمبادئ الثورة و عقيدتها " .. قائد الثورة
               " إن عصر الجماهير وهو يزحف حثيثاً نحونا بعد عصر الجمهوريات يلهب المشاعر .. و يبهر الأبصار . و لكنه بقدر ما يبشر به من حرية حقيقية للجماهير ..و انعتاق سعيد من قيود أدوات الحكم .. فهو ينذر بمجئ عصر الفوضى و الغوغائية من بعده ، ان لم تنتكس الديمقراطية الجديدة التي هي سلطة الشعب .. و تعود سلطة الفرد أو الطبقة أو القبيلة أو الطائفة أو الحزب"  .. قائد الثورة
               " إلى الذين لم يفسدهم النفط .. الذين هم أغلى من أن يزج بهم في معارك ليست واجبة .. إلى الذين أصالتهم أعمق من جذور الإقليمية .. و إرادتهم أقوى من إرادة الإستعمار الذي يريد لهم الفساد و يريد لهم الإنكفاء .. الذين أقدموا على التطوع بوعي و إرادة و شجاعة .. و أدركوا أن هذه هي المواجهة الحقة .. و أن هذا هو الموقف الصحيح من التاريخ "  .. قائد الثورة

    مقدمة الكتاب

    الفكر الأخضر
    الفكر الأخضر
    المدير العـــام
    المدير العـــام

    التسجيل التسجيل : 25/04/2013
    مساهمة مساهمة : 433
    التقييم التقييم : 43
    العمر العمر : 47
    الجنس الجنس : ذكر

    البلد البلد : ليبيا
    29042013

    مقدمة الكتاب Empty مقدمة الكتاب

    مُساهمة من طرف الفكر الأخضر

    المقدمـــــــــــــــة



    القذّافي.. عندما كان حيّاً يُرزق، كان يكفي أنْ تقرأ في كل حقل من حقول ليبيا كتاباً أو كتابين حتى تكون بذلك حاصداً لكل ما كتب أو زرع في هذا الحقل الليبي أو ذاك.

    القذّافي.. عندما مات سياسياً، أي عندما اكتملت كل أنصبة وتنصيبات الحرب عليه وأجمع الجامعون على الفتك به، وُجد في السوق العربي والعالمي عشرات الكتب التي تُشيطن القذّافي وتقزّمه وتعرّيه من كلّ رداء إنساني، وكأنّما ما نُشر من هذه الكتب كان مكتوباً من قبل ليُنشر في اللحظة المناسبة، لإكمال ذبح القذّافي وهو يواجه الموت المادي.

    ربّ قائل يقول، بأنّه غنىً للفكر وللمكتبة العربية أنْ تتعدّد وجهات النظر بشأن أيّة قضية من القضايا، سواء كانت سياسية أو إجتماعية أو فكرية، وسواء تناول هذا الرأي رجل فكر أو سياسة، وتالياً فإنّه من الطبيعي أنْ يُكتب ضد القذّافي مثلما كُتب عنه، ونحن بدورنا نشدّ على يدي التعدّدية الفكرية ونحترم كل رأي رزين وموضوعي، لكن..

    حبّذا لو تذهب أيها القائل إلى الأسواق وإلى المكتبات وتتعرّف إلى كل كُتّاب الكتب الجديدة التي نُشرت منذ بدء الحرب الأطلسية ـــــ العربية على ليبيا وحتى اللحظة، فستجد أنّ غالبية هؤلاء الكتّاب كانوا، عندما كان القذّافي حيّاً يرزق وينثر الرز والرزق على من يشاء دونما حساب أو إيصال؛ كانوا كتبة يمجدونه وليس فقط يمدحونه ويمدحون سياساته وفلسفاته وأفكاره وطروحاته والكثير منهم لطالما بشّر بها وسوّق لها.

    ولربّما تتفاجأ إذا ما تابعت بحثك، لتجد بأنّ المتصالح الوحيد مع نفسه والأصدق معها هو ذلك الصهيوني الفرنسي المدعو «برنارد هنري ليفي»، عرّاب حرب العرب والغرب على ليبيا ومؤلّف كتاب «الحرب دون أنْ نحبها». لا بل إنّ الأقوال والإعترافات التي قدّمها في كتابه المذكور تســــتحق الإهتمام والدراسة والتمحيص دون غيرها، فقط لأنّه العدو الأوضح والأسطع.

    فما أقرف من أنْ يرتدي العدوّ لباس الصديق والحليف وما أرجل من أنْ يرتدي عدوّك بزّته العسكرية في وضح النهار ويتمايل مقابلك في معسكره ليستفزّك أنْ تطلق النار عليه.. لكن لن تفعل.

    لكنّ الأجمل هو لو أنّ الليبيين ترجّلوا ونزلوا الساحات ليفترشوها ويقولوا للعقيد «الشعب ما عاد يريد»، لكنّهم لم يفعلوا ذلك، فقط، لأنّهم ما كان باستطاعتهم فعل ذلك لأسباب كثيرة منها وأهمّها أنّ الليبيين كانت لهم في الحد الأدنى كلمتان، يمكن القول أنّهما متساويتان في حجم الصوت. فالليبيون الذين تمسّكوا بالعقيد لا ينقصون عن الليبيين الذين انسحبوا من خيمته بعد طول استفياء وإنّ كلّ الأحداث التي حصلت وتحصل في ليبيا منذ الحرب وحتى اليوم تفيد وتؤكد بما لا يترك مجالاً للشك بأنّ الليبيين ليسوا على كلمة سواء، لا فيما بين نصفيهم، ولا في أنصاف حلولهم التي تتمرّد وتثور بدورها على نوازعهم ومكنوناتهم، المشتركة منها والمختلفة.

    وإنّ عدم السواء هذا هو الذي دفع النصف الفارغ من الجرّة إلى القبول افتخاراً بملئها من المحيط الأطلسي، فاستحقّ برنارد هنري ليفي بجدارة لقب «مفجّر الجرّة الليبية»، التي بعد أنْ كان معمّر القذّافي يسندها بــــ «حصاه»، ها هي اليوم تنكسر ليسيل دمها بين كل القبائل.

    لا أدري من قال ذات يوم بأنّ من ليبيا يأتي الجديد، لكنّ الذي أدركته ولا يمكن أن أنساه هو أنّ الذي حصل في ليبيا لا يتجاوز الجديد أو الخيال وعدم التوقع فحسب، فالذي حصل في ليبيا جعل أفلام هوليود ـــــ أميركا دعابة ونكتة سخيفة.

    هوليود أميركا اليوم ولكي تستعيد سحر وبريق خدعها السينمائية التي ما عادت تنطلي على أحد، هي أمام تحدّي إنجاز فيلم عنفي يغطي على ما حدث في ليبيا، وإلّا فالسينما الأميركية في خبر كان.

    ترى هل اتُخذ القرار في الحرب على ليبيا كي لا تصبح الإمبراطورية الأميركية في خبر كان؟ وهل قضت الإستراتيجيات الأميركية الجديدة بالإتيان بخبر الزعيم الليبي معمّر القذّافي؟.

    لا شكّ في أنّ هذا العمل المتواضع يقدّم إجابات ما عن هذين السؤالين، ليس لأنّ هذا العمل جاء بعد أحداث هستيرية دفنت ليبيا في عمق رمال صحاريها الشاسعة، وإنّما لأنّ هذا العمل يكشف الكثير من الحقائق التي تقشعرّ لها الأبدان، ولأنّ هذا العمل قارب الملفّات الليبية من كل جوانبها بدون مجاملة أو محاباة، إلّا ما يُحفظ في القلب من مشاعر ليس لها علاقة حتمية بالرأي السياسي وإنْ تطاولت عليه أحياناً، فنحن بشر.

    «نحن بشر!»، هي العبارة الوحيدة التي فاقت في التعبير عبارة «الشعب يريد إسقاط النظام»، لكنّها العبارة التي لم تُنطَق وكان مستحيلاً أن تُنطَق، ففي نُطقها ورفعها رايةً وشعاراً إدانة للثائر والثوار والثورة. غير أنّ مجريات وتفاصيل «الثورة» الليبية كانت تشي بأنّ الإندلاع الثوروي كان مولوداً من رحمها ومن يشكّك في ذلك فليشاهد من جديد وليقرأ من جديد لائحة أفعال القتل الثوري في ليبيا، عندها سيجد أنّ نقيض الرحمة هو عنوان الثورة وسمتها الأبرز.

    «نحن بشر؟»، هي العبارة التي حبست وخنقت أنفاس الليبيين، كلّما حدث فعل عنفي ارتكبوه بحقّ بعضهم البعض، فالمبالغة في القتل كانت ولم تزل في أروع حللها، وكأنّما ما كنّا أمام ثورة وإنّما أمام ثأر جماعي اجتمع على استنكاره كل إنسان شاهد فظاعة القتل، فــــ «الأسير» فقد إنسانيته في ليبيا الثورة، فهو ملك آسريه، وعن إذنِكِ أيتها القيم الإنسانية والإسلامية، فالآن الآن وليس غداً أجراس الإنتقام فلتُقرع.

    إنّه «الإنتقام» إذن، عنوان المشهد العربي ببُعديه الرسمي وما قبل الرسمي، وكأنّما القذّافي عدواً قديماً للعرب، رؤساءَ وملوكاً وأمراءَ وقادة حركات تحرر حتى، لكنّه في الأمس القريب، أمس الثورة، كانوا كلهم في ضيافته، يحتسون حليبه جهراً، يتبخترون على سجادته الخضراء فخراً، لكنّ واثق الخطوة ليس بالضرورة ملكاً هذه المرّة.

    ألأجل ذلك لعب الأميركيون لعبتهم لحدود ما بعد الإحتراف، فيقبضوا هم ليدفع الفرنسيون والأتراك وعربٌ فاتورة حرب قد لا يحصلون مقابلها على نفط، يريده الأميركيون لوحدهم ولجيبهم فقط، فيقبضون بذلك مرتين، أمّا نحن العرب فنقتل بعضنا بعضاً مرتين، مرّة بالمؤامرة ومرّة للثأر من المؤامرة.

    هناك من يقبض مالاً وهناك من يقبض على الجمر إذن، ليس لأنّ اليوم الموعود، المولود تارة من يقظة مقتدى الصدر وتارة من موعظة القبض على الدين قد حلّ، وإنّما لأنّ خارطة أعداء الأطالسة العرب قد اتّسعت ليتّسع معها الخطر عليهم، فمعروف أنّ الأميركيين يستخدمون حلفاءهم أو أتباعهم ليعودوا ويحرقوهم عندما تنتهي رعشة الولوج التكتي.

    الأميركيون تجاوزونا نحن العرب والمسلمين في فهم مبادئنا ومسقوطاتنا إذن، فالعربي سيف الأميركي ينتقم به ثم ينتقم منه.

    وطالما أنّ المسألة على هذه الدرجة من البساطة ولا تحتاج إلى الكثير من العناء، ولأنّ مفردات وتفصيلات الحرب على ليبيا أوضح من خيط العنكبوت، ولأنّ الشقّ الليبي الأول سهل الكلام والتأليف به وعنه، خصوصاً لمن يريد تقديم أوراق اعتماد جديدة قديمة، والكثر الكثر قد قدموا أوراق اعتمادهم، منهم بمقال ومنهم بكتاب ومنهم بكتيب ومنهم بطلّة إعلامية ملونة بين الرمادي والأسود، لكن!.

    يبقى الشقّ الليبي الثاني لا الآخر، هو ما يُراد له أنْ يُدفن في صحراء ليبيا، وهو ما أُبرز كحرام يجب إغفاله قصداً وعن سوء إصرار وترصّد، لكنّنا سنكتب ونبيّن ونضع أنفسنا مع الكل أمام قوس التاريخ بعدما ذُبحت الجغرافيا ودُفنت الدولة.

    «ذُبحت الجغرافيا ودُفنت الدولة»، بهذه العبارة يمكن وصف مستقبل ليبيا الوطن أو ليبيا الثورة أو ليبيا ما بعد الثورة، لكنّ الحقيقة التي يجب أنْ تُقال هي أنّه إذا كانت ليبيا اليوم مدفونة وعلى المُغتسل لتُغسل بدماء أبنائها، إلّا أنّ عملية الذبح قد بدأت منذ زمن، منذ سنين، يوم تعاطى أبناؤها معها كبقرة تدرّ حليباً لا وطناً يدرُّ مجداً وفخراً وعزّة أو يجب؛ عملية الذبح بدأت يوم استبدل أبناؤها سيوف رمزهم الأول عمر المختار بسكّين الإخوان وخنجر الخلجان.

    عملية الذبح بدأت يوم تعاطى مسؤولوها مع مواقعهم ومناصبهم كفرصة يجب اقتناصها لملء الجوف والجيب لا كفرصة يجب اقتناصها لقنص كل من يتآمر على الوطن ويتجرّأ على ثرواته، ثروات الشعب كل الشعب، الثائر والمثؤور منه.

    المسألة في ليبيا تتجاوز الفساد الإداري والسياسي والمالي لتصل إلى حدّ المؤامرة إذن. وهي المؤامرة التي لا يمكن للمرء أنْ يلتقط شيفراتها إلّا إذا كان في ليبيا وبين الليبيين وفي جلساتهم وحواراتهم وقريباً من رجال المواقع والمناصب، لكن دونما قرار، فكلهم إلى القلم راجعون.

    سأعرض فيما يلي حادثة حصلت معي يوم كنت مديراً لمكتب «الحياة LBC» في العاصمة الليبية، ُمجريات الحادثة كما حدثت دون زيادة أو نقصان:

    ذات ظهيرة يوم، زرت مقرّ الإعلام الخارجي، وهو الجهاز الإداري المعني بالصحفيين الأجانب بهدف تجديد تأشيرة إقامتي، وكان أحد ضيوف برنامج «نهاركم سعيد» على شاشة الــــ LBC،قد وجّه نوعاً من النقد للزعيم الليبي على خلفية قضية السيّد موسى الصدر؛ يومها سألني مدير الإعلام الخارجي (الذي ربطتني به صداقة شخصية بالمناسبة) بنوع من الحدّة عن إسم الضيف وليرفع وتيرة صوته الغاضبة ويقول لي: «كيف تستضيفون على شاشتكم مثل هذه الشخصيات؟». فقلت له بأنّ لا علاقة لي بالأمر شخصياً، وهذا يخصّ المحطة، وإذا وجدتم ما أزعجكم فالمحطة تكفل لكم حقّ الردّ على هذا الضيف أو غيره، فنحن بلد لا يحجر على عقول الناس ويمتاز بكفالة وصيانة واحترام حريّة الرأي والتعبير، والقناة جاهزة لاستضافة من ترشّحون للردّ على ذاك الضيف. هنا جنّ جنون مدير الإعلام الخارجي، وانهال عليّ بالشتائم والسباب التي طاولت المحطة وصاحبها بيار الضاهر، ولتتوَّج بشتم رئيس جمهورية بلادي لبنان «العماد إميل لحود»، فما كان مني إلّا الردّ عليه بالمثل وقلت له بأنّي «لا أسمح لا بشتمي ولا بشتم محطتي ولا بالتطاول على رئيس بلادي الذي يشرّف العرب كلهم فيكفيه فخراً أنّه لم ينحنِ لا لأميركا ولا لإسرائيل»، وقلت له متابعاً «إنّك بشتمك لزعيم بلادي تستدرجني لأشتم زعيم بلادك وأنا لم أفعلها يوماً ولن أفعلها الآن. عموماً خذْ علماً بأنّي سأقفل مكتب القناة وأغادر ليبيا». وغادرت مكتبه منفعلاً غاضباً، وقد لحق بي بعض الموظفين وعملوا على تهدئتي وانتهى الأمر بمصالحة لم يعلم أحد أسباب الخلاف الحقيقية حولها فقد تكتّم صاحبنا عليها.

    لم يدافع المسؤولون الليبيون عن قائدهم أمام بدء بينة تهديد مني بالمعاملة بالمثل إذن، فكل ما فعلوه هو السكوت والخرس، في حين أنني كنت منتظراً التحقيق في الحد الأدنى، فهل صاحب الحقّ سلطان أم أنّ المسألة مرتبطة بالكذب على السلطان؟.

    في الحقيقة هذا السؤال المقاربة، لم يقتحم تفكيري لحظة خرجت من مكتب هذا المسؤول، فالسؤال الوحيد الذي اختصرني لحظتها وما بعد لحظتها هو: هل سأعود حيّاً إلى لبنان؟ فلقد ارتكبت الجرم المشهود والتهديد بشتم زعيم يساوي فعلة الشتم بحدّ ذاتها، فكيف إذا كان محل وموضوع التهديد بالشتم هو معمّر القذّافي الذي يقول له الليبيون، كل الليبيين، جهاراً نهاراً: «كل الروس فداء لراسك.. يا قايد نحنا حراسك».

    لكنّي دخلت مطار طرابلس العالمي، ولم ينظر إلي أحد في المطار من الأمن والناس نظرة غضب أو ريبة، وركبت الطائرة ووصلت إلى مطار بيروت حيّاً أُرزق. إذن نجوت من الموت الذي لطالما ظننته محتّماً.

    لم أنتظر ليمُرّ اليوم حتى تتكالب عليَّ الأسئلة، فالمسافر يحق له أنْ يختصر في الصلوات فكيف له أنْ لا يختصر في أسئلة هي بمثابة ترف. كيف لشعب يُقدّم رأسه فداءً لرأس القائد أنْ لا يقطع رأسي وأنا هامم بالتجرؤ على المحرّمات؟ كيف لمسؤول دفع أثماناً كثيرة للوصول إلى منصبه، لا يتخذ من فعلتي فرصة ذهبية تمكنه من الإرتقاء في سُلّم المواقع درجاً بل درجات؟ لماذا لم يسحب مسدسه مباشرة ويطلق رصاصة في رأسي ويقول هذا جزاء من يتجرّأ على رمي القائد بوردة؟ لكنّهم رموه بعورة من رحم ثورة. لكن الخوف كل الخوف، ان لا يكون هاجس أمطار الاسئلة منهمر عليَّ فقط، فالخوف كل الخوف أن يسقط هذا الهاجس نفسه على العرب، فتبدأ الاسئلة في غزو واحتلال عقول العرب أجمعين، أما غيوم هذه الاسئلة فتبدأ من كمائن وخدع وتسللات الربيع العربي.

    ففي زمن الربيع العربي حيث الثورات العربية تنتقل من بلد عربي إلى آخر ومن مدينة عربية إلى أخرى ومن ريف عربي إلى آخر، يحقّ لي ولغيري ولأي إنسان أن يستمر في التأمل في حال العرب ومستقبلهم وحاضرهم انطلاقاً من المشاريع والاستراتيجيات الأميركية ذات المضامين والاستهدافات الثابتة وذات التكتيك المتغيّر وفق الظروف والمقتضيات، لكن ليس وفق موازين القوى، ليتوقف في نهاية تأمّله أمام تساؤل بسيط يقول: هل ما زالت الشعوب العربية وهي في ريعان وعزّ ثوراتها ماضية في التمسّك بأطروحاتها القديمة التي لطالما كانت تردّدها أمام كل مفترق يأتي بعده قضية عربية جديدة أو مصيبة عربية جديدة يقف وراء إحداثها الولايات المتحدة الأميركية، بأنّ هذه الولايات المتحدة هي أيضاً ومرةً أخرى من يقف وراء مصيبة كبرى أو المصيبة الأكبر التي ستلمّ بنا نحن العرب بعد مفترق ثوراتنا؟.

    ذلك أنّ العرب تعودوا على أن لا تطول فترة إنتشائهم الناتج عن إنجاز ما أو انتصار ما أو حتى تقدّم ما في ساحة ما، والأمثلة على ذلك تكاد لا تحصى. فإذا ما أخذنا حرب تموز 2006 الشهيرة، على سبيل المثال لا الحصر، وهي الحرب التي أُصيبت فيها إسرائيل العدوّة بجروح بالغة تموضعت في عماد جبروتها وقوتها الذي أنزل فيه حزب الله هزيمة ما بعدها هزيمة، فلقد وصلت نشوى الإنتصار عند ربوع العرب فضلاً عن العجم حينها إلى حدّ القول بأنّ المقاومة في لبنان دمّرت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر وبأنّ قدرة الردع الإسرائيلية قد أضحت في مهبّ الريح وهذا أكثر من صحيح. لكن ما إنْ وصلت متعة الإنتصار إلى ما قبل خواتيمها حتى ظهر سيّد المقاومة ليقول عبارته الشهيرة التي تُفيد أنّه لو كان حزب الله يتوقع أنْ تذهب إسرائيل بعيداً في تدمير لبنان كردّ على ما قامت به المقاومة من خطف الجنود الإسرائيليين الذين أشعل خطفهم الحرب التدميرية على لبنان من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، لما قامت بما قامت به.

    وبغض النظر عن الأسباب والبواعث والمُحرّضات التي دفعت زعيم حزب الله إلى قول هذه العبارة، والتي يأتي في طليعتها رغبة أمين عام حزب الله في إبطال مفعول عبوة خصومه في 14 آذار الذين هم أول من فجَّر الربيع العربي، إلا أنه قالها فتمت عملية التراجع..

    تراجع السيّد نصر الله في تصريحه الشهير إذن عن تصاريح سنّها وردّدها في سياق كلامه عن حرب تموز، فقبل مراجعته سابقة الذكر، لطالما كان زعيم المقاومة وقائدها يقول بأنّ الحرب الإسرائيلية على لبنان هي حرب أميركية إسرائيلية مأخوذ القرار فيها حتى لو لم تخطف المقاومة الإسلامية الجنود الإسرائيليين، فالذي قامت به المقاومة وقصدت فعله، على حدّ قول أمين عام حزب الله وزعيمه، ينحصر فقط في اختيار حزب المقاومة توقيت الحرب لكي تحرم العدو الصهيوني من عاملي الوقت والمفاجأة، فالحرب في حسابات مُشعلها واقعة لا محالة، سواء قام مقاومو حزب الله بعملية الخطف أو لم يقوموا بها، وسواء ردّ الجيش الإسرائيلي حينها على عملية الخطف بالقصف الصاروخي أو لم يرُد فكان الفرق!

    أمّا المفارقة، فكانت، وتجلت، في حقيقة أنه في الوقت الذي حمّل الأطلسيون القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن أكثر مما تحتمل وجهروا في تجهيز حملتهم للإنقضاض على مليوني كيلومتر مربّع، وهي مساحة ليبيا، تحت شعار حماية المدنيين الليبيين من الطاغية المجرم الذي يقتل ويبيد شعبه ويقصفه بالطائرات والدبّابات والصواريخ، سيراً على سُنّة رسول الديمقراطية الأميركي الذي دمّر أقوى جدار عربي بذريعة الشعار نفسه، كان المتقلِّبون، مُقلّبو ظهر المجن، من المنقلبين الجدُد، الباكين في الأمس القريب على الشعب العراقي وقائده وعلى العراق، والمتباكين اليوم على الشعب الليبي دون ليبيا الدولة والوطن، كانوا ولم يَزَلوا يتبارون في تحميل ذممهم ويتبرعون في صندوق ذبح ليبيا المحمولة جواً على تابوت الفدرلة.

    هناك مصطلح جديد دخل في سوق الأسهم السياسية إذن هو «إنفدرال الشخصية»، وهو مصطلح مختلف عن مصطلح «إنفصام الشخصية». إنّه المصطلح الذي أطلقه معمّر القذّافي على أولئك الذين كانوا ينظمون له المديح، فانقلبوا بين ليلة وضحاها ضده. ففي حديث دار بيني وبين الزعيم الراحل أثناء العدوان الأطلسي على ليبيا ولم يُنشر بعد في أي وسيلة إعلامية لكنّه سينشر في هذا الكتاب، سألت الزعيم الليبي عن أسباب نقل هؤلاء بنادقهم من كتف إلى كتف وأقلامهم من يد إلى يد، فضحك الزعيم الليبي ضحكته المعهودة الساخرة، وقال لي حرفياً:

    « تريدهم أنْ يكتبوا دفاعاً عن ليبيا والقذّافي والأموال الليبية مجمّدة في المصارف العالمية. وعليك أن تعلم يا علي، أنّ الأشخاص مثل الدول، بين ليلة وضحاها تتجه نحو التقسيم والفدرلة. إذن سجّل عندك من توّا (أي منذ اللحظة وصاعداً)، أنّ هناك مصطلحاً جديداً سيمشي وهو «إنفدرال الشخصية» على غرار «إنفصام الشخصية».

    بالطبع يتجاوز الكتاب تحديد وتحليل خلفيات التناقضات التي وقع فيها سيّد المقاومة في لبنان والوطن العربي وهي التناقضات التي برزت كامتداد لتناقضاته العراقية، وبالطبع أيضاً يتجاوز هذا الكتاب مراهنات «المثقفين العرب»، فللكتاب قضايا أكبر وأشمل وأعمّ، فهي وإنْ بدأت في ليبيا إلّا أنّها لا تنتهي في سوريا.

    فإعادة إحياء القذّافي في «بابا عمرو» السورية لا بل في كل سوريا من خلال أحاديث السوريين الذين نأوا بأنفسهم عمّا جرى في ليبيا من عدوان، وأحاديث حلفائهم الذين أهدروا مع القرضاوي دم القذّافي، واعتماد الأطلسيين والأطالسة العرب مع سوريا، النهج نفسه الذي اعتمدوه في ليبيا ومعها، وكشف خبايا وخفايا أسرار زواج المسفار بين الإسلام السياسي والولايات المتحدة المسافرة حديثاً وعلى جناح الثورة إلى قلوب وأفئدة الشعوب العربية وأمانيها، هي مسارح عمليات لصفحات وأسطر وفقرات هذا الكتاب.

    يمكننا القول إذن بأنّ هذا الكتاب هو مرآة لمسارح عمليات، بعضها معروف بخطوطه العريضة سنعمل على الدخول إلى جزيئاته وتفاصيله وتفصيلاته حيث تكمن الشياطين، كبيرها وصغيرها، وبعضها غير معروف وسيكشف عنها هذا الكتاب لأول مرة المعركة التي خاضها القذّافي ضد الحليف والصديق قبل العدو والتي لم يجد فيها حليفاً أو نصيراً يسانده ولو بكلمة، لا تعرف عنها الجماهير العربية إلّا النَّزْر اليسير؛ فهذه الجماهير لا تعرف إلّا ما لقنتها إيّاه شاشات الفضائيات، فــــ «القذّافي يقتل شعبه ويقصفه بالطائرات والدبّابات» هي العبارة السحرية التي استوطنت الدماغ العربي المخدّر حديثاً بحقنة الثورة الواجب عليها انتشال الإنسان العربي من كل حقده ومعاناته ومكبوتاته. فكم عربي في أرض العرب سأل نفسه: كيف لرجل تحالفت ضده البشرية أن يصمد ثمانية أشهر في ظل قصف يومي من الأرض والبحر والجو؟ فبمن كان يقاتل هذا الرجل وبماذا، وعلى ماذا اعتمد في معركته وقد صمد وعارك؟ وكيف أنّ زعيماً أو قائداً أو حاكماً يلفظه شعبه، ورافضوه مسلّحون مثله وأكثر، يقتدر على أنْ يقاتل أقوى حلف عسكري في العالم وهو حلف شمال الأطلسي؟ فالرئيس العراقي صدّام حسين، وبالرغم من أنّ نصف أمم الأرض، لا كلّها، تكالبت عليه، لكنّه لم يستطع أنْ يصمد أكثر من عشرين يوماً. هذا التساؤل، بمقارباته العراقية وغير العراقية، سيكون بدوره أحد مسارح عمليات هذا الكتاب الذي سيقدّم إجابات شافيه على هذا التساؤل وكل ما يتفرّع عنه من تساؤلات أخرى.

    يبقى أنّ المسرح الأبرز الذي سيتوغل فيه هذا المخطوط هو ذلك العقد الإجتماعي السياسي السحري الذي ارتضاه الليبيون مع قائدهم طيلة إثنين وأربعين عاماً من الزمن وأدخلوا فيه ألف بند وبند لألف قصة ورواية، فكشف مستور هذا العقد الذي كشفت الحرب عن بعضه، تارة بالكشف عن بعض سمات الليبيين وتارة بالكشف عن بعض الوجوه الليبية هو مسألة أخذ الكتاب على عاتقه مهمة إبرازها كما هي لا كما عملت وسائل الإعلام على تصديرها بعدما صنعها «مخرج» مقيم في غرفة ما من دار ما في مكان ما.

    فــــ «الله غالب»، عبارة من كلمتين يردّدها أمامك كل ليبيّ عند كل مفترق حديث وعند كل جملة يودّ لو ينطق بها، فيعزف لتجده لاجئاً عند «الله غالب» كمن يلجأ إلى نفسه هارباً منها إليها. وممّا لا شكّ فيه أنّ الله غالب وهو على كل شيء قدير، وليس الليبيون فحسب، وإنّما البشرية بأكملها مغلوبة أمام الله، فالليبي لا يُضيف شيئاً إلى مسلّمة غلبة الله، لكنّها رغم ذلك، تبقى المسلّمة التي لم تحل يوماً دون تعاقب واستمرار الليبيين في ترداد «الله غالب».. «الله غالب» كلمتان، يمكن القول أنّهما تختصران الثقافة السرية للمجتمع الليبي، وهي الثقافة التي نحّاها الزعيم الليبي جانباً في معركته الأخيرة
    مع الأطلسي وليبييه، فلم يردّدها في الخطابات التي ألقاها أثناء هذه المعركة.

    لكنّها المعركة التي كان عليها أنْ تندلع لتضعنا ولأول مرّة ووجهاً لوجه أمام مدلولات ومقاصد «الله غالب»؛ فمع سقوط أول صاروخ أطلسي على الجماهيرية العربية الليبية، انشقّ لسان «الله غالب» إلى نصفين: فالقذّافي ومن معه من العسكر والأمن والقبائل وجماهير منضوية تحت رايته ولوائه، كان لسان حالهم يقول أمام تحالف البشرية بقضّها وقضيضها ضدهم «الله غالب»، والثوار ومن معهم من الليبيين المناهضين حديثاً لقائدهم كان لسان حالهم يقول أمام تهمة التحالف الحرام مع أعداء الله والوطن «الله غالب».

    ويبقى السؤال: من هو المغلوب في جماهيرية القذّافي إذن طيلة أربعة عقود ونيّف من الزمن؟.

    اليوم.. يمكن للكثيرين أنْ يدّعوا أنّهم يمتلكون الإجابة على هذا السؤال، لكن حينما كان يستجدي هذا السؤال إجابة ما، ما كان لأحد أنْ يترجّل ليقول: نعم هناك غالب وهناك مغلوب في ليبيا. ولكل أسبابه في إخفاء الجواب الحقيقة وتغييبه. فالشعارات التي لطالما انبرت ألسُن الليبيين في تردادها طيلة اثنين وأربعين عاماً في تعظيم وتمجيد القائد، لم يردّدها شعب في أرجاء المعمورة وعبر التاريخ البشري للتعبير عن الحب والولاء الأبديين لقائده.

    الخوف من الحاكم يجبرك في الحدود الدنيا على أنْ لا تبدي معارضتك على سياساته وسلوكياته ويدفعك في الحدود القصوى إلى رفع شعار «الشعب يريد معمّر العقيد»، لكن الشعارات التي أنشدت وتُغُنِّيَ بها في ليبيا وطيلة أربعة قرون ونيّف من الزمن لأجل القذّافي القائد، لا ليبيا الوطن، لم تتجاوز الحدود فحسب، بل كسرت كل الأرقام القياسية فجعلت المتنبي ومديحه الوصولي أقل شأناً من حقيقته، وذلك لا يعود بالطبع إلى اختلاف سيف الدولة عن القذّافي، وإنّما يعود إلى ضخامة حزب المتنبي في ليبيا، هذا إنْ كنت مواطناً عادياً.

    أمّا إذا كنت مسؤولاً رفيعاً أو أدنى من رفيع أو حتى أرفع، فتفانيك من أجل بلدك لا يتطلّب منك أكثر من القيام بمهامك ومسؤولياتك وواجباتك على الوجه الأكمل، لكنّك كمسؤول في حضرة «الأخ قائد الثورة» تعبّر ومن تلقاء نفسك بما هو أكثر، فتقبيل اليد والإنحناءة أمام الأخ القائد أقل ما يمكن الحديث عنه في هذا الإطار. ومن ينكر ذلك أو يفنده بالقول أنّ عمليتي التقبيل والإنحناءة كانتا أمراً يجب أنْ يتم، فالرد البسيط على ذلك يكون بالقول: لم يجبرك أحد على قبول هذا المنصب أو ذاك، فطالما أنّك تعرف شروطه وأشرطته فــــ «الله غالب» لا يجوز الركون إليها هنا. فالركون اليها والدخول بها، ليس بحقل ألغام لا يمكنك تفادي عبواته وشظاياه.

    وإلى حقول الألغام هذه ندخل طوعاً، لنسجّل الفرضيات النتائج التالية:

    1 التاريخ يدين نفسه.. دلّت وأكدت مقدّمات وبدايات ونهايات الثورة في ليبيا أنّ الهيكل الذي يعمل به المسؤولون الليبيون واحد ولم يتغير، فهو نفسه، مع ثورة العقيد القذّافي ومع ثورة البروفسور ليفي، بمعنى آخر، قرأ مرشد الثورة الليبية برنارد هنري ليفي في كتاب مرشد ثورة الفاتح معمّر القذّافي، فأدرك عقل ليبيين ونفّذ البرنامج نفسه، فالقرار لشخص واحد والتنفيذ للتفاصيل. لا بل أكثر من ذلك، فالكثير من الأشخاص الذين كانوا أدوات تنفيذية للزعيم الأوحد بقوا هم أنفسهم أدوات تنفيذية للعميل المزدوج.

    2 التاريخ يعيد نفسه.. إنّ الأدوات التنفيذية نفسها التي كُلّفت لتخدم في برنامج اللجان الثورية الحامل للأفكار المتطرِّفة وغير المتساهلة في تحرير القضية وتحقيقها، هي نفسها الأدوات التي بشرت بالانفتاح يوم وجد القذّافي أنّ الولوج إلى المربّع الأميركي يشكّل خلاصاً. فثوريو القذّافي الذين كانوا يُنظّرون ويُسوّقون للنضال ضد الإمبريالية ومن أجل الثورة لتحرير فلسطين، أصبحوا هم أنفسهم من يُنظّر للإنفتاح على الغرب الإمبريالي.

    إنّها الشيزوفرينيا السياسية، فمن أخطاء القذّافي العظام تتمثل بأنّه خاض معاركه نفسها بالأدوات ذاتها التي لم تتجاوز أنْ تكون ببغاوات لا تجيد النقاش، لكنّها تجيد تكرار ما يقوله القائد، فتنفذ ولا تعترض. وهي نفسها الأدوات التي شقّت عصا الطاعة يوم اتُخذ القرار بصلب العقيد على خشبة الثورة.

    3 التاريخ يكتبه المنتصرون.. تلك المقولة الأشهر من أنْ تعرّف، والأصدق من أنْ تُؤكّد، تطبّق اليوم على ليبيا عندما نتفق حول حقيقة أنّ المنتصر الوحيد في معركة ليبيا هو برنارد هنري ليفي، وكل البقية خاسرون. عندها يمكننا أنْ نسبق التاريخ لنقول بأنّ هذا الصهيوني خطا خطواته الأولى في مشوار الألف ميل. وإذا كان التاريخ ـــــ الحقيقة يقول بأنّ ليبيا كانت قبل التوحّد ثلاثة أقاليم رئيسة، فإنّ برنامج المعتصم بحبل الثورة وبإرادة الشعب الليبي يقضي بإعادة ليبيا إلى ما قبل ثلاثية الأقاليم وقد بدأ زرع ليفي يُحصد في الشرق والجنوب والغرب والوسط الليبي.

    وإذا ما نحينا التاريخ جانباً، وأردنا أنْ نرسم خيوط الحاضر العريضة والرفيعة، للولوج إلى تفاصيل وخواتيم المستقبل الليبي ومنه وعبره العربي، أقدم لكم هذا الكتاب.
    مقدمة الكتاب Aliche10

    المصدر : http://alichendeb.blogspot.com

    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    لا يوجد حالياً أي تعليق


      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 9:23 pm