استغرب هذه الأيام بعض الأصوات التي تتعالى في بعض صفحات التواصل الإجتماعي التي تقول "الأسرة السنوسية والحركة السنوسية عموما مسكون في قلب التاريخ المشرق" من هنا وجب علينا توضيح تاريخ هذه العائلة و تفصيلها بالوثائق المثبته تاريخياً من شخصيات إيطاليا و إنجلترا ..
جاءنا محمد بن علي السنوسي لاجئا من الجزائر تاركا ورائه جهادا مقدسا ضد فرنسا!! وأنا دقيق في كلمة لجئا ، ولم أقل لاجئا سياسيا ، فلم يثبت أن محمد بن علي السنوسي كان له مشاركة في الحرب الجزائرية ، لا بالرأي ولا بالسيف بل وجد الحرب أمامه فهرب منها إلى ليبيا فهو بالتالي لاجئ فقط. وحديثي عن الحركة السنوسية سيأخذ منحى أخر غير المعتاد حول  موقف أباء وأجداد هذه الحركة من أعظم قضية مرت على الشعب الليبي ألا وهي قضية الجهاد المقدس ضد الغزاة الطليان.

1)  محمد العابد السنوسي:
تحت عنوان (احتلال الكفرة وانتهاء المقاومة) يقول ـ صديق إدريس السنوسي ـ الكاتب البريطاني (إيريك آرمار فولي دي كاندول) في كتابه (الملك ادريس عاهل ليبيا : حيـاته و عصـره) و أرجوا من اي شخص يريد ان يعرف علاقة هذا الكاتب ان  يقرأ مقدمة كتابه المذكور حتى يتطلع على سيرة هذا المؤلف ، وما مدى قربه من الملك إدريس. حيث كان يشغل منصب المقيم المفوض لحكومة صاحبة الجلالة البريطانية في برقة و قد قلده إدريس السنوسي العديد من الأوسمة .

فهنا محمد العابد السنوسي ارتكب (خيانة عظمى) بمعايير الشريعة الإسلامية والقوانين الأرضية ، فقد راسل العدو وكشف عورة المسلمين لهم ، ومما يزيد هذا الأمر سوء أن محمد العابد السنوسي لم يكن شخصا عاديا ، بل كان زعيم القوم ، ووالله الذي لا إله غيره إنه لا يستحق أن يجلس في مجلس فيه السادة الأبطال والقادة العظام من أمثال صالح لطيوش خلقهم الله للمعارك ومقارعة الأعداء ، لكن لاعتقادهم العائلة السنوسيه من سلالة الرسول صلى الله عليه وسلم جعلوه زعيما عليهم!!. ومما يؤكد هذا الأمر أن محمد العابد مع تورطه في هذه الفعلة الشنيعة التي يستحق عليها القتل إلا أن قبيلة الزوية لم تعاقبه!! فقد اكتفت بأن يغادر الكفرة هو وأهل بيته حيث توجه للفرنسيين!! فأعطوه اللجوء السياسي!!. فهنا الكفرة التي كانت مستعصية على الروم صارت الأن مكشوفة بسبب محمد العابد السنوسي ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، فتأملو ماذا فعلت تلك القبائل الأصيلة بنساء و اعراض ذلك الخائن و من بينهن فاطمة احمد الشريف زوجة إدريس السنوسي ، يقول صديق إدريس السنوسي (دي كاندول):

فهنا تتجلى أعلى القيم والأخلاق لدى تلك القبائل العربية الأصيلة ، فأثرت السلامة لنساء و اقارب الخائن على أن تدفع هي ثمن غدرة محمد العابد السنوسي من دماءها وأعراض نساءها ، وإلى هنا نستطيع القول بأن الكفرة صارت خالية من جميع أفراد العائلة السنوسية!! ولم يبق إلا الحرائر من النساء العربيات والأطفال والشيوخ وبعض أسود الشرى رابضة حول العرين تنتظر الجيوش الجرارة التي مهد لها الطريق محمد العابد السنوسي ، لنقرأ شهادة أحد شهود العيان التي ينقلها صديق إدريس السنوسي في نفس الكتاب عن بعض ما حدث في تلك المعركة:

لمثل هذا يموت القلب من كمد... إن كان في القلب إسلام وإيمان .. ففي الوقت الذي دفعت فيه تلك القبائل من أعراض نساءها * ما يتمنى الحر الموت قبل أن يقرأ مثل هذه الأخبار ، كانت نساء محمد العابد السنوسي يعشن في النعيم الفرنسي!! ويتقاضى الغادر الخائن مرتبه بالفرنك الفرنسي!! ولم تنته القصة عند هذا الحد ، بل دعوني أنقل لكم بعض المأساة التي عاشها أبائنا وأجدانا ـ بسبب غدر محمد العابد السنوسي ـ فهذه عائلة الأطيوش قد أخذت نصيبا وافرا من هول تلك الفاجعة ، يقول صديق إدريس السنوسي في نفس الكتاب:

بتاريخ 24 فبراير 1931 كتبت الأهرام المصرية عن هذه الكارثة التي كان من أكبر أسبابها غدر محمد العابد السنوسي ، وقد أشادت الأهرام بالموقف النبيل الذي قام به (عبد الرحمن زهير) مسؤول الواحات الداخلة ، وقد نقل الشيخ الطاهر الزاوي هذا المقال كاملا في كتابه عمر المختار ، ننقل لكم بعض ما ذكرته الإهرام ، وأرجو أن تتأملو ما تقرؤون جيدا أخوتي الكرام ثم خاطبو أنفسكم قائلين يا دمعة العينين جودي

كل هذه الأهوال عاشها أهلنا في الكفرة ، بينما الخونه الذين كانوا سببا في هذه الكارثة لم يعشيوا لحظة واحدة من هذه الأهوال ، والفضل لله أولا ثم لتلك الأسود التي كانت تقتحم الموت الأحمر حتى تحفظ عرضهم حتى يتنعموا هؤلاء الخونهو نسائهم بالفرنك الفرنسي!!

ولعلكم سمعتو بالكلمة الشهيرة (مرحب بالجنة جت تدنّى) فإنها قد قيلت في ذلك اليوم المشهود الذي تهافت فيه أباءنا وأجدادنا على الموت تهافت الإبل العطاش على الماء دفاعا عن عرض أل السنوسي ، فوالله الذي لا إله غيره لو أن السنوسيين جعلو أخواتهم حمالات للحطب لأحفاد أؤلئك السادة ، ووضعن في جيدهن حبل من مسد وألقين به لأحد أحفاد أل الأطيوش أو أل سيف النصر أوغيرهما ممن حضر تلك المعركة ، ثم سخر أل السنوسي لخدمتهم ما حييت خدمة العبد لسيده لما وفو لأولئك السادة حقهم!!. (ولكن متى يحل السحر السنوسي عن أمتي؟!!).

أما محمد الرضا وهو شقيق إدريس فقد ألقى سلاحه مبكرا ولحق بالقافلة الإيطالية مقابل ثمن بخس دراهم معدودات ، ولم يكتف بهذا بل صار يخذل المجاهدين ويبث الفرقة في صفوفهم!! ، سأنقل لكم بعضا من رسالته التي وجهها للمجاهدين ، في كتاب (برقة الهادئة) لقراسياني يقول :

يتبع في الجزء الثاني الذي سوف يتناول كل من

• الحسن بن محمد الرضا السنوسي
  
• إدريس المهدي السنوسي
  
• هلال السنوسي
  

ملاحظة: سوف تقوم بنشر الكتب ابضا و نضعها بين ايديكم للتحميل و الإطلاع بعد نهاية الجزء الثاني سداً لأبواب المشككين و المكذبين في صحة المعلومات او دقتها او مصدرها