العدو يريد بأي ثمن تشويه كلمة الثورة .. فأمر كل هذه الخيانات و الجوسسة و الكفر و الدعارة و الغذر و القتل البشع و التنكيل و التعذيب و الخطف و قطع الطرق و النهب و السرقة و الحرابة على الناس و على الله و الرسول و إفساد الدين و ممارسة السياسة و النفاق و الخديعة و الإذلال و الإهانة التمعش بالوطن و التكبر و التعالي على الشعب و تدمير قيمه و محاولة فاشلة لتدمير أخلاقه و السفاهة و الإنحطاط و القذارة و الغل و الهم و الكفر و النفاق و الفسق و الفجور و الشطانة الموغلة في التطاول على الله و على الرسول و الكتاب المنزل من الله و حاول العدو الذي يوجه كل أدواته لهذه الممارسات الممنهجة لسلب حقيقة جوهر الثورة .

اكتشاف القواعد " الاجتماعية - سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو إنسانية -" الظالمة و ما نتج عنها من علاقات فاسدة و فهم كنهها و جوهر فسادها و ظلمها و تدميرها " و التدمير يتجه للأسس و النتائج المترتبة عنها و بناء القواعد العادلة و العلاقات الصحيحة و السليمة .

الثورة تكتشف القبح الحقيقي و تعري الأمراض المستترة كما يعمل الطبيب تماما ليكتشف أسباب المرض الاجتماعي و يعمل على القضاء على الأسباب التي أدت إلى الظلم و العسف و الاستغلال و القهر الاجتماعي الثورة عملية فكرية لأها أسس و شرعة و منهج يمكن الإنسان من اكتشاف ما هو غير منظور في سطح المجتمع الذي تتسيد عليه قوى الاستبداد و الاستعباد و الاستغلال و الزندقة الدينية و اللادينية .

شكل معمر القذافي منهجا جديدا في الفكر و التفكير الإنساني الثوري المبدع الخلاق و بحث في جوهر الثورة و اكتشف بذهول الإنحراف السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي لكل الثورات في العالم لأنها جميعا اصطفت في نهايتها المآسوية ضد الشعب بالرغم من أنها بدأت جميعها حركات ثورية كافحت و ناضلت حتى تحقق أهادفها في الحرية و سعادة الإنسان و لكنها جميعا كانت في النتيجة ضد الشعب ضد الحرية و ضد سعادة الإنسان و هذا ما حير معمر القذافي المفكر الثائر الذي اعطى بعدا جديدا للثورة في الفكر الثوري العالمي و بز معمر القذافي بأفكاره كل ثوار العالم و منظري الثورة في العالم لأنه قد أعمل فكره في الواقع الذي علمه من أفواه الناس بأنهم عبيد و تعساء بالرغم من أنتصار ثوراتهم في روسيا في الصين في امريكيا في أوروبا في افريقيا في الوطن العربي في امريكيا الجنوبية فكلهم وجلهم أنتصر و لكن الشعوب لم تنتصر و عادت الثورة في وضع الرجعية التي بدأت ثائرة عليها و حلت محلها و لم يحل اللغز الشائك و حيرة كل ثوار العالم إلا معمر القذافي الذي ثنى ركبتيه للشعب المجاهد المكافح الذي قدم ملايين من الضحايا عبر التاريخ في مواجهة مختلف أنواع الغزاة و الطامعين و العتاة و قطاع الطرق و المستبدين ليتعلم منه السر الذي شكل معضلة كل الثورات في العالم قبيل معمر القذافي أنه الحرية .. فالإنسان يريد ان يكون حرا .. طليقا كطيف النسيم كالنور في السماء كالعطر في الأجواء .. فالثورة ليست غاية .. الثورة وسيلة و الخطأ التاريخي لثوار العالم كله أن الثورة كانت غايتهم كانت ربهم الذي يعبدون .. فالمفكر الجوهري الفذ معمر القذافي اختار الحرية على الثورة .

و لأن معمر القذافي جعل الثورة وسيلة لا غاية هنا كان الحل التاريخي لمعضلات الشعوب في كل أقطاب الأرض و هنا كانت الهزيمة الفكرية و الفلسفية لكل دكتاتوريات و طغاة و غزاة العالم و مستبديه لقد تحولت الثورة عند الثوار من غاية لوسيلة مما يعني الوصول للغاية المرجوة لكل إنسان الحرية و تحقيق السعادة .

فكل هذا الهجوم الموجه و المحكم من الدوائر الاستخبارتية العالمية غايته و هدفه استرداد خالة الثورة الغاية و منع تحولها لوسيلة فقدمت الثورة بكل هذا القبح و كل هذا الإجرام و كل هذا الكفر و كل هذا الجنون و هذه البشاعة .

معمر القذافي جعل من الثورة أداة للوصول لغاية الجمال في المجتمع الإنساني الحر السعيد " الثورة غايتها أن تكون الحياة نظيفة جديرة بأن يحياها الإنسان لا قذارة فيها لا عسف و لا استغلال و ظلم و لا اضطهاد يكون فيها الإنسان حرا سعيد يخلق الحياة التي تليق به و بكرامته الإنسانية التي قدسها الله بإستخلافها في الإرض من دون العالمين و الخلافة الإنسانية ذات صفة إنسانية جماعية لا علاقة لها بمسمى " الخليفة " و الذي ناظر تسمية الإمبراطور و تسمية الملك و القيصر و الأمير و الشيخ و الكاهن و الولي و السلطان الرئيس و غيرها من مسميات تنوعت و لكنها جميعا مستبدة و كلها دكتاتوريات و إن اختلفت قسوة دكتاتوريتها فهي " تحكم و تتسلط و تمارس النيابة ساء كانت نيابة فرد أو جماعة فكلها تمارس الظلم و و تسيطر بالاستغلال و قوة السلاح و سطوة الدين و احتكاره مع العلم و المعرفة .

الثورة تغيير نحو الأجمل و ليس الأقبح .. الثورة خلقت الكون بعد أن صدر امر الله بخلق الكون و الحياة فتكونت الحياة و تفاعلت و تشكلت و تطورت كما نراها ربما استغرقت ملايين السنين و لكنها اي الثورة هي التي نتج عنها كل ما نراه في الحياة .؟ فالثورة تقترن بالأعمال الخلاقة و المبدعة و الفائقة و العظيمة الفردية و الجماعية و لا يمكن ان تكون عملية جوسسة و غذر و خيانة و عمالة و لا يمكن ان تكون دعارة و فسق و مجون و لا يمكن ان تكون تكبر و تعالي و طغيان على الشعب .. لا يمكن ان تكون قتال في صفوف العدو لتحقيق مآربه في السيطرة على شعب من الشعوب للإستحواذ على خيراته و ثرواته و التحكم في مصيره .. الثورة لا يمكن ان تكون مدمرة لحياة الناس و مهددة لوجودهم المادي و اهانة لكيانهم المعنوي .. الثورة لا يمكن ان تكون اداة للحط من قدر الناس و رفعتهم و سموهم و أذلالهم بعد عز .. الثورة شرف و الشرف سمو و رفعة و الثورة لا يمكن ان تكون إنحطاط اخلاقي .

أيها القبيحين الثورة جميلة و رائعة الثورة تحرر الإنسان لا تستعبده الثورة ترتقي و تسمو بالإنسان لا تذله الثورة تجعل الإنسان خليفة لله كما فعل ذلك

المحرر الثوري التاريخي معمر القذافي الذي مكن الشعب من سلطته و ثروته و اماكانيات قوته التي جلبتم لها كل عتاة العالم لتسلبوه كيانه المادي و قيمته المعنوية .. و الثورة لا يمكن ان تكون من خارج الإنسان " فالإنسان هو الجوهر و الثورة لا بد أن تقع داخل الإنسان " كما فجر هذه الفكرة المبجلة معمر القذافي لتكون صدمة تاريخية لكل من يدعون ثورة سواء كانوا يسار او يمين ليصطفوا جميعا في خانة واحدة انهم ضد شعوبهم و غايتهم الثورة و ليست الحرية و سعادة الإنسان .

فسحقا لكم أيها التعساء البؤساء الجواسيس الخونة الكفار الفساق الفجار العملاء .. و قد وقعت الثورة داخل أعظم شعوب الأرض الشعب الليبي العظيم خليفة الله في الأرض كما أراده الله و الله أكبر فوق كيد المعتدي .

بقلم/هشام عراب