بررت واشنطن اليوم الأربعاء 18 يونيو/حزيران القبض على المشتبه به في تنفيذ الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي بليبيا عام 2012 "أحمد أبو ختالة" بعزم الأخير على استهداف المزيد من الأمريكيين. وأبلغت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور مجلس الأمن باعتقال قوات خاصة أمريكية في ليبيا أحمد أبو ختالة يوم الأحد بعد تحقيق أوضح أن الرجل شخصية رئيسية في هجوم 2012 الذي أسفر عن مقتل أربعة أمريكيين. وكانت الولايات المتحدة اعلنت الثلاثاء إلقاء القبض على أحد المشتبه بهم في الهجوم على قنصليتها بمدينة بنغازي الليبية عام 2012.
بينما أوردت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أنه "في أثناء عملية خاصة تم إلقاء القبض على المدعو أحمد أبو ختالة، أحد المشتبه بهم في الهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازي".
وكتبت باور في رسالتها إلى مجلس الأمن التي تحمل تاريخ يوم الثلاثاء أيضا "أوضح التحقيق أيضا انه استمر في التخطيط لمزيد من الهجمات المسلحة ضد أمريكيين."
وأضافت إن "الخطوات التي اتخذناها لاعتقال أبو ختالة في ليبيا كانت ضرورية لمنع مثل هذه الهجمات المسلحة واتخذت تماشيا مع حق الولايات المتحدة الأصيل في الدفاع عن نفسها."
وقالت باور إن الولايات المتحدة تبلغ مجلس الأمن باعتقال أبو ختالة وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تتطلب إبلاغ المنظمة الدولية على الفور بالاجراءات التي تتخذها الدول دفاعا عن نفسها ضد هجوم مسلح.
وأفادت الرسالة المقتضبة أيضا أن أبو ختالة سيمثل أمام المحكمة الاتحادية الأمريكية لمحاكمته جنائيا.  
البنتاغون أخطر الحكومة الليبية باعتقال أبو ختالة
ونقلت وكالة رويترز عن الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) جون كيربي قوله "إن المسؤولين الأميركيين أخطروا ليبيا بالعملية لكنهم امتنعوا عن ذكر موعدها" كما نفى كيربي  سقوط أي ضحايا بشرية أثناء عملية اعتقال "أبو ختالة". ممتنعا عن اعطاء المزيد من التفاصيل عن العملية قائلا إنه "لا توجد خسائر بشرية مدنية في العملية وإن كل الافراد الأمريكيين المشاركين غادروا ليبيا بسلام".
فى حين قالت مصادر أن بوختالة تم اعتقاله دون قتال ودون أن يطلق الرصاص، وهو الأمر الذي أثار استغراب مسؤول ليبي، فضل عدم ذكر اسمه في تصريح لـCNN معتبرا أن أبوختالة كان محروسا بشكل جيد.
وأوضحت المصادر أنه تم استدراج بوختالة إلى منطقة بجنوب بنغازي، بعد أن توارى عن الأنظار لمدة عام.
وقالت مصادر لـCNN إنّه سيتم نقل بوختالة إلى الأراضي الأمريكية ليواجه ثلاث تهم فيدرالية جنائية "في غضون الأيام المقبلة" تتعلق بدوره في الهجوم على قنصلية واشنطن في بنغازي.
وقال المدعي العام إريك هولدر "نحتفظ بخيار إضافة تهم أخرى في الأيام المقبلة. وحتى مع بدئنا عملية محاكمته، ستستمر تحقيقاتنا لتحديد المورطين واعتقالهم ."
واتهمت الولايات المتحدة الأمريكية في أغسطس/ آب العام الماضي "أبو ختالة" بأنه أحد الذين خططوا للهجوم على مقر قنصليتها في مدينة بنغازي شرقي ليبيا 11 سبتمبر/ أيلول 2012 الذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي "كريستوفر ستيفنس" و3 أمريكيين آخرين.
وهو ما دعا الكونغرس الأمريكي في يناير/ كانون الثاني  2014  إلى وضع الأخير ضمن قائمة الإرهابيين الدوليين المطلوبين للعدالة، برفقة "سفيان بن قمو" زعيم تنظيم أنصار الشريعة في مدينة درنة الليبية، و"أبوعياض" زعيم تنظيم أنصار الشريعة في تونس، وتجميد أي أصول مالية لهم، ومنع أي شخص أو شركة أمريكية من التعامل معهم .
وتم نقل بوختالة إلى سفينة حربية تابعة لسلاح البحرية الأمريكي في البحر الأبيض المتوسط. وهو يخضع الآن للاستجواب بشأن هجوم بنغازي وبشأن ما يملك من معلومات حول أي نشاط إرهابي.
وتنوي البحرية الأمريكية نقل بوختالة إلى الأراضي الأمريكية عبر سفينة وليس جوّا، لمنح "المحققين أطول مدة ممكنة لاستجوابه."  وأضاف مسؤول أمريكي أن لا بديل عن هذه الخطة أيضا بسبب أنّ حجم السفينة ليس واسعا بما يكفي لهبوط طائرة يمكنها نقل المعتقل إلى الولايات المتحدة. وأوضح أنّ العثور على دول في المنطقة تقبل باستخدام أراضيها في عملية النقل، سيكون أمرا معقدا.
على صعيد متصل، دعا السيناتور جون ماكين إلى محاكمة بوختالة في معتقل غوانتنامو، لكن مسؤولين في إدارة أوباما نفوا أي نية لذلك، مذكرين "بنجاح محاكمة" آخرين في الولايات المتحدة فيصل شاهزاد وعمر فاروق عبد المطلب وسليمان أبوغيث.
وهذا يتفق مع سياسة أوباما بمحاكمة المتشددين المشتبه بهم الذين يعتقلون بالخارج أمام النظام القضائي الأمريكي وليس أمام نظام المحاكم العسكرية في معتقل غوانتانامو في كوبا "الذي يسعى أوباما لإغلاقه"
أبو ختالة ينفي ما نسب إليه من تهم امريكية
وكان أبو ختالة نفى في عدة مقابلات صحافية وتلفزيونية في السابق تورطه في عملية مقتل السفير الأميركي في مبنى القنصلية في بنغازي، ففي تصريحات لصحيفة التايمز اللندنية 2013 التي وصفته بـ"أشهر المطلوبين للحكومة الأميركية فى ليبيا"، نفى أبوختالة، تورطه فى الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازي. وقال: "الله وحده يعلم ما الذى كان سيحدث لو تم إلقاء القبض علي في ليبيا"، مضيفاً "إن حدث هذا فسيؤدى إلى ازدياد أعداء الولايات المتحدة.
وقال إن سبب وفاة ستيفنز كان نتيجة اختناقه اثناء محاولته إحراق وثائق مهمة داخل القنصلية، على حد تعبيره.
ولم ينكر أبو ختالة في مقابلة حصرية مع CNN في مايو/ أيار 2013 وجوده بموقع القنصلية في الليلة التي وقعت فيها الحادثة، مشيرا إلى أنه كان لا يعلم أن لأمريكا قنصلية في بنغازي، وقال: "أنا لم أعرف المكان وعندما سمعت الخبر جئنا."
وعند سؤاله عن إن كان هناك أحد في أمريكا قام بالتواصل معه، حيث قال: "لا.. أبدا.. حتى فريق التحقيق الذي جاء إلى بنغازي لم يحاولوا حتى الاتصال بي،" لافتا إلى "كنت مستعدا للجلوس معهم.. ولكن ليس للتحقيق بل كجلسة عادية للتحاور."
وأشار أبوختالة إلى أن أمريكا تستخدم تنظيم القاعدة كواجهة تخويف، وأضاف: "القاعدة ليست عيبا.. القاعدة وأفراد القاعدة ينتمون لدين ويقومون بحماية أوطانهم وأعراضهم والولايات المتحدة هي الإرهاب."
وتعرض "أبو ختالة" في 7 يناير/ كانون الثاني 2013، لمحاولة اغتيال بعد أن زرع مجهولون،ينتمون لعائلة اللواء عبد الفتاح يونس الذي اتهم أبو ختالة في جريمة اغتياله، عبوة ناسفة أسفل سيارته أسفرت عن مقتل أحد زارعي العبوة، وجرح الأخر بعد أن انفجرت فيهما وقت العملية.
حفتر لم يشارك في عملية القبض على أبو ختالة
وفي سياق متصل قالت صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية إن وزارة الخارجية الأمريكية نفت أي مشاركة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في عملية اعتقال احمد بوختاله. ونقلت الصحيفة عن شاهد عيان رؤيته لأبو ختاله وهو عائد إلى بيته في منطقة الليثي متعبا عند مغرب يوم الأحد بعد اشتراكه في القتال الدائر بين أنصار الشريعة وقوات حفتر. وقال شاهد العيان "لم نراه بعد ذلك".
إلقاء القبض على أبو ختالة يوحد المواقف السياسية الأمريكية
وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر تعليقا على خبر اعتقال أبو ختالة "إنه بالتأكيد خبر سار أن يكون هذا الإرهابي الآن بين أيدي الأميركيين، وأحيي عمل عسكريينا بمساعدة اف بي آي الذي سمح بالقبض عليه". ومنذ ذلك الهجوم يتهم الجمهوريون إدارة أوباما عموما وهيلاري كلينتون خصوصا  التي كانت على رأس وزارة الخارجية عند وقوع الهجوم، باخفاء معلومات اثناء الحملة الانتخابية الرئاسية. وكانت السلطة التنفيذية أوضحت في البداية أن هجوم بنغازي تسبب به نشر شريط فيديو مسيء للإسلام على موقع يوتيوب، لكن سرعان ما تم نفي هذه الرواية. ومنذ ذلك الحين قدمت السلطة التنفيذية إلى الكونغرس آلاف الصفحات من الوثائق الداخلية لكن الجمهوريين بقوا مقتنعين بان البيت الأبيض لم يقل كل شيء ويبحثون عن أدلة على تلاعب ما. وفي مطلع مايو/أيار شكل الجمهوريون لجنة خاصة في الكونغرس للتحقيق في الهجوم، بينما نددت هيلاري كلينون، التي يتوقع أن تترشح إلى البيت الابيض في 2016، في كتاب مذكراتها الذي نشر مطلع يونيو/حزيران بقوة بـ"اولئك الذين يستخدمون بلا هوادة تلك المأساة لغايات سياسية".