ﺑﻌﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ؛ ﻗﺮﺭﺕ ﺭﻭﻣﺎ ﻣﹹﺠﺒﺮﺓ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﺬﺭ ﻋﻦ ﺧﻄﻴﺌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺟﺮﻳﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﻜﺮﺍء .. ﻣﻌﻠﻨﺔ ﺃﺳﻔﻬﺎ ﻭﻧﺪﻣﻬﺎ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ، ﻭﺑﺤﻀﻮﺭ ﺟﻤﻴﻊ ﻭﻛﺎﻻﺕ ﺍﻷﻧﺒﺎء ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺮﺃﻯ ﻭﻣﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ؛ ﺭﻛﻌﺖ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﺫﻟﻴﻠﺔ ﻟﺘﻘﺒﹽﻞ ﻳﺪ ﺳﻴﹽﺪ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ، ﻭﻳﺪ ﺇﺑﻦ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍء ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ .

ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺳﻴﹽﺪ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﺑﺎﻹﻋﺘﺬﺍﺭ ﺍﻟﻠﻔﻈﻲ؛ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺿﻴﻪ ﺗﻘﺒﻴﻞ ﺍﻷﻳﺎﺩﻱ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺭﻏﻢ ﺭﻭﻣﺎ ﺑﺄﻥ ﺗﺪﻓﻊ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻭﺟﺒﺮ ﺍﻟﻀﺮﺭ، ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺇﻋﺘﺬﺍﺭﺍ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﻭﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺳﺠﻞ ﺍﻹﻋﺘﺬﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻓﺎﻟﺨﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﻴﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ؛ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ .. ﻫﻮ ﺗﺄﺩﻳﺐ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﻋﺒﺮﺓ ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮ .

ﻳﹹﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﹽﻪ ﺭﺅﻳﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﻌﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﺃﻥ ﺣﺪﺛﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭﺣﺪﻩ ﺳﻴﹽﺪ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﻬﺎ، ﻭﺃﺧﺬ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﺭﺃﻯ ﺃﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺴﻮﻁ ﻭﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ، ﻓﺤﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺷﻲ ﻣﻮﺳﻮﻟﻮﻧﻲ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﺇﺣﻀﺎﺭ ﺍﻟﻨﺴﺎء ﻭﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺎﺕ ﻛﻲ ﻳﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺴﺎﺧﺮﺓ ﺑﻬﺪﻑ ﺗﻌﺬﻳﺒﻬﻦ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ﻭﺍﻗﻨﺎﻋﻬﻦ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻔﻦ ﺑﻮﺟﻪ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻦ ﻭﺃﻭﻻﺩﻫﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺮﺗﻜﺒﻮﺍ ﺍﻟﺤﻤﺎﻗﺎﺕ ﺿﺪ ﺟﻨﻮﺩﻩ، ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺮﺭ ﺳﻴﹽﺪ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻘﻢ ﻟﻠﻨﺴﺎء ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻟﻠﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ، ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺘﺠﻬﻴﺰ ﻗﺎﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻭﺟﻪ ﻟﻨﺴﺎء ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻭﻓﺘﻴﺎﺗﻬﺎ ﺩﻋﻮﺗﻪ، ﻭﻋﻨﺪ ﺣﻀﻮﺭﻫﻦ ﺗﻔﺎﺟﺄ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺑﺪﺃ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﺧﺘﺘﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﻹﻋﺘﻨﺎﻗﻪ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺣﻴﻦ ﺃﺳﻠﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎء ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ .

ﻭﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﺷﺘﺮﻁ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﻣﺎ ﺑﺄﻥ ﻳﺮﻛﺐ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ﻛﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺴﻜﹽﻊ ﺑﻬﺎ ﻣﻮﺳﻮﻟﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ، ﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻓﺤﺴﺐ؛ ﺑﻞ ﺍﻧﻪ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﻣﺎ ﻣﺮﺗﺪﻳﺎ ﺑﺰﺗﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻮﺣﻴﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﺃﺗﻢ ﺍﻷﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﺎﻫﺰﻳﺔ ﻷﻱ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ، ﻣﺼﻄﺤﺒﺎ ﻣﻌﻪ ﺃﺑﻨﺎء ﺍﻟﺸﻬﺪﺍء ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻘﹽﻨﻮﺍ ﺭﻭﻣﺎ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻷﻭﻝ، ﻟﻴﺸﻬﺪﻭﺍ ﺑﺄﻡ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﻛﻴﻒ ﺳﻴﻠﻘﹽﻨﻬﺎ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻷﺧﻴﺮ، ﺃﻣﺎ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍء ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ، ﻓﻠﻢ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺳﻴﹽﺪ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﺑﺈﺻﻄﺤﺎﺏ ﺇﺑﻨﻪ ﻣﺤﻤﺪ، ﻭﺍﻧﻤﺎ ﺃﺻﺮﹼ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺎﺿﺮﺍ ﻣﻌﻪ؛ ﻟﻴﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﺗﺘﻮﻳﺞ ﺍﻷﻧﺘﺼﺎﺭ .

ﻋﻤﺎﺭ ﺍﻷﺷﻮﻝ , اليمن , 5 / 6 / 2014ﻡ .