بقلم :: بنت القذاذفة
التصالح كلمة جميلة تحمل معانٍ عدة في باطنها و ظاهرها فهي التسامح و المؤاخاة و العفو و المحبة وغيرها الكثير من المعاني الجميلة و لكن دائما هناك فواصل فى الأمور و لكل قاعدة شواذ. لقد شرع الإسلام، الصلح وحثَّ عليه مادام لا يحل حرامًا، ولا يحرم حلالا، لأنه يقضي علي المنازعات التي من شأنها أن تشيع الحقد والكراهية في قلوب الناس.
وذلك أنها قد تؤدي إلي عواقب غير محمودة. و من يريد أن يدعى بأن ديننا الإسلامى يدعو الى التصالح فنعم ديننا الإسلامى يدعو الى التسامح و التصالح و تصفية القلوب و غسلها من الأحقاد و البغضاء ، فــ من حق اى إنسان إسقاط حقه المالى ، أو العفو عن مسبته و شتمه ، أو إتلاف بضاعته و رزقه و نهب ماله ، أو دفع دية من قبل من قتل نفسا بريئة و يكون هذا التصالح مع أخوة المسلم ، أو عند الحاكم ، أو عند جهة حكومية أو عند القبيلة ، و يكون ذلك برضا النفس و طيبها ، و لا يخالف التصالح حدود شرع الله، و أن لا يستحل الصلح الحرام و يحرم الحلال كما قال رسولنا الكريم ( الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا حرم حلالا أو أحل حراما) فالتصالح يكون بين طرفين متخاصمين و كلنا نعرف نحن الليبيون في حالة تخاصم مستمر على مر السنين سواء على مستوى الافراد أو بالنسبة للقبائل الليبية ، و يعتبر من الأمور الطبيعية و يأخذ الصراع القبلى وقته قد يطول أو يقصر ، و لكن ينتهى فى معظم الأحيان الى تصالح عن تراضى و خاصة من قبل الطرفين .
فالصلح من شيمنا و يكون فقط مع المواطنين العاديين الذين عارضوا النظام الشرعى ربما لأحقاد شخصية ، أو ربما وقع عليها ظلم ما أو لأسباب أخرى يعلمها الله ، و لكن بمجرد تدخل الكافر وقفت على حياد فلم تقف مع النظام الشرعى و لم تقف مع الكافر ، و لم تلطخ أيديهم بدماء و لم يساعدوا فى نهب خيرات الوطن و مقدراته و لم يساعدوا فى تشوية تاريخ و عظمة وعزة الوطن ، و لكن أختار السلبية برغم أن الكافر لا يميز بين مع أو ضد النظام و طالت نيرانه من كان يقاتل لحماية الوطن و كرامته و الدفاع عن الوطن لا يقتصر على فئة دون غيرها ، و من اختار الحيادية و جلس خلف شاشات التلفاز يشاهد وطنه كيف يذبح و يغتصب فهذه الفئة ينطبق عليهم حكمة القرود الثلاثة : لا أسمع ، لا أرى , ولا أتكلم .
و لكن عندما يكون الطرف المتعدى عليك تجاوزت جرائمه كل الأعراف و مواثيق و تعدى حدود الله و ما جاء به رسولنا الكريم ، و أستعان بكافر ليقتل المسلم و هو محسوب على الإسلام ، فهذة جريمة لا يغترف لها و ينزل بأصحابها أقصى و أشد العقوبات . فعندما يكون الضرر و الاذى على مستوى فردى يكون الأمر هين و يترك الأمر الى أصحاب الضرر ، و من حق الشخص العفو و مصالحة ، لان تأثيرها يقتصر على شخص بعينه، فجرح الوطن و تدميره ليس جرح شخصي .
و لكن عندما يكون الضرر و الاذى على مستوى الوطن بأكمله و يشمل مساس بديننا و مبادئه و قيمه و تاريخه و حضارته و أخلاقه فهذة جريمة لا تغتفر و هذا تعدى سافر على وطن بأكمله ، فالجرح بمستوى الوطن تكون المصالح أمرا مستحيلا لأن تم المساس بحاضر و مستقبل و ماضى الوطن.
فاى مسوغ عقلي أو أخلاقي أو حتى دينى يجعلنا نضع أيدينا فى أيدى هؤلاء و نعانقهم و نتصافح معهم و نجالسهم و هم من ينطبق عليهم قول الله ( وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ ) هل نتصالح مع الكافر عدو الله و خارجين عن المله الذين وضعوا أيديهم فى أيدى الكافر ؟ هل نتصالح مع من كنا نقاتل لأجلهم لكى نحمى شرفهم و عرضهم ؟ هل نصالح من مزق وطننا ، و زرع الأحقاد فينا و دمر الأخلاق و مبادئ السامية التى كانت سائدة بيننا و صفة ملاصقة لنا ؟ هل نصالح من شوه ديننا الإسلامى و بأسمه قاموا بأبشع أنواع الجرائم و الأنتهاكات هؤلاء من قال فيهم الله سبحانه و تعالى ( ٱلَّذِينَ عَـٰهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِى كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ ) ، فتصالح ليس مع الأعراب الذين قال الله فيهم فى كتابه العزيز ( الأعراب أشد كفرا و نفاقا ) ؟ هل نصالح من هجر مدن كاملة ، و قتل الليبيين بدم بارد من دون وجه حق ؟ هل نصالح من تأمر مع الغرب لتفكيك وحدة الوطن ؟ هل نصالح من ضربنا من كل جانب حتى ماتت الخلايا الجسدية فينا فأصبح الضرب لا يؤثر فينا و قتلوا الأحاسيس و مشاعر الجميلة بداخلها ؟ هل نصالح من حطم أحلامنا و طموحاتنا فى لحظة فكانت سواعد تنتظر الفرصة للمساهمة فى بناء الوطن و ترك بصمة على اعتاب الكفاح ؟ هل نصالح من نكث العهود و حرف كلام الله و افترى على الرسول الكريم و نهب أموال الليبيين ؟ هل نصالح من وضع يده فى يد الالكيان الصهيونيى هنرى برنارد ليفنى ؟ هل نصالح شردمة هددت أمننا و ترابطنا و نحن من جاء فينا قول الله ( و اعتصموا بحبل لله جميعا و لا تفرقوا ) فحربنا فريضة دينية وليست فريضة قومية و إنسانية فحسب ، ضد هؤلاء الخوارج الذين خرجوا من الملة و أستعانوا بكافر وفقا ما جاء فى ايات الله فى كتابه العزيز( و من يتولهم منكم فانه منهم ) فــ هل نصالحهم ؟؟.
ومن نصالح ؟!!!. ليست المسألة أنهم من بني جلدتنا ومن وطن ترعرعنا فيه سوية وإنما لأنهم خوارج استعانوا بالكافر وقتلوا وشردوا واغتصبوا ونهبوا وفعلوا المنكرات كلها حتى شاب الرضيع لفعلتهم .. فكيف نصالح قوما أمرنا شرعنا بقتالهم واجتثاثهم من الارض. يقول علي رضي الله عنه إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فوالله لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة.
وباعتبارهم والوا الكفار فصاروا منهم وفي مجمل أقوال اهل العلم أن الخوارج كفار مع اختلاف أقوالهم إلا أن الاجماع ثبت بتكفيرهم فكيف سنصالح قوما كذبوا وافتروا على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
"قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليه ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم " صدق الله العظيم.
[/size]
الأحد مايو 31, 2015 3:20 pm من طرف الفارس الفارس
» الإتحاد الأوربي و ليبيا
الأحد مايو 31, 2015 3:15 pm من طرف الفارس الفارس
» مدينة سرت الليبية و الجفرة و مناطق الوسط تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش )
الأحد مايو 31, 2015 3:02 pm من طرف الفارس الفارس
» سرت و نقص البنزين
السبت مايو 16, 2015 2:28 pm من طرف الفارس الفارس
» حديث اخضر اللثام للمنظمات الحقوقية عن مايحدث في طرابلس و ورشفانة
الخميس أبريل 30, 2015 8:24 am من طرف عائشة القذافي
» الدكتور مصطفى الزائدي - Dr.Mustafa El Zaidi
الأربعاء أبريل 29, 2015 7:54 am من طرف عائشة القذافي
» بقلم الأستاذ : هشام عراب .
الأربعاء مارس 18, 2015 10:43 am من طرف عائشة القذافي
» نبوءة القذافي يحقّقها آل فبراير، ويقرّ بها العالم ،،
الأربعاء مارس 04, 2015 8:53 pm من طرف عائشة القذافي
» توفيق عكاشة يهدد التنظيم و يطالب أهالي سرت بعدم الذهاب للجامعة
الثلاثاء مارس 03, 2015 10:34 pm من طرف عائشة القذافي
» منظمة ضحايا لحقوق الانسان Victims Organization for Human Rights
الأربعاء يناير 21, 2015 8:49 am من طرف عائشة القذافي
» الدكتور مصطفى الزائدي - Dr.Mustafa El Zaidi
الأربعاء يناير 21, 2015 8:30 am من طرف عائشة القذافي
» معمر القذافي علي قيد الحياة بالدليل القاطع
الإثنين ديسمبر 08, 2014 8:24 pm من طرف الفارس الفارس