قناة الجزيرة القطرية و السقوط الاعلامي الخطير
لا شك أن قناة الجزيرة الفضائية القطرية قد مثلت ثورة كبرى في المشهد الإعلامي المرئي العربي وحتى العالمي منذ "تاميمها" منتصف التسعينات من قبل الخرتيت امير قطر المعزول. نقول أنها ثورة طبعا بالنظر للوضعية التي كان يعيشها الإعلام في الوطن العربي قبل ذلك التاريخ حيث مكّنها ملّاكها من كل الإمكانيات المادية والتقنية والبشرية بعد أن حوّلوا لها “أسطولا” من الكوادر الفنية والصحفية من لندن إلى الدوحة. و بعد استقلالها التام عن البي بي سي وهي المؤسسة الإعلامية الوحيدة المتميزة التي كانت تأتينا صوتا فقط، حاولت الجزيرة أن تخطّ لنفسها توجّها مميّزا فدخلت عملية التغطية الإعلامية بقوّة، الأمر الذي عجّل من غضب بعض الأنظمة العربية عليها بل و إغلاق مكاتبها في بعض الاقطار لأنها تناولت مواضيع حسّاسة في علاقة بالأوضاع السياسية و مسألة حقوق الإنسان التي لم تكن القنوات العربية المحليّة قادرة على تناولها. بالإضافة إلى كل هذا برامجها الحوارية التي لفتت إليها الانتباه. فوجد المواطن العربي نفسه منبهرا بهذه المنبر الإعلامي الجديد، وأصبحت الجزيرة في رأس القنوات العربية من حيث عدد مشاهديها وشعر المواطنون بأنّها تعبّر عن مكبوتاتهم السياسيّة بالنظر للغبن الذين يعيشونه في بلدانهم
هذا الانبهار بقي مسيطرا على ذهن المواطن العربي إلى حدود العشر سنوات الأولى من بثّها أو على الأقل إلى حدود تفجيرات نيويورك في 2001 حيث بدأت ملامح التغّير تتوضّح في التغطية الإعلامية لهذه القناة، ربّما بسبب الضغط الأمريكي على قطر لتغير من سياسة القناة، وربّما هو خطّ التراجع الذي أرادت الجزيرة أن تخطوه حيث بدأت تسوّق لمشروع سياسي إعلامي تقول أنّه معتدل على علاقة متيّنة بالغرب له قدرة على اختراق المجتمع العربي باعتباره اختار أن يركب على الدّين ليجلب له الأنصار، وهو مشروع منصهر تماما مع المواقف الغربية فكانت الجزيرة هي الوسيلة الإعلام القادرة على تمرير المشروع. فكان أول ما قامت به من زلاّت خطيرة هو الهجوم على تيار سياسي له امتداده الشعبي الكبير في الوطن العربي وقامت بشيطنته وتجريمه خاصة من خلال البرامج التي يقدمها الإعلامي الإخواني المتمرّس أحمد منصور الذي كلّف في القناة بمهمّة الهجوم على التيار القومي وعلى زعيمه التاريخي عبد النّاصر ممّا ولّد حالة من النقمة عليها لدى شريحة كبيرة من الشارع العربي الذي جرح في أبرز تياراته الفكرية . فأصبح العرب يتساءلون عن اهتمامها فقط بجزء من الوطن العربي وهو الشام والشمال الإفريقي متجاهلة تماما أقطار الخليج وما يحدث فيها من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان ومن موت سياسي مقرف تعيشه هذه البلدان. ومتناسية العلاقة التي ربطتها قطر مع الكيان الصهّيوني والزيارات التي يقوم بها أميرها إلى هذا الكيان و متناسية كذلك المعاناة التي يعانيها الأجانب في قطر ومتجاهلة تماما الانقلاب الذي قام به حمد بن خليفة على والده، كل هذه أسئلة بدأت تدور في ذهن المواطن العربي. إلى أن جاء احتلال العراق لينشغل المواطن بما هو أهم من قناة الجزيرة التي لاحت تغطيتها لهذا الاحتلال فيه الحد الأدنى من الرضى لدى الناس، ثم جاءت حرب تموز في لبنان وبعدها حرب غزة في 2008 لتكون التغطية للحدثين للأمانة تغطية متميّزة أعادت لها بعض من الشعبية التي فقدتها في السابق
لكن المفترق الحقيقي والسقوط المدوي في مسيرة الجزيرة هو تغطيتها للثورات العربيّة الأخيرة خاصّة في الحالتين الليبية والسورية حين انخرطت في لعبة قذرة بأمر من حكام قطر وبهندسة أمريكية تمثلت في التحريض على الفوضى في بعض الأقطار العربية من خلال التلفيق الإعلامي التي تعتمده في كثير من الأحيان والتهويل المعتمد الذي تقوم به لتأليب الرأي العام وبثّ الفوضى وخلق حالة من الاحتقان في صفوف المواطنين من خلال الصور و الفيديوهات المفبركة في كثير من الاحيان التي تقوم ببثّها
وبما أن الجزيرة استهدفت النظامين السورى والليبي بالذات دون غيرهما لأنهما يحملان موقفا معاديا للمشاريع الغربية في المنطقة ويدعمان مشاريع المقاومة وخاصّة النظام السوري الذي يحتضن المقاومة على الأراضي السورية.... فكانت قناة الجزيرة منبرا للجبناء والعملاء والقابعين في قصور وراء البحار الذين من خلال صكوك على بياض رضوا حتّى أن تحتلّ بلدانهم و تنتهك أراضيهم. و أصبحت منبرا لشيوخ الدّجل الذين أصبحوا يدعون للقتل والفتنة ولا ندري من أي الشرائع جاؤوا بهذه الدعوات
والنتيجة كانت واضحة احتلال ليبيا وتدميرها ورهنها كليا لشركات النّفط الغربية و استباحة أراضيها وقتل زعيمها السابق وإبنه بطريقة لم نتصوّر يوما أن بشرا يرتكبها بعد أن رخّص لهم الاله الارضي يوسف القرضاوي ذلك وهذا التحريض متواصل الآن على سوريا وعلى نظامها الذي لا تبدو عليه إلى اليوم علامات الاضطراب أوالتملم
كل هذا وغيره يجعلنا نقول أن الجزيرة أخلّت بمبادئ العمل الصحفي الذي من أهمّ قواعده الأمانة في نقل الخبر وليس التورط في التلفيق أو الكذب التي تعتمدهما هذه الأيام في
تغطية الأحداث في سوريا خدمة لأجندة أمريكية صهيونية بتنفيذ “جزراوي” قطري وهذا ما يؤكّد على أن هذه القناة سقطت إعلاميا سقوطا مدويّا والدليل على ذلك استقالة أغلب و أهم كوادرها الذين رفضوا أن يخونوا أمانتهم الصّحفيّة على حساب هذه الأجندة
تغطية الأحداث في سوريا خدمة لأجندة أمريكية صهيونية بتنفيذ “جزراوي” قطري وهذا ما يؤكّد على أن هذه القناة سقطت إعلاميا سقوطا مدويّا والدليل على ذلك استقالة أغلب و أهم كوادرها الذين رفضوا أن يخونوا أمانتهم الصّحفيّة على حساب هذه الأجندة
الأحد مايو 31, 2015 3:20 pm من طرف الفارس الفارس
» الإتحاد الأوربي و ليبيا
الأحد مايو 31, 2015 3:15 pm من طرف الفارس الفارس
» مدينة سرت الليبية و الجفرة و مناطق الوسط تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش )
الأحد مايو 31, 2015 3:02 pm من طرف الفارس الفارس
» سرت و نقص البنزين
السبت مايو 16, 2015 2:28 pm من طرف الفارس الفارس
» حديث اخضر اللثام للمنظمات الحقوقية عن مايحدث في طرابلس و ورشفانة
الخميس أبريل 30, 2015 8:24 am من طرف عائشة القذافي
» الدكتور مصطفى الزائدي - Dr.Mustafa El Zaidi
الأربعاء أبريل 29, 2015 7:54 am من طرف عائشة القذافي
» بقلم الأستاذ : هشام عراب .
الأربعاء مارس 18, 2015 10:43 am من طرف عائشة القذافي
» نبوءة القذافي يحقّقها آل فبراير، ويقرّ بها العالم ،،
الأربعاء مارس 04, 2015 8:53 pm من طرف عائشة القذافي
» توفيق عكاشة يهدد التنظيم و يطالب أهالي سرت بعدم الذهاب للجامعة
الثلاثاء مارس 03, 2015 10:34 pm من طرف عائشة القذافي
» منظمة ضحايا لحقوق الانسان Victims Organization for Human Rights
الأربعاء يناير 21, 2015 8:49 am من طرف عائشة القذافي
» الدكتور مصطفى الزائدي - Dr.Mustafa El Zaidi
الأربعاء يناير 21, 2015 8:30 am من طرف عائشة القذافي
» معمر القذافي علي قيد الحياة بالدليل القاطع
الإثنين ديسمبر 08, 2014 8:24 pm من طرف الفارس الفارس